عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist أن أراد أحد أن يشرح كلمة الله حسب القصد المعلن فيها

كُتب : [ 06-03-2014 - 06:34 AM ]


حينما يُريد أحد أن يسبح في البحر ويغوص في أعماقه، عليه أن يتدرب على أصول العوم والغوص بطاعة وثقة تامه واستسلام لمدربه، لأنه أن لم يصغي جيداً ويستسلم بثقة ليد مُدربه وغاص بنفسه بدون أن يكون عنده المبادئ التطبيقية والأصول الصحيحة للعوم وكيف يغوص وبأية طريقة يتنفس ويملأ رئتيه بالأكسجين اللازم وكيف يحتبس أنفاسه بطريقة صحيحة وبوقت مُعين حسب قدراته الجسدية، فأنه يغرق حتماً وبسهولة يفقد حياته.
وبالمثل أيضاً حينما يسير أحد في وسط الغابة كثيفة الأشجار وهو لا يعرف الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه، فأنه يضل ويتوه وسطها ولا يعرف بداية الطريق من نهايته، بل ربما يسير في دوائر مستمرة ويعود مكان ما بدأ في المسير بعد تعب شديد وإرهاق...

هكذا كل من يدخل في الكتاب المقدس كلمة الله النابضة بالحياة، وهو غير مفتوح الذهن باستنارة وله البصيرة الداخلية المفتوحة على الحق والحواس الروحية المُدربة وموهبة مقارنة الروحيات بالروحيات، فأنه يتوه فيها ليتفرع لأشياء ثانوية ليست بذات قيمة بعيدة تماماً عن القصد الإلهي، تجعله يغفل عن الكنز الثمين المذخر فيها لخلاص النفس والدخول في شركة مع الله الحي المُشرق بمجده الخاص على كل من يقترب إليه، لأنه مكتوب: [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)


فهذا هو التعريف اللائق الحقيقي بالكتاب المقدس:
  • هو إشراقة نور الحياة في القلب بمعرفة مجد الله في وجه يسوع، لأن كل من لم يرى نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويمتلئ منه باستمرار ودوام فهو لم يدخل بعد في سرّ عمق كلمة الله ويمتلئ من الحياة التي فيها، لأن كلمة الله ليست علم ولا فكر ولا فلسفة ولا منطق، بل إشراقة نور النعمة، ونقله من الموت للحياة، ومن الظلمة للنور، ومن المحدود للا محدود... وعلينا أن لا نخلط الذهب بالتراب حينما نلوث الكلمة بدمجها بأفكارنا الشخصية وما نعتقده نحن فيها، لأننا بذلك سنقدم آخر غير الله ولن نُعلن مشيئته ولا إرادته الظاهرة فيها...
وعلينا أن نعي بل نُدرك أن الذي يشرح الكلمة وحده ويُعلن مجدها المخبوء فيها هو الروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويُعطينا، لذلك علينا أن نُدرك الآن ما وضع كلمة الله فينا، وما موقفنا منها، وكيف نعيشها ونُقدمها غذاء حي للآخرين يُشبع نفوسهم ويولد فيهم الرغبة والغيرة لكي يدخلوا معنا في سرّ الشركة مع الله الحي الظاهر فيها، ولا ينبغي أبداً أن نقدم كلمة الله الحي على أساس فلسفة علم، ولا حجة منطق، ولا دراسة شيقة، ولا بحث فكري عميق لإثبات أننا صح والآخر على خطأ، ولا جدل عقيم يسبب خصومات، لأن كلمة الله لا تصنع خصومة بل الإنسان الممتلئ كبرياء وتعالي والمندفع بأعصابه هو الذي يصنع خصومة وانشقاق ولا يستطيع أن يربح أحد للشركة معه ومع مسيح القيامة والحياة، لأن مثل هذا لم يدخل بعد في سرّ: [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ]... وهبنا الله قوة إشراق نور الكلمة في قلوبنا آمين




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 06-03-2014 الساعة 12:12 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links