عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:14 AM ]


(2) الذبائح في خيمة الشهادة:
لقد أمر الرب موسى بإقامة خيمة الشهادة (לְאֹ֖הֶל הָעֵדֻ֑ת) في البرية لتصير مركز العبادة لكل الشعب، لتكون هي المقدس ومكان سكنى الله ومقرّ لقاؤه الخاص، أي مكان حلول الرب ليتجلى وسط إسرائيل ليقيم علاقة شركة مع شعبه الذي أفرزه من كل الشعوب وصنع معه عهداً لا ينحل أو ينفك أبد الدهر، إلا لو تخلوا هم عنه بالعصيان (كما سبق ورأينا في ذبيحة العهد) فخيمة الشهادة هي البيت، بيت الرب: [فيصنعون لي مَقْدِساً (مسكناً مقدساً) لأسكن في وسطهم][1]؛ وكانت قيمة وعظمة وسرّ خيمة الشهادة (أي مسكن أو بيت يهوه وسط شعبه) في: مجد حضور الله المهوب المخوف المملوء مجداً، وسبب تقديس الأمة كلها، لأن بسبب مجد حضور الرب وسط الجماعة، صارت هي الأمة المقدسة [والآن أن سمعتم كلامي وحفظتم عهدي، فأنكم تكونون شعبي الخاص بين جميع الشعوب.. وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمه مقدسة] [2]

عموماً نجد بعد أن أعطى الله مواصفات الخيمة [3] وطريقة تصنيعها لموسى، أُقيمت الخيمة في اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الثانية لخروج بني إسرائيل من مصر، بحسب كل ما أمر به الرب (يهوه) موسى مما أدى مباشرة إلى سكناه هناك في شكل سحابة مجد عظيمة: [وضع مذبح المحرقة عند باب خيمة الاجتماع وأصعد عليه المحرقة والتقدمة، كما أمر الرب موسى.. ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء (مجد) الرب (يهوه) المسكن] [4]

وحضور الله بشكل مرئي بهذا المجد العظيم في النهار وبشكل نار في المساء [5]، يتطلب قداسة الشعب وطهارته ورفع الخطية ومحو الشرّ من قلوبهم ووسطهم، لكي يؤهلوا لحلوله الخاص وحضوره الدائم وسطهم ويقدروا على الاقتراب منه والشركة معه، لذلك ينبغي أن يحافظوا على طهارتهم ويكونوا قديسين: إني أنا الرب (يهوه) إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين (فتقدسوا وكونوا قديسين) لأني أنا قدوس ولا تنجسوا أنفسكم.. إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهاً (لأكون إلهاً لكم) فتكونون قديسين لأني أنا قدوس. [6]
ومن أجل ذلك [دعا الرب (يهوه) موسى وكلمه من خيمة الاجتماع] [7] وأعطاه تعليمات مفصلة ودقيقة بخصوص الذبائح المختلفة التي يجب تقديمها للرب في الخيمة وكانت للتكفير عن نفوسهم [لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيتكم إياه (جعلته لكم) على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لأن الدم يُكفَّر به عن النفس] [8]

والذبائح الرئيسية التي أمر بها الرب موسى هي بحسب ترتيبها الإلهي، تبدأ بما يختص بمجد الله ومتطلباته الخاصة من الشعب من جهة الطاعة ليستمر لهم إلهاً، وتنتهي بحاجة الإنسان من التقديس والطهارة ليؤهل للتقرُّب من الله القدوس، لذلك تبدأ بذبيحة المحرقة وتنتهي بذبيحة الإثم [9]؛ وهذا ما سوف نراه بتدقيق وتفاصيل شديدة من خلال بحثنا فيما بعد.

ولنلاحظبالطبع، أن العهد القديم تمهيد وإشارة للعهد الجديد الذي صنع بدم ابنالله الحي، فكم تكون قداستنا ولقاؤنا معه في سر تجسده العظيم وصليبهالمُحيي، لأنه بذبيحة نفسه صار لنا قداسة وطهارة: [الآن قد أُظهر مرة عندانقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه] [10]

ولنا أن نعلم أنه من المستحيل على الإطلاقعلىمستوى العهدين (القديم والجديد)أن يقترب أحدمن الله بطبع غريب عنه (طبع الظلمة) ليدخل في شركة معه، والظُلمة هي الشر والفساد [ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»[11]لأنالله مطلق القداسة ولا يتعامل مع شبه شرّ، فكمينبغي أن نكون مؤهلينللاقتراب منه بتوبة صادقة، لذلك دعانا للمجد والفضيلة للقداسة:
+ [كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذيدعانا بالمجد والفضيلة [12] كما اختارنا فيه قبل تأسيسالعالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة[13]؛ فلستمإذاً بعد غرباء ونزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله [14]؛ وأما الزنى وكل نجاسة أو طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين [15]؛ بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كلسيرة، لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس [16]]
وذلك بغرض أن نقرب إليه ويكون لنا شركه معهفي النور، لذلكنسمع القديس يوحنا الرسول ينبهنا وينذرنا قائلاً: [وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن اللهنور وليس فيه ظلمةالبتة. إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمةنكذب ولسنا نعمل الحق، ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور فلناشركة بعضنا مع بعض ودميسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية، أن قلنا انهليس لنا خطية نضل أنفسناوليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لناخطايانا ويُطهرنا من كل إثم] [17]
======================
[1] (خروج 25: 8)
[2] (الترجمة العبرية - خروج 19: 5 و6)
[3] (في خروج من الإصحاح 25 إلى الإصحاح 39)
[4] (أنظر خروج 40: 29 – 34)
[5] (أنظر خروج 40: 34 – 38؛ لاويين 9: 22 – 24؛ لاويين 16: 2؛ عدد 9: 15 – 23)
[6] (لاويين 11: 44 - 45)
[7] (لاويين 1: 1)
[8] (لاويين 17: 11)
[9] (أنظر لاويين 1: 1 إلى لاويين 6: 7)
[10] (عبرانيين 9: 26)
[11] (يوحنا 8: 12)
[12] (2بطرس 1: 3)
[13] (أفسس 1: 4)
[14] (أفسس 2: 19)
[15] (أفسس 5: 3)
[16] (1بطرس 1: 15؛ 16)
[17] (رسالة يوحناالأولى 1: 5 – 9)

رد مع إقتباس