عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 21 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقدمة دراسية موجزة حول سفر المزامير תהלים مع شرح وتفسير المزمور الأول

كُتب : [ 06-14-2020 - 05:38 PM ]


+ فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ،
الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ
==========
هنا إعلان نتيجة نجاح البار في إظهار الثمر في أوانه، لأن الكلمة الخارجة من فم الله تحمل حياته الخاصة، حينما يتقبلها الإنسان بالإيمان فهي تنغرس فيه كالبذرة في التربة وتُخلِّص نفسه، ويظهر ثمرها في أوانه؛ فكلمة الله كلمة حية تدخل في تربة القلب المُهيأ لاستقبالها وتنغرس فيه عميقاً، وحينما يتم رعايتها فأنها تنمو وتزدهر وتُعطي ثمراً صالحاً في وقته المناسب، فتظهر رائحتها الزكية وتجذب الآخرين ويتمجد اسم الله الحي بكونها ثمرته الخاصة في الإنسان.

==========
عزيزي القارئ، علينا أن ننتبه للكلام هنا، لأنه مهم للغاية، فزراعة الأشجار تحتاج لعمق واتساع معين (مساحة تُناسب حجمها النهائي) لكل نوع من أنواع الأشجار، مع المياه اللازمة الوفيرة والسماد الصالح لنموها الصحيح حتى لا تضعف وتذبل ومن ثمَّ تموت، فكلمة الله تحتاج لقلب متسع، قلب مُهيأ لاستقبالها وزراعتها لتضرب بجذورها فيه، كما أنها تحتاج تهيئة القلب بمعنى التوبة، لأن يوحنا المعمدان لكي يُهيأ طريق الرب ويعده، أعده بصوتٍ صارخ: "توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت الله"، والرب وصل التوبة لكمالها حينما أضاف: "وآمنوا بالإنجيل"، فلكي نُهيأ القلب ونعده لا بُدَّ أن نتوب أولاً، ولكي نهيأ العمق اللازم لزرع كلمة الحياة فيه الخارجة من فم الله، أن نؤمن بالإنجيل، لأن بدون التوبة والإيمان بالإنجيل تستحيل الزراعة، بل سيظل القلب متحجراً والله محتجب، وبذار الكلمة ستُلقى، لكن لن يكون لها أي أصل في النفس، وبالتالي لن يكون لها فرصة للغرس، لأن طيور السماء ستخطفها لأن لا مكان لها على الطريق، ولا حتى في الأرض المُحجرة التي ليس لها أصل لكي تنزرع فيها الكلمة وتضرب عميقاً في باطنها.

==========
ولو راجعنا المزمور من أوله سيظهر لنا الترتيب اللائق لإعداد القلب وتهيئته بالانعزال عن سلوك الأشرار وطرح مشورتهم بعيداً وإفراغ القلب من كل أتكال على آخر، لكي تعمل الكلمة بحسب قدرتها الكاملة، وينال الإنسان التطويب من جهة تكريس قلبه لله الحي، لأن الكلمة لن تُزرع فينا وتُثمر ونحن مرتبطين ارتباط وثيق بالأشرار من جهة تقبل مشورتهم والسلوك في طرقهم الرديئة، لأن بهذه الطرق ينغلق الذهن وينعزل عن النور الإلهي، ويظل غير فاهم قصد الله ولن يستطيع أن يحيا وفق مشيئته مهما ما فعل وبذل من جُهد.

==========
+ فَلَمَّا اجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ قَالَ بِمَثَلٍ: «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَانْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاءِ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الصَّخْرِ فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ (أصل – تربة مناسبة). وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ الشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الصَّالِحَةِ فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».
+ فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَثَلُ؟». فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ. وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً.
+ وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ هُمَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ. «وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ»؛ لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. (لوقا 8: 4 – 18؛ يعقوب 1: 21)

==========
فهذا المثل الذي قاله الرب مع ربطه بكلام القديس يعقوب الرسول يُظهر لنا القصد جلياً، ويوضح الأمور كإشراق شمس النهار ليرى ويبصر الإنسان كل شيء بوضوح، والآن اتضح لنا المعنى من جهة الخبرة والسلوك السليم والصحيح لكي نصير الرجل البار الذي نال الطوبى.

==========
وعلينا أن نُركز في كلام الرب نفسه، لأنه لم يقل المثل وفسره فقط، بل وضع لنا الجانب العملي التطبيقي لازدهار كلمته فينا وإعلان مجده الخاص، حينما قال: وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ، لذلك في المزمور قال أنه يكون كالشجرة، لأن الشجرة يظهر علوها الشامخ وثمرها أمام الناس في كل مكان، لذلك قال أيضاً: فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5: 16)، وذلك لأن الأعمال هنا ليست عملنا نحن بل عمله هو فينا: لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (أفسس 2: 10)

رد مع إقتباس
Sponsored Links