عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 31 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:29 AM ]


[3] شروط الذبيحــــــــــــة
أولاً: أن تكون طاهرة، أي تكون من الحيوانات المسموح بأكلها،
فهي لم تكن ذبيحة إنسانية مثلاً كما يفعل الوثنيون، ولا كانت ذبيحة غير مأكولة كما كان يفعل بعض الأمم. وهذا بالطبع إشارة إلى أكل المسيح الرب لا بالحرف إنما بالسرّ [من يأكلني يحيا بي] [1]، لأن أكل الرب يسوع لم يكن أكل على مستوى الفكر المادي للمعنى الحرفي للكلام، كمثل أكل جسد ولحم إنسان على المستوى الأعضاء أي الأكل العضوي، لأننا لسنا آكلي لحوم بشر، كما أنه ليس بالمعنى المجازي للكلمة أيضاً أو الرمزي والمعنوي، وكأن فعل الأكل بالخيال أو الفكر أو التأمل أو مجرد تصديق بأنه يتحول فينا أو داخلنا حين نأكله، ولا هو فعل أكل ناسوت منفصلاً عن اللاهوت ولا أكل ومضغ لاهوت، كل هذا لغو كلام جدلي يخرجنا خارج السرّ الإلهي كله، بل هو – في الواقع الإلهي – فعل سري قدَّمه لنا الله في جسد مبذول ودم مسفوك لكي به نحيا فعلاً ونأخذه داخلنا قوة حياة أبدية بكونه جسد ودم ابن الله الحي القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في الأعالي في حالة مجده الخاص الذي هو عينه مجد الآب أيضاً، فكل من يفحص الموضوع من جهة الفكر على مستوى التحليل العقلي بل والدراسي الفلسفي أو حتى الطبي الطبيعي، حتماً بل ولا بد من أن يعثر، ويدخل في متاهات الجدل العقيم لا ولم ولن ينتهي أبداً، أو يخرج بنتيجة فلسفية فكرية بعيداً عن سرّ الله وعمله وتقدمة ذاته في سر الإفخارستيا الذي يفوق كل حواس الإنسان وإدراكاته العقلية التحليلية بعيداً عن معمله التلسكوبي وفحصه الذي شوه الإيمان وأفسد على نفسه الدخول في سرّ يسوع ليرتفع فيه إلى الآب وينال قوة حياة أبدية لا تزول.
ثانياً: كان يُشترط في الذبيحة أن تكون بلا عيب ἂ μωμος،
أي غير مريضة ولا ناقصة الخلقة، ولا مكسورة ولا مرضوضة، حتى يتم قبولها أمام الله. وذلك مناسب جداً وأدبياً، إذ كيف تحمل عيب مُقدمها وهي نفسها معيبة؟ أو كيف يتبرر صاحبها بتقديمها عن نفسه إن لم تكن هي بريئة وبلا عيب؟؛ كذلك فهي تُشير – كرمز – إلى ذبيحة المسيح التي كانت بلا عيب إطلاقاً كما شرحنا في العنوان السابق.
ثالثاً: من النقطة السابقة نستطيع أن نفهمها ونوضحها بأكثر تفاصيل
حينما نعلم أن الذبيحة المقدمة كانت ذبيحة حيوانية غير عاقلة [وهذا يوضح أنها بلا لوم أو ملامة]، أي بمعنى أنها غير قابله للخطية، أي لا تحمل مسئولية خطأ أو فشل، لا تفعل خطية بعقل أنغمس في التفكير فيها ودبَّرَ وخطط ليعملها بإرادته، لأنها تجهل الخطية ومعناها، لذلك أمكن أن توضع بديلاً عن الخاطئ المعترف بخطيئته [فإن كان يُذنب في شيء من هذه يُقِرُ (يعترف) بما قد أخطأ به] [2]، وبراءة الذبيحة من الخطية براءة كاملة جعل موتها معتبراً فدية حقيقية [فرفع إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة (فدية) عوضاً عن ابنه] [3]
كذلك عدم قابلية الذبيحة للخطية إشارة واضحة ورائعة للرب المسيح الذي لم يُخطئ نهائياً وهو في الجسد، بل من المستحيل على وجه الإطلاق أن يُخطئ ويخرج عن مشيئة الآب ويفعل أي شيء مخالف للوصية، بسبب لاهوته الذي جعله معصوماً عن الخطأ طبيعياً، عصمة كاملة مطلقة، لذلك أمكنه أن يحمل خطايا العالم كله دون أن تمسه الخطية أو يتعامل معها بأي حال من الأحوال رغم أنه شالها في جسده ودانها؛ الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرّ. [4]؛ بل واستطاع أن يُقال عنه: لأنه جعل الذي لم يعرف خطية [5]، خطية لأجلنا (لصالحنا) لنصير برّ الله فيه؛ إن الذي لم يعرف خطية قط – دون أن يكون هو خاطئ – جَعَلَهُ (الله) خطية (حامل خطايانا) من أجلنا لكي نصير نحنُ فيه برّ الله. [6]
لأن الشمس التي تُشرق وتدخل كل إشاعتها في الأماكن المُظلمة والمملوءة بالأوبئة وكل قذارة فأنها تُأثر فيها وتُلاشي ظلمتها وتقتل الجراثيم والميكروبات التي تُساكنها، ومع ذلك فأنها لا تتأثر بها لأنها لا تقدر (الظلمة والجراثيم) على أن تُغير من طبع تكوينها الطبيعي، هكذا بالمثل فأن الرب حمل خطايا العالم كله وصلبها وأنهى على الموت (النتيجة الطبيعية للخطية) ولم تُأثر فيه على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد.

