عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الحلقة الثانية من ذكريات آخر شاهد على عصر الملك فاروق..!!

كُتب : [ 05-15-2008 - 07:51 AM ]


تابع ذكريات آخر شاهد على عصر الملك فاروق..!!
بقلم / حسام عبد القادر
منقول عن مجلة أمواج إسكندرية
مجلة ثقافية تصدر عن فرع ثقافة الإسكندرية - العدد الثاني عشر
أكتوبر 2002


صباح يوم الرحيل..!!

الحلقة الثانية ذكريات شاهد الملك galal.jpg

وفى صباح يوم الرحيل كان فى وداع الملك السفير الأمريكى بالقاهرة جيفرسون كافرى.. وجاء محمد نجيب متأخراً ومعه من رجال الثورة صلاح سالم وحسين الشافعى وصلاح فريد، وقالوا لنا: إحنا آسفين يا جماعة للتأخير.. فقد ضللنا الطريق إلى الباخرة..!!

وأبحرت المحروسة من ميناء الإسكندرية وهى ترفع العلم الملكى لأن مصر لم تكن جمهورية بعد.. كما أن الملك أحمد فؤاد كان على متن اليخت.. ولم نجد فى استقبالنا فى نابولى سوى مندوب من وزارة الخارجية افيطالية وسفير مصر فى إيطاليا.. وكان من المفروض أن تحتفل بنا إيطاليا كما فعلنا مع ملكهم إيمانويل عندما جاء إلى مصر بعد خلعه..!!

الحلقة الثانية ذكريات شاهد الملك galal2.jpg

الملك يبكى..!!

وأما عن حالة الملك فاروق النفسية فى تلك اللحظات فيقول جلال بك علوبة: كانت حالته فظيعة.. دائم البكاء.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يبكى فيها الملك.. فقد رأيت قبل ذلك يبكى وعندما سألته عن السبب قال: أنا زهقان وحالة البلد متعبة ولا أعرف ماذا أفعل..!!
ولم يكن يبكى أمام أى شخص آخر أبداً.. وفى خلال اليومين أو الثلاثة التى تلت الثورة كان ما يزال يعاند ويرفض تصديق ما حدث.. ويعتقد أن الثورة سيتم القضاء عليها.. لدرجة أنه كان يفكر فى تعيين اللواء محمد نجيب وزيراً للحربية.. ورفض التوقيع على وثيقة التنازل عن العرش.. وكان يؤكد أن رجال الثورة أمسكوا النمر من ذيله..!!
ولكنى قلت له: كفايه كده.. إن الناس لا تريدك..!!

الملك وبناته يأكلون الطعمية..!!

ويستطرد علوبة: لقد غادر الملك فاروق مصر ومعه كل بناته.. فريـال وفوزية وفادية وابنه الصغير أحمد فؤاد وزوجته الجديدة ناريمان.. ولم يأخذ معه سوى حقيبة واحدة واحدة بها بدلة صيفى وقميص وشورت.. أما الأولاد فلم يكن معهم ما يكفيهم من الملابس لدرجة أنهم نسوا تزويد اليخت بالطعام.. فأرسلت أحد الضباط لشراء طعام يكفينا لثلاثة أيام.. وكان الطعام مكوناً من جبنة بيضاء وفول وطعمية وخبز جاف..!!

الملك لم يكن مهرباً..!!

ويؤكد علوبة أن الملك فاروق لم يخرج بأى شئ من مصر.. ولم يسرق الأموال.. ولم يقم بتهريب الذهب أو مجوهرات القصور الملكية كما أشيع عنه.. وكل ما قيل بهذا الصدد كذب وافتراء.. والحقيقة أن رصيد الملك فى الخارج وصل إلى خمسة ملايين جنيهاً.. وحدث فيما بعد أن تعرضت القصور الملكية للنهب والسلب.. فقد كانت اللوريات تأتى ليلاً لتحمل التحف النفيسة والمجوهرات.. إلى أين؟ الله وحده أعلم..!!

أيام الرحلة..!!

أما عن حالة الملك أثناء الرحلة على ظهر "المحروسة" فيقول قائد اليخت الملكى: حبس الملك نفسه فى أول يوم داخل قمرته.. ولم يتحدث مع أحد.. وفى اليوم الثانى كانت نفسيته أفضل.. وأول شئ فعله أنه خرج إلى سطح السفينة وظل يدعو الله أن يحفظ مصر من كل مكروه..!!
وأما الأولاد فكانوا يلهون ويلعبون البنج مع بعضهم البعض.

