أصيب شاب مهندس بفشل كلوى . وبدأ جسمه يتورم وقرر الأطباء أنه مصاب بتسمم فى الدم
وأنه لابد من أن يستأصل الكليتان , ويعيش بالكلية الصناعية حتى تتحسن حالته
ويحصلوا على كلية مناسبة يمكن زرعها داخله
وفعلا تمت عملية استئصال الكليتين وكان يذهب الى المستشفى لعمل غسل دموى بالكلية الصناعية مرتين اسبوعيا
وذات يوم زاره والده فى المستشفى حاملا له خطابآ من اخته تقول له فيه
( كم كنت أود أن اكون بجوارك لولا مانع المرض . انى أصلى دائما من أجلك
تذكر أن يسوع الذى مات لأجلك سيكون معك فى أثناء العملية.
بل هو معك من قبل ولن يتركك بعد
قد أرسلت لك هدية حب. أرجو أن تصلك فى حينه)
وقد أخبره الأطباء أنهم حصلوا على كلية تناسب حالته.
وقاموا بزرع هذه الكلية داخل أحشائه.
ولقد كانت هذه الكلية هى هدية الحب التى أرسلتها له أخته.
وعندما ذهب الى بلده مسرعا لم يجد أخته, وقالوا له انها ذهبت . ذهبت بعيدا ولن تعود.
لقد صممت أخته أن تعطيه كليتها رغم أنها تعانى من مرض القلب . وبعد العملية ساءت صحتها ورحلت الى السماء . وضحت بحياتها من أجل من تحب, من أجل أخيها .
" ليس لآحد حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13)
ما أجمل هذه المحبه الباذلة التى يتزن بها أولاد الله فى كل العصور والأجيال.
يقول الرسول بولس عن ( بريسكلا) وزوجها ( أكيلا)
اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتى اللذين لست أنا وحدى أشكرهما بل أيضا جميع كنائس الأمم(رو16: 4)
لقد كان بذل هذان الزوجان وتضحيتهما من أجل حياة الرسول بولس ضربا رفيعا من أروع ضروب المحبة الباذلة والتضحية العظيمة فى تاريخ الكنيسة
بل وفى تاريخ الانسانى كله
" الحب الحقيقى يختبر فى الضيق" (القديس مرقس الناسك)