وسأولد من جديد
وسأستعيد حريتي من جديد..
وستبدأ معها انطلاقتي مع الحياة
مع الأمل..
وسيكون لي معكم لقاء جديد..
ناعما عطرا لاتقيّده أغلال..
سأخرج من شرنقة غصّت
بوجودي..
شرنقة حان وقت مخاضها لتقذف
بي إلى أصل حدودي..
وستستعيد أنفاسي المخنوقة حياتها..
وستتغذى بفنّ اللقاء بكم..
فكما لكلّ فنّه وحسّه وذوقه..
كذا للقاءات فنها وحسها
وذوقها..
وأنفاسي لا تختنق فقط بل
تموت..
إن لم ترو بقطرات الفن والحس
والذوق..
رحل هو.. بعد أن أفلس وانتهى
رصيده عندي..
وبقيتم أنتم..
وأنتم كلّ رصيدي..
لن أتحدّث عنه أكثر
فهو لايستحقّ حتى الحديث
عنه..
فتعالوا.. تعالوا نبني معا
ما قد دمّر..
ونستنشق عبير حرّية كانت بالأمس
مكبّلة بقيد من أفكار العبيد..
فتعالوا نحيا حياتنا..
ونستذوق أيامنا..
ونداعب بقية عمر
لعلّ به تستيقظ من سباتها
أحلامنا..
فنعوّض معها هناء كان قد نسينا
وفاتنا..
فيا هلا بالقادم من أيام..
وبإشراقة نور تصحو في نفسي
وتنام..
وليال أسامر فيها القمر..
وهموم معه تذوب وتندثر..
فيا هلا بربيع جديد..
ووداعا لخريف مضى..
وحيث الكلّ بالحياة وليد..
فإني أكفّر عمّا مضى..
بأنني سأولد من جديد..