وتناول طعام الغداء مع طاقم السفينة.. وبعد ذلك جلس حزيناً يفكر فيما حدث له وما هو آتٍ..
وكنت أواسيه دائماً وأقول له: هذه إرادة الله وحكمته.
وطوال الرحلة كان مجلس قيادة الثورة يرسل لى إشارات استعجال حتى أعود.. فقلت لضابط اللاسلكى: أغلق الجهاز لأننى لا أريد أن أسمع أحداً منهم!!
وفى اليوم الثالث كان الملك هادئاً وسلم أمره إلى الله.. وظل يلح علىَّ أن ابقى معه فى إيطاليا.. حتى أنه عرض مليون جنيه لأقبل الحياة بجواره هناك.. ولكنى رفضت لأننى التزمت بكلمة شرف مع محمد نجيب على العودة باليخت سالماً.

كان أكولاً.. لكنه لم يشرب الخمر..!!

ويؤكد علوبة أن الملك فاروق لم يذق طعم الخمر فى أى يوم من الأيام لأنه كان يؤكد على حرمتها، وإن كان لديه بار فى منزله ليعزم على ضيوفه.. ولكنه كان لا يشرب معهم!!
أما بالنسبة لعلاقاته النسائية فهذا محض افتراء وإشاعات لا أساس لها.. كان يحب أن يحيط نفسه بعدد كبير من النساء إلا أنه لم يقم علاقات معهن..!!
وكان يقبل على الأكل بشراهة ويحب أن تكون مائدته عامرة بأصناف الطعام المتنوعة.. أما عن علاقته بـ"بولى" السكرتير الإيطالى الخاص به فكانت هى السبب فى تصرفاته الطائشة فى أواخر أيامه بمصر.. لأن الملك كان لا يرفض له طلباً.. وكان يقول لى: أنا وبولى مثل الأخوين لأننا نشأنا معاً..!!
فقد كان والد بولى يعمل كهربائياً فى القصر الملكى.
وقد رفض مجلس قيادة الثورة أن يسافر بولى مع فاروق، وتم اعتقاله، ثم أفرج عنه، وافتتح مطعماً شهيراً فى مصر الجديدة حتى مات ودفن فى مصر.

القمار.. وأكثر من ملكة..!!

ويقول علوبة إن من سيئات الملك فاروق أنه لعب القمار فى أواخر أيامه، وذلك لأنه لم يجد من ينصحه.. كما أصابه اليأس بعد انفصاله عن الملكة فريدة.. واضطر للزواج من الملكة ناريمان من أجل إنجاب ولد، ولكى يحبه الشعب، لأنه كان يقول إن ناريمان من عامة الشعب حيث كان والدها موظفاً بالسكة الحديد.. وتزوجها الملك بعد أن أمرها بفسخ خطبتها من زكى هاشم المحامى.

بعد العودة..!!

ويكمل جلال علوبة: بعد العودة إلى مصر التقيت بمحمد نجيب الذى شكرنى وطلب لى قهوة وظل يعزم علىَّ بالمشاريب.. وطلبت منه أن يتكلم بصراحة.. وعلمت أننى أحلت إلى المعاش.. وكنت أصغر لواء فى القطر المصرى حينئذ..
وانقطعت صلتى بفاروق تماماً.. وتم إدراج اسمى ضمن الممنوعين من السفر.. ولم يتم رفع اسمى إلا فى عندما أصبح ممدوح سالم رئيساً للوزراء.

صديقة الملكة..!!

وتقول سميرة هانم عبد الرزاق زوجة جلال بك علوبة وصديقة الملكة السابقة فريدة: كانت الملكة فريدة فى شدة الحزن والتأثر عند نفى فاروق رغم أنها كانت منفصلة عنه.. ورفضت السفر لأى مكان بعد قيام الثورة حتى تم تجريدها من كل أملاكها.. فاضطرت للسفر إلى بيروت بعض الوقت.. ثم توجهت إلى باريس وامتهنت حرفة الرسم حتى تستطيع العيش لأنها لم تكن تملك شيئاً.. وعندما اشتد بها الحنين إلى مصر طلبت من الرئيس الراحل أنور السادات السماح لها بالعودة.. فوافق ومنحها شقة فى منطقة المعادى.. وظلت ترسم وتبيع لوحاتها، وكان هذا مصدر رزقها الوحيد حتى ماتت..!!



رد مع إقتباس
Sponsored Links