دموع الآب... بقلم ج . ج
...نعود مرة أخري لفيلم آلام السيد المسيح فبعد أن تكلمنا عن احدي إسقاطات ميل جيبسون وهي رسم صورة المعايرة بين الشيطان في صورة امرأة وأبنها في حضنها وبين العذراء وأبنها معلقا علي الصليب وقد أسمينا هذه الجزئية الحضن الشيطاني ...
أعود اليوم وأتأمل في إسقاطة أخري وهي عبارة عن فعلين متزامنين ... تنكيس رأس المسيح علي عود الصليب وسقوط دمعة الآب من علو سماه ..
هذه الدمعة التي من نظر كثيرين منا مجرد دمعة تسقط من حدقة العين حزنا أو فرحا أو لامتزاج الفرح بمسحة حزن ... ولكن الدمعة هنا لاقتران الحزن بالفرح !!!
وتزامن ذلك مع تنكيس الرأس ..
أولا : أيها المحب تأمل معي في تنكيس الرأس .. من المسلم والمعروف أن التنكيس للرأس يأتي بعد الموت ولكن مع الرب جاء التنكيس قبل الموت .. فكيف للموت أن يجرأ ويقترب من المخلص إلا إذا سمح له الرب بذلك وحتى يطمأن الموت ويهدأ فقد نكس يسوع رأسه سامحا له بالاقتراب .. يا روعة هذا المشهد فجميعنا نبدأ لحظة الحياة بالصراخ ربما خوفا من لحظة المغادرة . وتسأل البشرية عن نقطة ضعفها نجدها الموت هذا الفعل الذي خاف وأرتعد من الاقتراب من المخلص إلا بعد أن أذن له .. ونعود للدمعة الساقطة والتي سبق أن أوضحت أنها مزيج من الحزن المقترن بالفرح ، الحزن لموت الأبن مع فرحة عظيمة لاكتمال رحلة خلاص البشرية واكتمال مسيرة الأنبياء والرسل والشيوخ باكتمال الخلاص والفداء . ودمعة الآب في فيلم ميل جيبسون اخترقت الأرض لتصل لأقدم قبر في تاريخ البشرية .. قبر آدم فيحدث التطهير الرباني .. أغتسل آدم بدموع الآب .. ماء مقدس طاهر .. فسقطت 27 خطية منها العصيان والشك والانقياد والشهوة والكبرياء والمعرفة المخربة ... فقد عادت الطهارة للجنس البشري .
أيها المحب أدعوك لمشاهدة هذا الفيلم بتدقيق حتى تستمتع بكل مشهد ففيه أشياء جميلة وينبوع متدفق من التأملات .