ولنلاحظ أن بجانب هذه الذبائح الدموية وُجِدَت التقدمات الطعامية كالدقيق والفطير وسكيب الخمر.. الخ، والتي ترمز لكمال ناسوت الرب يسوع المسيح وتكميله لكل متطلبات الناموس، وبذله وإخلائه ذاته وصومه وجهاده وآلامه، وعموماً كانت هذه التقدمات غير منفصلة عن الذبائح الدموية. ولتأكيد ذلك كانت هذه التقدمات تختلف في كميتها حسب نوع الذبيحة التي تُلازمها:
[وكلم الرب موسى قائلا: كلم بني إسرائيل وقل لهم متى جئتم إلى أرض مسكنكم التي أنا أعطيكم وعملتم وقوداً للرب محرقة أو ذبيحة وفاء لنذر أو نافلة [7] أو في أعيادكم لعمل رائحة سرور للرب من البقر أو من الغنم، يقرِّب الذي قرَّب قربانه للرب تقدمة من دقيق عُشراً [8] ملتوتاً بربع الهين [9] من الزيت. وخمراً للسكيب ربع الهين تعمل على المحرقة أو الذبيحة للخروف الواحد، لكن للكبش تعمل تقدمة من دقيق عشرين ملتوتين بثلث الهين من الزيت. وخمراً للسكيب ثلث الهين، تقرب لرائحة سرور للرب. وإذا عملت ابن بقر محرقة أو ذبيحة وفاء لنذر أو ذبيحة سلامة للرب. تقرب على ابن البقر تقدمة من دقيق ثلاثة أعشار ملتوتة (معجونة) بنصف الهين من الزيت. وخمراً تقرِّب للسكيب نصف الهين وقود رائحة سرور للرب. هكذا يعمل للثور الواحد أو للكبش الواحد أو للشاة من الضأن أو من المعز. كالعدد الذي تعملون هكذا تعملون لكل واحد حسب عددهن] [10]
=======================
[1] (يوحنا 6: 57)
[2] (لاويين 5: 5)
[3] (تكوين 22: 13)
[4] (1بطرس 2: 24)
[5] (not knowing sin – لم ولن يملك عنده قط معرفة الخطية كخبرة أو يتعامل معها، ولو أنه – بالطبع – يعرف ما هو ظلمة أو شبه شر أو خطية لكنه حسب طبيعته بلا شبه خطية أو إثم)
[6] (2كورنثوس 5: 21)
[7] (عبادة زيادة عن المفروض)
[8] (عشر الأيفة يساوى 2.3 لتر تقريبا)
[9] (مكيال للسوائل يعادل 4 لتر تقريبا)
[10] (عدد 15: 1 – 12؛ أنظر للأهمية عدد 28: 1 – 12)

رد مع إقتباس
Sponsored Links