عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 04:49 PM ]


1 - مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير

سفر المزامير يُعرف في العبرية باسم تهليم - תהלים أي "الحمد والتسبيح أو التهليل"، أما في اليونانية فيُعرف باسم إبسالموس ψαλμός بمعنى أغنية مقدسة أو مزمور أو تأتي بلفظة ψάλλω – Psallo أي يُرتل [ترتيلة أو مديح]، ويُرتل يعني حُسن التناسق في وزن الكلام وسرده، وأيضاً تحمل معنى يصلي بنغم مع لحن (وقور) يُناسب الكلمات، أو باختصار تعني: أنشودة مرتلة، وفي اليونانية الكلاسيكية والعهد القديم يُقصد بلفظة psallo أو psalmos شعر، أو رنين وتر قوس، ومن ثمَّ سحب أوتار قيثارة أو أية آلة وترية أُخرى، ويُشير الاسم بصفة عامة إلى صوت الآلة أو إلى نتاج الصوت الفعلي، أما اسمه في العربية "مزامير" فهو من الفعل "زمَّرَ" أي غنى أو أنشد بمصاحبة المزمار أو غيره من الآلات الموسيقية.
=========================
+ أهمية المزامير في حياتنا اليومية
سفر المزامير هو سفر الصلاة في الكتاب المقدس، أو يُسمى كتاب الصلاة والتسبيح، لأن يصحبه دائماً الآلات الموسيقية للتنغيم، والتي تُعبر عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه الخاصة التي يرفعها لله إلهه على نحو شخصي، ولا يُمكن لإنسان ولد من الماء والروح، والروح القدس سكن هيكله الخاص، واقتنى المسيح في قلبه ليكون مقراً لسكناه، يستطيع أن يستغنى عن سفر المزامير بأي حال من الأحوال أو بأي شكل، لأنه ممتلئ أولاً بالنبوات عن شخص المسيح المًخلِّص وأيضاً ممتلئ بكل مشاعر الإنسان بكل أحوالها، فحال النفس الدائم هو العطش للإله الحي، لذلك دائماً تتراءى أمامه باشتياق عظيم: عطشت نفسي إلى الإله الحي (فـ) كما يشتاق الأيَّل إلى جداول المياه كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله.

=========================
+ تقسيم المزامير
سفر المزامير هو السفر الأول من القسم الثالث من كتب العهد القديم المعروف باسم "كتوبيم" أي "الكتابات المقدسة Hagiographa" وذلك بحسب التقسيم اليهودي لأسفار العهد القديم، وبخاصة القسم المسجل في النسخة المعروفة باسم الماسورية أي التقليدية، وبموجبه تُقسم أسفار العهد القديم إلى ثلاثة مجموعات:
1 – التوراة תּוֺרָהTorah أو الناموس أي أسفار موسى الخمسة التي أُطلق عليها في الترجمة السبعينية باللغة اليونانية بنتاتيوك Pentateuch πεντάτευχος
2 – النبييم (نبيِّيمْ – nebi'im) أي أسفار الأنبياء
3 – الكتابات (كِتُوبيمْ – Ketubim) أي المكتوبات المقدسة، والتي تبدأ بسفر المزامير. ولذلك صارت المزامير عنواناً لمجموعة الكتوبيم كلها.
ونجد أن هذا التقسيم هو ما تكلم عنه بنفس ذات الترتيب شخص ربنا يسوع: "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسى، والأنبياء، والمزامير" (لوقا 24: 44)
ونجد المزامير (في الترجمة اليونانية للعهد القديم – السبعينية – LXX وهي متفقة مع العبرية) تُقسم تقسيم خُماسي أي إلى خمسة كتب أو خمسة أقسام على نفس ذات تقسيم التوراة ((أسفار موسى الخمسة))، وذلك بإدخال لفظي "آمين. آمين" (كتسبيح حمد أو ذكصولوجية أي تمجيد) في نهاية كل قسم من الأقسام الخمسة. وهذه الأقسام الخمسة تبدأ بالمزامير: 1، 42، 73، 90، 107، وقد جاء في المدراش اليهودي (وهو بحث تفسيري) عن المزمور الأول أن [داود أعطى اليهود خمسة كتب للمزامير لتوافق كتب الشريعة الخمسة المعطاة لموسى]. ولذلك فإنه يُمكننا أن نفترض أن كل فصل من أسفار موسى الخمسة كان يُتلى بدوره مع المزمور المقابل له.

==========
الخمسة كتب للمزامير وهي كالتالي:
الكتاب الأول: 1 – 41 = يُقابله سفر التكوين (الموضوع الإنسان)
الكتاب الثاني: 42 – 72 = يقابله سفر الخروج (إسرائيل – شعب الله)
الكتاب الثالث: 73 – 89 = يقابله سفر اللاويين (القدس – بيت الله)
الكتاب الرابع: 90 – 106 = يقابله سفر العدد (في البرية – أرض الموعد)
الكتاب الخامس والأخير: 107 – 150 = يقابله سفر التثنية (الكلمة – كلمة الله)
==========
وهناك تقسيم آخر، يعتبر أن المزامير 42 – 83 هي مجموعة واحدة، تتميز بمخاطبة الله باسم "إلوهيم אלהים"، ويقلّ فيها ذكر الله باسمه "يهوه יֽהוׇה". فقد وردت في هذه المجموعة كلمة "إلوهيم" أربعة أضعاف كلمة "يهوه". أما باقي المزامير فهي تخاطب الله باسم يهوه" في مقابل مخاطبته باسم "إلوهيم" بنسبة 20: 1.
+ عدد مرات أسماء الله "يهوه" و "إلوهيم" بحسب التقسيم الخُماسي للسفر
الجزء الأول (1 – 41) يهوه יֽהוׇה حوالي 272، إلوهيم אלהים حوالي 15
الجزء الثاني والثالث (42 – 89) يهوه יֽהוׇה حوالي 43، إلوهيم אלהים حوالي 200
الجزء الرابع والخامس (90 – 150) يهوه יֽהוׇה دائماً، إلوهيم אלהים لا يوجد
عموماً ما يهمنا هو الأساس في التقسيم، وهو ما سبق وذكرناه بالنسبة للخمسة كتب مقابل أسفار موسى وهو يعتبر التقسيم الأدق والذي يمكن الاعتماد عليه في شرح المزامير بشكل مقابل.

