عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

كُتب : [ 01-05-2008 - 12:22 PM ]


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابنه برباره مشاهدة المشاركة
ربنا يخلى أ يدك دائما تكتب الكلام الذى يساعد النفوس الضعيفه وتأخذ اجرك ثلاثين وستون ومئه امين0 شكرا يا استاذ ايمن وصلى من اجلى كثيرا
السلام والنعمة من إلهنا الحي تنسكب سكيباً في قلبك يا محبوبة ربنا يسوع
إن النفس التي تريد أن تحيا مع الله في علاقة حب وحياة الشركة ، لابد من أن تتغير لتصير مؤهله لحلول الله فيها بالنقاوة وطهارة القلب ، ولا يوجد طريق آخر إلا التهذيب والتقويم بعصا المحبة الإلهية .
والعصا الإلهية لا تأتي إلا لأولاد الله الأخصاء جداً والمحبوبون عنده ، وكما هو مكتوب متى تألم الجسد كف عن الخطية ، وكما قال القديس بولس الرسول : أعطيت شوكة في الجسد وتضرعت لله ثلاثة مرات كي ما تفارقني ولكن الله قال له تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل ، وكما هو أيضاً مكتوب أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل الملكوت ، وما أكرب الطريق الذي يؤدي للحياة الأبدية ...

والنفس التي تُسحق ، لا تصل للانسحاق في يوم أو ساعة واحدة أو تدرسه في كتاب أو كلام وعظ ، بل تتذوقه كحياة عميقة بينها وبين الله ..

والنفس المنسحقة تكون مملوءة سلاماً ، كلما نمت في النعمة والكمال زادت انسحاقاً وانسابت في التواضع بلا جهد ، وأي انحراف منها نحو الكبرياء أو العظمة أو المجد الباطل تقشعر منه وتبغضه بشدة ولا تطيقه أبداً ...

والانسحاق في مفهوم الإنجيل هو السَّحق έθραυσα ، بمعنى :
(( كسر الشيء بغرض تحطيم غُلوَّه ليصير منخفضاً وضعيفاً )) ، وهو اصطلاح يفيد ما يخص الروح ، بمعنى الاتضاع والوداعة وإنكار الذات وإماتة المشيئة ، كل ذلك معاً
وطبعاً المعنى في الإنجيل لا يفيد إضرار النفس أو امتهان الروح الإنسانية المخلوقة على صورة الله ، ولكن الكسر والتحطيم ينصب على أجزاء النفس المتعالية كذباً وادعاء ، حتى تصل النفس إلى حدودها الأصلية الواقعية والبسيطة المتضعة المحبة جداً .

وهنا الله بتأديب النفس وسحقها يدخلها في حالة تجديد وإعادة بناءها ، بناء واقعياً صحيحاً ، بناء يطابق خلقتها التي خلقت عليها ، وذلك بغاية الشركة مع الله وتجليه فيها وتذوق حضوره الحلو ، فالآلام التي نتذوقها وندخل في دائرتها ونقبلها بغصب النفس أولاً ولا نتذمر أو نرفض ، ثم نقدم شكر ونثق في يد الله المحب وعصا تأديبه ، سنصل لحالة تهذيب وتنقية للقلب والنتيجة هي حتماً :
وطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله

يقول القديس مار إسحق السرياني :
[+ يسمح الله بالتجارب والعوارض لتأتي على الناس حتى القديسين لكي يدوموا في التواضع . فإذا قسَّينا قلوبنا تجاه العوارض والتجارب يشدد الله التجارب ويُصعَّبها ، أما إذا قابلنا التجارب باتضاع وقلب منسحق ، فالله سوف يمزج التجربة بالرحمة .

+ بواسطة التجارب ندنو من الإتضاع ، ومن يدوم بلا أحزان أو تجارب ، باب العظمة والكبرياء مفتوح أمامه .

+ من الأحزان يتولد الإتضاع ، وبالإتضاع تُعطَى المواهب . فالمواهب لا تُعطَى إذن للأعمال ولا للأحزان بل تُعطَى بسبب الإتضاع المتولد منها .

+ لا تعتمد على قوتك لئلا تُترك لضعف طبيعتك فتعرف ضعفك من سقطتك ، وأعلم أن كل أمر يفتخر به الإنسان يسمح الله بتغييره ليتواضع !

+ أن حقرت نفسك لكي يكرمك الناس ، فالرب يفضحك !
وان ازدريت بذاتك واحتقرت نفسك وأعمالك في قلبك بالحق من أجل الحق ، فالله يوحي إلى جميع خليقته لتكرمك .

+ حقاً يا رب ، إنك لا تكف عن تذليلنا بشتى التجارب والأتعاب إلى أن تتضع نفوسنا ] ( مقتطفات للقديس مار اسحق السرياني من مخطوط منقول عن نسخة البابا كيرلس السادس )

فلنصلي معاً إلى الله أن يهبنا قوة الاتضاع وقبول كل الآلام والضيقات بانسحاق الروح ...
غنى النعمة وموهبة الروح القدس تكون معك كل حين
كوني معافاة باسم الثالوث الذي يليق به كل تمجيد

رد مع إقتباس