تألمت .... سألت
تألمت فى قلبى عندما رايت عن قرب قلوب ونفوس ناس اعصرتها الحسره
واضعفها البكاء ؛ اتعبتها الضيقه ؛ وهدمها الفشل ؛ واثقلتها الخساره ؛ وجرحتها الخيانه ؛ واتعسها المرض ؛ وحطمها العجز ..
رب اسره كبيره ترك اولاده فى ليله العيد وهو ساهم شارد .. ترى فما كان فكره شارداُ .. كان شارداً فيما هو مزمع ان يفعله لم يتعود على السؤال او الحاجه الى احد .. السؤال صعب والحاجه ملحه .. هو فى حاجه الى الكفاف كفافه وكفاف اولاده الصغار .. يتقدم خطوه ويرجع بأخرى
اخيراً حسم موقفه عندما تذكر اولاده المتشوقين الى عودته كما يراقب السجين يوم الافراج..
جال فى الشوارع هنا وهناك .. سأل الاقرباء ولو يعط .. قرع باب الاصدقاء ولو يفتح له .. طلب من آخرين
ولم يجد من يلبى حاجته..
عاد الى بيته فارغ اليدين وهو يلتقط بين الحين والاخر دمعه ساخنه تهطل من عينيه الحزينتين .
قرع بابه ففتح له اولاده وكانت الدموع أكبر جواب لمن فهموا لغه الدموع ..
كانت قاسيه موصده بل كانت هناك نفوس حاقده جامده تبرق من ورائها روائح الشماته0
سألت ؟!
سألت ماهى غايه الحياه لانسان له معيشه العالم ونظر اخاه محتاج واغلق احشاءه عنه ؟
قبل ان اجيب وجدت يوحنا الحبيب عليا يجيب متسائلاً
(كيف تثبت محبه الله فينا؟ لان من لا يحب اخاه الذى ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذى لا يبصره ولنا هذه الوصيه منه ان من يحب الله يحب اخاه ايضاً لا نحب بالكلام ولا بالسان بل بالعمل والحق )
.. اجاب يوحنا الحبيب بما اوحى اليه بالروح القدس وكانت اجابته شافيه
اجابته الشافيه رسمت من الحياه الارضيه رساله سمائيه بات معنى الحياه واضحاً ؛وقيمتها ظاهره .. باتت كنوز السماء التى اشار اليها السيد المسيح بين ايدينا بل معلنه لمن يريد ان يكتنزها او يقتنيها..
الحياه الوقتيه تسلط ضوءً على حياه الايمان لتكشف لنا صدقها من زيفها
..الحياه تتقابل مع المسيح الجائع .. العريان .. المريض .. الغريب .. المطرود .. المهان .. الباكى .. المتألم
المسحوق .. المرفوض .. المأسور .. المقيد..
ترى ماذا فعلت معه الحياه ؟
ها نظرت اليه بعين الاعتبار وكان هدفها ووسيلتها ان ترفع عنه هذه الاتعاب التى اثقلت كاهله؛وجرحت نفسه الوديعه الحانيه
هذا هو التطبيق الفنى البسيط لحياه الايمان كما علمنا الكتاب المقدس الذى فيه نحصل على قيمه ابديه ومعنى الحياه