عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الغضب الإلهي وتقويم النفس - خبرة نمو وتربية النفس التي سمعت الدعوة الإلهية

كُتب : [ 09-14-2018 - 12:36 PM ]


+ الغضب الإلهي والنمو الروحي السليم +
أولاً غنى النعمة وقيمتها وسر فتور المحبة
يلزمنا أن نعي أن نعمة الله غالية جداً ولا تُقدَّر بثمن، بل ولا يستطيع أحد أن يُثمنها أو يُقيمها، فهي ليست رخيصة من جهة القيمة، لأن الإنسان أحياناً كثيرة لا يُقدر قيمة عطية الله ويستهين بغنى مراحم الله وإحسانه ولطف محبته الفائقة، غير مُدرك قيمة الخلاص الثمين وغنى فيض النعمة الإلهية الفائقة في المسيح يسوع ربنا:
+ الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته؛ مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين؛ ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. (أفسس 1: 7، 18؛ 2: 7)
+ لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طائعين، ضالين، مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة، عائشين في الخبث والحسد، ممقوتين، مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه. لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا، حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية. (تيطس 3: 3 – 7)
فالكثير منا لا يعي ولا يُدرك أو يحس ويشعر بالتنازل المُذهل
الذي لمسيح القيامة والحياة، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً فيشبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي2: 6 – 8)، ومع هذا التنازل العجيب في تواضع فائق الإدراك نجد أن الإنسان (الذي يقول أنه آمن بشخص المسيح الرب) غافل عن واقعية هذا البذل الإلهي، ويحيا باستهانة واستهتار متساهلاً مع نفسه، متكاسلاً عن حياته الروحية، وذلك تحت حجة الحقيقة المعلنة وهي أن الله محبة، غير مدركاً لغضب التقوى على الخطية والشرّ والفساد نفسه، فتأتيه الخطية – التي لا تتفق مع طبيعة الله والذي لا يقبلها تحت أي بند أو حجة – ويتعامل مع شهوات قلبه القديمة بتساهل وتفويت واضح بدون أن يغضب على إنسانيته العتيقة ويرفض كل أعمالها القبيحة ويلجأ للطبيب الصالح متمسكاً به طبيباً لنفسه بصلوات إيمان كلها توسل لكي يحقق فيه خلاصه الثمين، فيتمم شفاءه ويخلصه من إنسانيته العتيقة – يوماً بعد يوم – ويبطل كل أعمالها فيه، ويثبت الإنسان الجديد الذي يتغير ويتجدد حسب صورة خالقه.
لذلك في تلك الحالة – المتساهلة الذي فيها استهانة واضحة
(ولا أتكلم هنا عن الضعف أو السقوط الغير مقصود) – هناك خطر شديد على تلك النفس، لأن بعد فترة يُصاب الإنسان بحالة من البلادة وبرودة القلب التي ان استمرت تصل به – بالضرورة – إلى حالة لا مبالاة قد تصل في النهاية إلى قساوة القلب، لأنه بعد فترة سيعتاد على حالة الخطية ثم يصل للادعاء بأنه يوجد مؤمن جسدي واقع تحت سلطان الخطية، ويطلق تسميات غريبة عن روح الإنجيل: (مؤمن سارق – مؤمن غضوب – مؤمن زاني.. الخ) وكلنا بشر خطائين، ومن يستطيع أن يغلب الخطية أو العالم الذي وضع في الشرير، وبذلك يكون خرج تماماً عن طبيعة الإيمان الحقيقي وطاله الفساد من الداخل (كلياً) الذي يشوش عمل الله ويُبطل قوة النعمة المُخلِّصة في باطنه، فيحجب الله وجهه عنه بالتمام ويحيا في الغضب محفوظ ليوم دينونة الله العادلة.
+ لماذا يا رب ترفض نفسي، لماذا تحجب وجهك عني!؛ إلى متى يا رب تنساني كل النسيان، إلى متى تحجب وجهك عني؛ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود؛ أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأشبه الهابطين في الجب. (مزمور 88: 14؛ 13: 1؛ 104: 29؛ 143: 7)
+ طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب؛ يذخر معونة للمستقيمين هو مجن للسالكين بالكمال. (مزمور 119: 1؛ أمثال 2: 7)
+ إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد (وليس مؤمن جسدي) بل حسب الروح؛ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا؛ لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات (حَفَلاَتِ السُّكْرِ وَالْعَرْبَدَةِ) وعبادة الأوثان المحرمة. (رومية 8: 1؛ 1يوحنا 5: 4؛ 1بطرس 4: 3)
فعلينا أن نحذر جداً لأن الإعلان الرسولي حسب الحق،
حذرنا من الأيام الأخيرة، التي يظهر فيها معلمون منحرفون عن طريق التقوى، يُقدمون تعليم مغشوش حسب الهوى الذي يتفق مع راحة الناس وتسكين ضميرهم وإصابتهم بالعطب، وإفساد الحياة المستقيمة حسب مشيئة الله التي أُعلنت لنا في الإنجيل، لأن كثيرين عن غش يقدمون تعليم ملتوي يتناسب مع أهواء الإنسان ويدعمون خطاياه بحجة علم النفس والمشورة والتنمية البشرية، أو يلغون خطايا واضحة بحجة أن العلوم الاجتماعية والنفسية لغتها من السلوك الغير سوي واعتبرتها شيء طبيعي.
+ لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهممُعلمين مستحكة مسامعهم. (2تيموثاوس 4: 3)
+ عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم؛ ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم. مانعين عن الزواج وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. لأن كل خليقة الله جيدة ولا يُرفض شيء إذا أُخِذَ مع الشكر. لأنه يُقدَّس بكلمة الله والصلاة. (2بطرس 3: 3؛ 1تيموثاوس 4: 1 – 5)
+ وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقاً رُسل ربنا يسوع المسيح. فأنهم قالوا لكم أنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم. هؤلاء هم المعتزلون بأنفسهم نفسانيون لا روح لهم. وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. (يهوذا 17 – 21)
فسرّ برودة المحبة التي يُصاب بها القلب
ويفقد الإنسان اتزانه الروحي وتعقله، ويفقد كل غيرة التقوى الحسنة التي تضبط الحياة المسيحية الحقيقية وتبعده عن الطريق السماوي، هي كثرة العبث والتعامل مع الإثم، لأن الرب بنفسه قال: ولكثرة (التضاعف والزيادة بشكل مكثف) الإثم ἀνομίαν (القصد العصيان والتمرد، وحياة الفوضى والجموح والخروج عن الخط المستقيم بشكل شاذ) تبرد محبة الكثيرين. (متى 24: 12)

رد مع إقتباس