عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 28 )
رويس
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 4169
تاريخ التسجيل : Oct 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,521
عدد النقاط : 50

رويس غير متواجد حالياً

افتراضي رد: * اختلاف توقيت صلب المسيح عند مرقس و يوحنا

كُتب : [ 11-04-2011 - 05:19 AM ]


بصراحة الجزء اللي جاي مجمع كل الخيوط ببعضها ونطلع منه بنتيجة ان الذبائح كانت دموية فقط وأن ده شئ متعارف عليه منذ تسليم الله الطقس لآدم وحواء.

موسوعة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي - الملجد الـ 5 - اللاهوت الطقسي - صـ 80 - 82.

6 - تقديم الذبائح:
لم نقرأ في الكتاب المقدس أن الله أمر بأن يتقرب الناس إليه بذبائح ومحرقات، ومع ذلك نلاحظ أن الآباء ابتداء من آدم يقدمون لله ذبائح. أي أ، هذا الطقس سابق على عهد موسى النبي. وليست شريعة موسى هي التي ابتكرته، وقد لاحظنا فيما سبق أ، الأمم الوثنية كانت تقدم لآلهتها ذبائح ومحرقات.
ولسنا نشك في أن آدم قد تلقى من الله أمرا بوجوب تقديم الذبائح تكفيراً عن خطيئته أو ترضياً وشكراً للإله. واذا لم يكن الكتاب المقدس قد صرح بهذا الأمر لكنه لا مفر من أنه ظل مرعياً عن طريق التقليد ...
ومع أ، الأمر بوجوب تقديم الذبائح لم يأت صريحاً في الفصول الأولى من التكوين على الأقل. إلا أننا نلتقي بنص لا سبيل إلى فهمه على معنى سليم إلا على ضوء الأمر بالذبيحة، هذا النص هو قول الوحي: "وصنع الرب لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهم،[1] ... إن الجلد هو البشرة الخارجية للحيوان، ولا يصلح أن يكون لباساً إلا اذا كان الحيوان قد ذبح بطريقة مقصودة ولا سيما وأن الموت لم يكن بعد قد تسرّب إلى الخلقية "وبالخطيئة الموت"[2].
واذا كان آدم أو نسله لم يكن مباحاً له أن يذبح الحيوان ليأكله وإنما قد صرّح له بذلك ولأول مرة بعد الطوفان حين قال الله لنوح في الفصل السابع من سفر التكوين: "كل دابة حية يكون لكم طعاماً، كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه"[3].
فتبقى اذن مبرر واحد وحيد لهذا الذبح المقصود، وهو أ، يكون للتكفير عن الخطيئة أن تقريبا إلى الله. ذلك أن الله قد وعد آدم بأن "نسل المرأة يسحق رأس الحية، فلابد أن كشف له وأشار عليه بتقديم الذبائح فيكون دم الذبيحة رمزاً إلى دم المسيح الذي يسحق الشيطان ويكفر عن الخطيئة. فلما قدم آدم الذبيحة، صنع الرب من جلدها أقمصة وألبس الأبوين الأولين، ليقيهما الخزئ والخجل فيدركا أنهما بحاجة إلى مخلص، يكون في هرق دمه تكفير وغفران، وفي استحقاقاته وثمرات موته، بل في صلبه وتعريته، اكتساؤهم بثوب البر والطهر الذي تعريا عنه بالخطيئة.
هذا كله ما كان ليتنبه إليه آدم وحواء لو لم يأمرهما الله أو يشر عليهما به، لأنهما عندما "علما أنهما عريانان، خاطا أوراق تين" وصنعها لأنفسهما مآزر"[4].
فاذا كان هابيل "يقدم من أبكار غنمه ومن سمانها"[5] فلابد أنه تسلّم ذلك كتقليد من أبيه، "فنظر الرب إلى هابيل وقريانه"[6].
وعلى هذا التقليد سار نوع من بعد "فأصعد محرقات على المذابح فتتسم الرب رائحة الرضا، وقال الرب في لقبه، لا أعود ألعن الأرض"[7].
وعليه سار إبراهيم، فرفع إبراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب ابراعيم وأخذ الكبش، وأصعده محرقة عوضاًَ عن أبنه"[8].
وهكذا فعل يعقوب " فارتحل إسرائيل .. . وذبح ذبائح لإله أبيه اسحق"[9].
وهكذا كان يفعل الاسرائيليون قبل شريعة موسى، حتى أن موسى كان يجابه فرعون ويقول له: أن تعطي أيضاً في أيدينا ذبائح ومحرقات، لنصنعها للرب إلهنا، فتذهب مواشينا أيضاً معنا، لا يبقي ظلف، لأننا منها نأخذ لعبادة الرب إلهنا"[10].
ولذا أراد يثرون أن يكرم إله إسرائيل "فأخذ يثرون حمو موسى، محرقة وذبائح لله"[11].
وأيوب أيضاً وقد كان – على الأرجح – في زمان إبراهيم قدم ذبائح محرقات لله الذي كان يعبده بسيرة كاملة، وكان بنوه يذهبون ويعملون وليمة في بيت كل واحد منهم في يومه، ويرسلون ويستدعون أخواتهم الثلث ليأكلن ويشرب معهم، وكان لما درات أيام الوليمة أن أيوب أرسل فقدسهم وبكر في الغد، وأصعد محرقات على عددهم كلهم، لأن أيوب قال: ربنا أخطأ بنّي وجدفوا على الله في قلوبهم، هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام"[12].
كذلك أصدقاء أيوب قد صدر إليهم الأمر من قبل الله أن يقدموا ذبائح "والآن فخذوا لأنفسهم سبعة ثيران، وسبعة كباش، وأذهبوا إلى عبدي أيوب، وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم"[13].

