عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:10 AM ]


2- مقدمـــــــــــــــة عامة
===============
مقدمـــــــــــــــــــــ ــة
+ أولاً: تعريف المصطلحات (التقدمة والذبيحة)
أن كلمة أو لفظة وتعبير [تَقْدِمَة] الخاصة بتقدمة الذبيحة؛ هي الكلمة العربية المكافئة للعبرية، ومعناها في اللغة العربية: [قَدَّمَه (قدم الشيءَ إِلى غيره): جَعلَهُ قُدَّامَهُ، وهي تُشير إلى عطية أي هدية مقدمة بشكل خاص كنوع من أنواع التقدير والتكريم]، لذلك يأتي معنى التقدمة (الخاصة بالذبائح) أنها تعني هبه لا تُرد لأنها تُذبح، أي هدية أو عطية عن طيب خاطر بمسرة قلب صريح في الإيمان صادق في المحبة [بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ – عبرانيين 11: 4]، أي أنها هديه مُميزة كاعتراف بالفضل والجميل، أو بالمعنى العام عند بعض الفلسفات الدينية والشعوب البدائية: [هي تقدمة لكسب تحالف أو منع شرّ].

والذبيحة في اللغة الإنجليزية مأخوذة من مجموعة كلمات لاتينية تعني "شيئاً مقدساً" أو "تقديس" (أي أنها تُشير إلى جعل شيء ما مُقدساً، أي تكريسه وتخصيصه أي وقفه لشيء، أو بمعنى أدق فرزه وتخصيصه لتقديمه كهدية مُميزة لشخص عالي المقام، صاحب مكانة رفيعة، وفرزه تعني = فرز الشّيء من غيره، أي: عزله عنه، نحّاه وفصله، ميَّز جيِّده عن رديئهُ، مثل فرَز القمح عن التبنأوفرَز الذهب من الرصاص).

وبعض الباحثين يستخدمون المعنى الأول (التقدمة) ليعني تقديم شيء كمنحة أو هبه، والكلمة الثانية (ذبيحة) لوصف الهبة على أنها شيء عُرض وقُدم على وجه الخصوص لكائن إلهي. وآخرون يستخدمون كلمة ذبيحة للإشارة إلى أي تقدمة تتضمن طقس ذبح حيوان. وفي كلتا الحالتين تٌعتبر "التقدمة" أو "القربان" تعبيراً عاماً بأكثر مما هو الحال لكلمة ذبيحة، لأن التقدمة يتم فيها تقديم أي شيء ومن ضمنها الذبيحة، أما الذبيحة فهي تختص بالذبح فقط.

+ والمصطلح العبري "يُقدم قرباناً" هو جمع بين الفعل يُقدم وقَرَّبَ، أو يُقدم قُرباناً (للمذبح):
+ [ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع فقال: قل لبني إسرائيل إذا قرَّب أحدٌ منكم قرباناً للرب، من البهائم] [1]
+ [وإذا قرَّب أحد قربان تقدمة للرب يكون قربانه من دقيق ويسكب عليها زيتاً ويجعل عليها لبانا. ويأتي بها إلى بني هرون الكهنة ويقبض منها ملء قبضته من دقيقها وزيتها مع كل لبانها ويوقد الكاهن تذكارها على المذبح وقود رائحة سرور للرب] [2]
وتعبير قرَّب יַקְרִ֥יב (qarab) باللغة العبرية يعني على وجه الدقة: دنا أو اقترب، قَرُب مِنْه أو إلَيْه، أتَى بِـ؛ أحْضَر؛ أعْطَى؛ أوْرَد؛ جاء بِـ؛ منح؛ عَطَاء؛ هَدِيّة، [والتعبير هنا يأتي بمعنى: أسلوب أو طريقة، بمعنى ان الله هنا يتكلم عن الأسلوب أو الطريقة للتقديم أو التقريب].

أما بالنسبة للكلمة اليوناني (التقدمة) prosfora - προσφορα فهي تعني في الأصل: إحضار،تقديم. وقد اُستخدمت بمعنى تقديم الهبات (الهدايا) الذبائحية، ثم بوجه خاص تقديم الطعام، خاصة في شكل تقدمة حبوب. وقد أُستخدم الفعل prosfero προσφέρω لعمل التقدمة وجعلها في شكل عطية (كتهيئة الهدية)، وقد أتى التعبير ليُشير إلى الخضوع الكامل للألوهة.
أما كلمة قُرْبان קָרְבָּ֖ן (qorban) تعني: إعْطاء؛ إهْدَاء؛ أُضْحِيّة؛ بَذْل؛ تَقْدِمَة؛ تَقْدِيم؛ ذَبِيحَة؛ مَنْح، والمعنى العام للكلمة: [كُلُّ مَا يتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الَّلهِ مِنْ ذَبِيحَةٍ أَوْ غَيْرِهَا]

عموماً تعبير "قرب قرباناً יַקְרִ֥יב קָרְבָּ֖ן" يُقدم السياق اللازم لتقديم جميع أنواع الذبائح. وكان بوسع الشخص أن يُقرَّب قُرباناً، قد يكون تقدمة مُحرقة كما في لاويين 1: 3، وهي تقدمة ذبح حيوان، أو قربان تقدمة كما في لاويين 2: 1، وهي تقدمة بلا ذبيحة، أو ذبيحة سلامة كما في لاويين 3: 1، ونلاحظ أن الكلمة العبرية "ذبيحة זֶבַח" لا ترد في لاويين من الإصحاح 1 حتى الإصحاح 3: 1 تقريباً، فالتركيز الأول كان على التقدمة وبعدها الذبيحة.

عموماً نجد أن كلمة "قربان" تُستخدم كتعبير شامل لتقديم الذبائح الحيوانية أو الغير حيوانية، وحتى بالنسبة للتي تُذبح خصيصاً لأكلات جماعية، وتعبير "نظام الذبائح" يُمكن استخدامه للإشارة إلى جميع ذبائح وتقدمات العهد القديم ككل.
وفي نظام التقدمة والذبائح في العهد القديم، نجدها معروفة على المستوى الأكاديمي والشعبي بأن تفاصيلها كثيرة جداً وقد تبدو لنا معقدة وصعبه للغاية، ولا يوجد تفسير مفصل لها، وذلك بسبب الطبيعة المتأصلة في العمل الطقسي نفسه، والمعنى أساساً يُفهم من العرض وليس من الشرح.
===============
[1] (لاويين 1: 1و2)
[2] (لاويين 2: 1و2)

رد مع إقتباس