=========================
+ مؤلفي المزامير
أولاً ينبغي أن نعرف أن هناك تقسيم يختص بالمجموعات أي مجموعة المزامير التي تخص مؤلفها أو نوعها وهي 5 مجموعات وهي كالتالي:
المجموعة الأولى (داود) وهما (73 مزمور): [3 – 9؛ 11 – 32؛ 34 – 41؛ 51 – 65؛ 68 – 70؛ 86؛ 101؛ 103؛ 108 – 110؛ 122؛ 124؛ 131؛ 133؛ 138 - 145]
المجموعة الثانية (آساف) وهما (12 مزمور): [50؛ 73 – 83]
المجموعة الثالثة (بنو قورح) وهما (12 مزمور): [42 – 49؛ 84، 85؛ 87؛ 88]
المجموعة الرابعة (المصاعد) وهما (15 مزمور): [120 – 134]، وهذه المجموعة تُقسم إلى خمسة أجزاء وذلك بحسب الموضوع الرئيسي فيها وهي كالتالي:
الجزء الأول (120 – 122) الموضوع [الرب مصدر المعونة والسلام]
الجزء الثاني (123 – 125) الموضوع [الرب صانع الخلاص]
الجزء الثالث (126 – 128) الموضوع [الرب مصدر البركات]
الجزء الرابع (129 – 131) الموضوع [الرب هو المُعزي]
الجزء الخامس (132 – 134) الموضوع [الرب هو الملك]
المجموعة الخامسة (الهللويا) وهما (15 مزمور): [104 -106؛ 111 – 113؛ 115 – 117؛ 135؛ 146 – 150]
ونجد أن هناك بعضاً من المزامير يُنسب منها لداود النبي 89 مزمور في الترجمات اليونانية والقبطية واللاتينية، وهي بحسب الترقيم في السبعينية تشمل:
المزامير 1 – 40؛ 50 – 70؛ 90 – 103،
والمزامير 42؛ 85؛ 107 – 109؛ 119؛ 136؛ 139 – 144؛ 151،
أما باقي المزامير فيُنسب منها إلى:
* بني قورح 11 مزمور: (41؛ 43 – 48؛ 83؛ 84؛ 86؛ 87)،
* ولآساف 12 مزمور: (49؛ 72 – 82)،
* ولزكريا النبي مزموران: (137؛ 138)،
* ولحجي النبي 4 مزامير: (145 – 148)،
* ولسليمان النبي مزمور واحد (71)،
* ولناثان النبي مزمور واحد (88)،
* ولموسى النبي مزمور واحد (89)،
* ولهيمان الأزراحي مزمور واحد (87)،
* وليدثون مزموران (61، 76).
وهناك بعض المزامير غير منسوبة لأحد، ويدعوها اليهود "المزامير اليتيمة"، ومنها مزامير المصاعد، أو تسبيحات الدَّرَج، وهي:
14 مزمور متتابعة (120 – 133)،
ومزامير هلليلويا وهي 13 مزمور (104 – 106؛ 110 – 116؛ 118؛ 134؛ 135)،
والمزموران (149؛ 150)،
أما المزمور 151 فيُظن أنه لداود، قاله عن نفسه لما مسحه صموئيل النبي بالدهن بأمر الله ليصير ملكاً على إسرائيل.
==========
أما النسخة العبرية للمزامير، فتنسب لداود النبي 73 مزمور فقط، ولآساف 12 مزمور، ولأبناء قورح 9 مزامير. ولسليمان النبي مزمورين، ولهيمان وإيثان وموسى النبي مزمور واحد لكل منهما؛ وهناك 51 مزمور لا يُذكر أسم كاتبهما، وينسب العهد الجديد مزمورين من المزامير مجهولة الكاتب إلى داود، وهما المزمور الثاني والمزمور الخامس والتسعون (أنظر أعمال الرسل 4: 25، عبرانيين 4: 7)

==========
* والمزامير 51 – 72 تُسمى مجموعة داود الصُغرى،
* أما مجموعة داود الكبرى فهي تقع ما بين مزمور 3 ومزمور 41.
==========
ومن شهادة الأسفار المقدسة نرى أن داود كان يقود طقوس العبادة في إسرائيل (2 صموئيل 6: 5؛ 16: 1 + 1 أخبار 15: 16، 25 + 2 أخبار 7: 6؛ 29: 30). وأن الروح القدس كان يتكلم به "كمرنم إسرائيل الحلو" (2 صموئيل 23: 1و2 + مرقس 12: 36 + أعمال 1: 16؛ 2: 30 – 31؛ 4: 45).
==========
عموماً لقد غلب اسم داود النبي على سفر المزامير، وذلك لأنه كتب الجزء الأكبر منها بإلهام إلهي فائق، وقد أصبح اسمه مقترناً بها بسبب شهرة محبته لله وأنه هو من دُعيَّ مرنم إسرائيل الحلو حسب ما جاء في الكتاب المقدس وذكرنا سالفاً.

رد مع إقتباس