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] تك 21:3.
[2] رو 12:5.
[3] تك 3:9 ، 4.
[4] تك 7:3.
[5] تك 4:4.
[6] تك 4:4.
[7] تك 20:8 ، 21.
[8] تك 13:22 ، 14 وراجع أيضاً تك 9:15 – 17.
[9] تك 1:46.
[10] خر 25:10 – 27، خر 1:5 – 3، خر 25:8 – 28، خر 27:12.
[11] خرو 12:18.
[12] اي 4:1 ، 5.
[13] أي 8:42.


وفي مرجع تاني "دراسات لاهوتية في العهد القديم - 3 الذبائح Sacrifices - الراهب القس مرقوريوس الانبا بيشوي، الطبعة الاولى 1998، الطبعة الثانية 1999 - الفصل الأول: مقدمة عن الذبائح - 2 الذبائح قبل ناموس موسى".


واضح من قصة سقوط الإنسان أن الله بنفسه هو الذى سعى إلى الإنسان بعدما أخطأ وهو الذى بادره بالسؤال: آدم أين أنت؟ وهو الذى أخذ فى معالجة الخطية من البداية بالحكم على الحية وحواء وآدم بالتتابع، حتى أنه ضمَّن حكمه على الحية الوعد بالفداء بقوله: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 15). ولم يكتف الله بذلك بل يقول الكتاب: "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد والبسهما" (تكوين 3: 21).
هنا يظهر بوضوح حنان الله ورفقه بالإنسان وسعيه ليستر عريه، كما يتضح أيضاً أن الرب الإله ذبح ذبيحة من أجل الإنسان، وأخذ جلد الذبيحة وصنع منه أقمصة ليكسو بها عرى آدم وحواء!. وإلا فمن أين أتى الله بالأقمصة الجلد؟! فآدم الذى تعرى بالخطية لم يستطع أن يكسو نفسه ويستر عريه، ولم ينفعه ورق التين - الذى حاول أن يتغطى به - فى شىء .. لذلك ستره الله بأقمصة صنعها بيده من جلد الذبيحة التى ذبحها أمام آدم.
وأنه لأمر جدير بالانتباه أن كلمة "يكفَّر" فى العبرية تعنى "يغطى" أو "يستر"، حيث التكفير هو ستر الخطايا وتغطيتها من خلال الذبيحة وسفك الدم وخلع بر الذبيحة ليكتسى به الخاطىء، تماماً كما سلخ الله جلد الذبيحة ليكسو بها آدم وحواء.
ولا شك أن كل هذا الذى صنعه الله من أجل آدم الذى أخطأ كان يحمل فى طياته أحشاء رأفات الله وحبه العجيب للإنسان ورحمته الثابتة نحوه وقصده الأزلى فى فدائه والتكفير عنه بذبيحة قادرة أن تستر عريه الروحى وتنزع خطيته وتُلبسه ثوب البر الذى لا يبلى المصنوع بيد الله. كما لا نشك أيضاً أن آدم نفسه قد تسلم مما صنعه الله أمامه، ضرورة الذبيحة للتكفير عن الخطايا والتماس رضا الله ورحمته.
ومما يؤكد ذلك أنه لم يكن مسموحاً للإنسان قبل الطوفان أن يذبح الحيوان ليأكله وإنما صُرح له بذلك ولأول مرة بعد الطوفان حين قال الله لنوح: "كل دابة تكون لكم طعاماً..غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه" (تكوين 9: 3و4).
وهكذا لم يكن هناك مبرر للذبح قبل نوح إلا بصفته قرباناً مقدماً إلى الله أو نتيجة تكفير عن الخطايا على حسب المثال الذى أراه الله لآدم بعد سقوطه.
ويتضح ذلك من القربان الذى قدمه قايين وهابيل، إذ يقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين عنهما: "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فيه شُهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه" (عبرانيين 11: 4)، ذلك لأن هابيل قدم ذبيحة "من أبكار غنمه ومن سمانها" (تكوين 4: 4) أما قايين فقدم من أثمار الأرض. فالأول كانت ذبيحته حسب تسليم الآباء وهذا هو الإيمان، لذلك شُهد له أنه بار لأن "البار بالإيمان يحيا" (عبرانيين 10: 38) أما الثانى فكان قربانه من وحى استحسانه وفكره الخاص، وهذا ليس من الإيمان "وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رومية14: 23).


تصبحوا على خير

رد مع إقتباس