عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 29 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:28 AM ]


[د] الذبائح الدموية واستخدام الحيوانات وشروط الذبيحة
===========================
[1] تمركز الذبائح حول الدم والهدف التكفير والتقديس
كقاعدة عامة كانت الذبائح تتمركز حول الدم – كما رأينا سابقاً – بكونه يُمثل نفس الحيوان، وكأن الإنسان وقد فسدت نفسه تماماً وأُسِرَ في الخطية تحت سلطان الموت احتاج لنفس بريئة تحمل عنه أُجرة إثمه وتفتديه من الموت الذي هو النتاج الطبيعي للخطية كثمرة طبيعية لها، ولم يكن هذا العمل إلا رمزاً لسفك دم المسيح المخلص الذي وحده فقط قادر على أن يفدي البشرية ويخلصها بالتمام ويُدخلها في عهد التجديد، لأنه هو الوحيد – في المُطلق – الذي بلا خطية وقال بفمه الطاهر مؤكداً هذه الحقيقة [من منكم يبكتني على خطية][1].

ونجد مفهوم التقديس بالدم منذ عصر مبكر كان أساسي جداً عند شعب الله المختار، فكان الدم في خيمة البرية هو الختم الملكي الذي يتقدس به كل شيء فيصير قدساً للرب، وبغيره لا يصير شيئاً مقدساً على الإطلاق، حتى رئيس الكهنة نفسه: [لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس. أخذ دم العجول والتيوس مع ماء، وصوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب قائلاً: هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به. والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم.. وكل شيء تقريباً (يوجد تطهير بالماء وآخر بالنار) يتطهر حسب الناموس بالدم. وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة – لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يُكفَّر به عن النفس] [2]

والدم هو الحياة كما ذكر الوحي: لكن احترز ألا تأكل الدم لأن الدم هو النفس (الحياة) فلا تأكل النفس مع اللحم[3]؛ غير لحماً بحياته (نفسه) لا تأكلوه[4]؛ لأن نفس (حياة) الجسد هي في الدم[5]

إذاً سفك الدم – حسب هذه الآيات وغيرها في الكتاب المقدس – يعني بذل الحياة، فالذي يُقدِّم دمه هو من يُقدِّم حياته فعلياً، وقد آمن اليهود بفكرة افتداء النفس بالنفس، فنذكر بعض عبارات من مفسري اليهود، فيقول راشي اليهودي [ترتبط نفس كل خليقة بدمها، لذلك قُدم الدم للتكفير عن نفس إنسان، فتحل نفس عوض الأخرى وتكفَّر عنها]؛ ويقول ابن عذرا [تحل نفس محل الأخرى]؛ ويقول موسى بن ناخمان [أقدم لك النفس على المذبح، فتكفر نفس الحيوان عن نفس الإنسان]

ومع كل هذا التأكيد، فقد عَبَّر كثير من اليهود عن شعورهم بعجز دم الحيوان عن الإيفاء بدين الإنسان أمام الله، الأمر الذي لأجله كانت القلوب في العهد القديم متطلعة بشوق ولهفة لمجيء المسيا كمُخلص حقيقي لهم، لكي يفديهم، أي يفدي حياة بحياة، لأن الفداء حسب التعليم في ذهن اليهودي هو مبادلة حياة بحياة.
======================
[1] (يوحنا 8: 46)
[2] (عبرانيين 9: 19 – 22 + لاويين 17: 11)
[3] (تثنية 12: 23)
[4] (تكوين 9: 4)
[5] (لاويين 17: 11)

رد مع إقتباس