عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ارجوكم ردوا على

كُتب : [ 12-11-2009 - 05:34 PM ]


ولنا أن نعلم أن الجسد بكل غرائزه مقدس وطاهر وليس به شيء نجس في كل إفرازاته الطبيعية - كما قلنا مراراً وتكراراً في أكثر من موضوع - والكنيسة منذ بدايتها لم تتبني الأفكار التي تحط من كيان الإنسان والذي قال عنه الكتاب انه " حسن جداً " (تك 31:1) . لذلك فقد حرمت في القرن الرابع كل من علِّم بنجاسة المادة و الزواج و أكل اللحم ، وذلك في مجمع Gangra غنقرة (القانون 1، 2 و 4) ، ليس في هذا القانون فقط و لكن أيضاً في الباب ال33 من الدسقولية تعاليم القديسين الرسل ، وهو مليء بالتعاليم التي تحرم كل من علِّم بنجاسة الجسد و إفرازاته أو بنجاسة الزواج والعلاقة الجنسية و إفرازاتها في الزواج . و قد قدم لنا د. وليم سليمان قلادة هذا الكتاب ، مع دراسة لاهوتية لنقاء تعاليم الآباء الرسل . وقد أشاد قداسة البابا شنودةالثالث بهذا البحث في مجلة الكرازة ( 12/7/79 ) ، وللأسف غير متواجد في المكتبات الآن ....

وتُعلم الدسقولية بأن جسد الرجل والمرأة نقية و طاهرة ولا تحتاج للحميم لكي تصبح طاهرة للصلاة أو الاقتراب من أعمال الروح القدس ، وأن من يعتبر نفسه نجساً لهذه الأسباب يحكم علي نفسه بفراق الروح القدس منه !!! وقد أكد القديس العظيم أثناسيوس الرسولي هذا التعليم في رسالته إلي الراهب آمون ( مجلد 4 – سلسلة آباء نقيةالمجموعة الثانية ص 556 )
أما قانون منع المرأة الطامث و النافس من دخول الكنيسة ، فقد وضعه الأنبا كيرلس الثالث الشهير بابن لقلق في القرن ال 13 فقط . وكان البابا ديونيسيوس الإسكندري (القرن 3) قد ارتأى هذا الرأي أيضاً من قبله . إلا أن هذه الآراءحقيقة تعتبر شخصية حيث أن المجامع المسكونية و تعاليم الرسل لم تقنن هكذا. بالرغم من أن كثيرين اليوم يتبعون نفس ذات المنهج الشخصي بتحريم المرأة أو الرجل من الأسرار بسبب إفرازات الجسد ويأمر البعض بحميم الماء ، ويعلق المتنيح الأنبا بيمن علي هذا القانون في كتاب المسيحية و الجسد ص 31 ، و أيضاً يستشهد بهذا التعليق كتاب الجنس و الزواج الذي قدم له نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب : فيعلق و يقول أن الكنيسة وضعت هذا القانون" كراحة إجبارية للمرأة " حيث أنها تكون عادةً متعبة و لا تريد الكنيسة أن تثقل عليها و تتركها لضميرها فقط : هل تذهب للكنيسة أم تستريح بالمنزل في هذه الأوقات . وهو يؤكد مثل الدسقولية تعاليم الرسل و مثل القديس أثناسيوس الرسولي : أنه ليس في جسد الإنسان و إفرازاته أي نجاسة إطلاقاً . ولكن النجاسة تحل بالخطية وحدها فقط حتى ولو كانت بالفكر ، وطبعاً ما يطهر الإنسان من الخطية لا حميم الجسد وغسله بأي شكل أو صورة ، بل هي توبة القلب وعمل النعمة بقوة كلمة الله ...

أما إن أراد البعض تفسير وضع هذاالقانون علي أنه تطبيق لشريعة ناموس موسي ، التي في سفر التثنية ، فترد الدسقولية في الباب 33 بمنتهي الصراحة : أن الرب قد أبطل رباطات الناموس الطقسي (الموسوي ) بالكمال .. وما قد كمله وثبته فهو " الناموس الأول ... الناموس الطبيعي " ذلك الذي قد عاش به الآباء الأولون قبل موسي ، ثم أعطاه لموسي بصورة الوصايا العشر .

تلك الرباطات : "ربطهم بهذا : بالذبيحة و الامتناع و التطهير ، أما أنتم أيها المؤمنون ... فقد حلكم من الربطات وجعلكم أحراراً من العبودية ... و أبطًّلها بالكمال والناموس ثبته " ، " وليس الذي رفعه عنا ناموساً بل ربطات ".

وفي النسخة السريانية للدسقولية يقول أيضاً : " والذين لا يطيعونه ليخفف عنهم و يخلصهم من ربط التثنية ، لا يطيعون الله .. فلا تبحثوا عن أي شيء آخر لأن التثنية قد أبطلت ، وقد ثبت الناموس ... لأنك عندما تحفظ التثنية ، فأنك تشارك في اللعنة التي توجهها لمخلصنا ( ملعون من عُلًق علي خشبة ) ، وأيضاً فأنك ترث اللعنة ". فالرسل الأطهار، قد حاربوا بشده الغنوصية و التهود علي أنهما كليهما هرطقات :


+ " إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بإعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بإعمال الناموس لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما ( غلا 2 : 16 ) ... لست أبطل نعمة الله لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب ( غلا 2 : 21 ) ... أريد أن أتعلم منكم هذا فقط أبإعمال الناموس أخذتم الروح آم بخبر الإيمان ( غلا 2 : 2 ) ... فالذي يمنحكم الروح و يعمل قوات فيكم أبإعمال الناموس أم بخبر الإيمان ( غلا 2 : 5 ) ... لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به( غلا 2 : 10 ) ... و لكن قبلما جاء الإيمان كنا محروسين تحت الناموس مغلقا علينا إلى الإيمان العتيد أن يعلن ، إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان ، و لكن بعدما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب ، لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع ، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ( غلا 3 : 23 – 27 ) " ( رجاء مراجعة الرسالة لأهل غلاطية كاملة وبتدقيق )

+
عموماً لابد لنا أن نعلم أننا مخلوقين على صورة الله ، وينبغي لنا أن نحفظ أنفسنا من الشرير ، نسعى للطهارة بمحبة عميقة لله الحلو حتى يكون لنا شركة معه على مستوى الروح لا الجسد وأفكاره الموروثة ، ولنبتعد عن الأعشاب الضارة والسخيفة ( أي الهرطقات والأفكار الشخصية والمتوارثة ) التي تجلب خصومات ومفاهيم خاطئة بعيدة كل البعد عن عمل الله وفكر الكنيسة الطاهر والمقدس وتصير عثرة للبسطاء وتسلب ما لنا من حياة تقوى واهتمامات سماوية ونعود للطقس اليهودي ونرتبك بنير العبودية من غسل وطهارات أجساد لا تقدر على تطهير القلب والنفس ، النعمة معكم