خلق الله الإنسان على صورته، وأسكنه في فردوس النعيم، لكّنه بغواية الشيطان عصى الأمر الإلهي، فاستحق الموت، وشاركه نسله في المسئولية. وصاروا هم أيضا تحت الحكم " لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى " (رو5: 14)
أما الرب ففي حنوه على البشرية إذ رأى كيف خضعت صنعة يديه لسلطان الموت، ولم يحول نظره عنها نهائيا ، وإنما كان يفتقدها في كل جيل . فأعلن عن نفسه بين الآباء الأولين، ثم كشف في الناموس وجاء بتشبيهات خاصة به في الأنبياء ، مشيرا إلى تدبير الخلاص ، وفي ملء الزمان لظهوره المجيد ، أرسل رئيس الملائكة جبرائيل حاملاً البشرى السارة للعذراء مريم .
نزل إليها من بين القوات غير المنطوق بها وخاطبها "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة". وفي وقت التحية حلّ الروح القدس عليها ودخل إلى هيكلها غير الدنس.
بلياقة أرسلت النعم إلى العذراء القديسة، والاسم الذي أعطي لها كان ملازما لها. فقد كانت تدعى "مريم" "illumination " الذي تفسيره الاستنارة ؛ وأي شيء أكثر إضاءة من نور البتولية (العذراوية).
لهذا السبب دعيت الفضائل "عذارى" بواسطة الذين يجاهدون قانونيا ليبلغا غالبا طبيعتها الحّقة. ولكن إن كان هكذا هو أمر مطوب للغاية تمتلك قلبا بتولاً (عذري) ، فكم يكون بالأكثر حينما يكون الجسد الذي يطلب عذرية أو بتولية الروح هو بنفسه أيضا بتولاً ؟!
هكذا كانت القديسة العذراء التي وهي في الجسد تحتفظ بحياة غير فاسدة. تقبلت بإيمان ما أعلنه لها رئيس الملائكة؟
البشارة بالتجسد الإلهي
للقديس غيريغوريوس النزينزي صانع العجائب
تعريب القمص تادرس يعقوب مالطي ؛ نادية أمين مرقس
إصدار كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج
الطبعة الثالثة 2005