الموضوع: لازم الاعتراف
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لازم الاعتراف

كُتب : [ 04-10-2008 - 11:17 AM ]


طبعاً مش كل كاهن يقدر أن يكون أب اعتراف يعرف مهارة طب النفوس وهذه هي قوانين الكنيسة التي تحكم على أب الاعتراف :
يصف المؤرخ سوزومين طريقة الاعتراف وصفات أب الاعتراف هكذا :

[ ولأن طلب الغفران أصبح يستلزم الاعتراف بالخطية ، بينما قرر الأساقفة منذ البدء ، وهذا حق ، بأنه ثقل شديد جداً أن يعلن الواحد خطاياه في محفل عام أمام الكنيسة المجتمعة كشهود ، فقد اختاروا لهذا الغرض شيخاً / بريزفيتيروس = قس ، رجلاً على أعلى درجة من النقاء ، رجلاً هادئاً ، حكيماً ، لكي يأتي الخطاة إليه ويعترفوا بأفعالهم ] ( كتاب التاريخ الكنسي لسوزومين )

وكان – لوقت قريب - لا يُسمح لأي قس ( بريزفيتيروس ) مرسوم حديثاً أن يسمع اعترافات تائبين ، بل فقط الذين يختارهم الأسقف ويعطيهم حلاً لتلقي اعترافات الشعب بموجب خطاب رسمي بذلك ، وكان يُسمى " معلم الاعتراف " وقد ذكر المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس أنه أطلع على خطاب لدى أحد الآباء الكهنة الشيوخ في الصعيد من أسقفه يعطيه حق مباشرة سرّ الاعتراف ، وذلك بعد سيامته كاهناً بعشرين سنة ( الموضوع نُشر في مجلة مدارس الأحد أكتوبر 1948 ) ، وتذكر مخطوطة الإفخولوجيون ( القرن الثالث عشر ) في نهاية صلوات رسامة القس = البريزفيتيروس ، وصية للقس في قبول سرّ الاعتراف هكذا :

[ ولا بأس أن تقبل الاعتراف إذا جاء إليك أحد معترفاً بخطيته ، إن كنت مُدرباً بهذه الصناعة . فإن القانون المقدس يقول : " إن الكاهن الذي لا يقبل المعترف ، يُنفى من الجماعة " . ويعقوب الرسول يُنذر المعترف ومعلم الاعتراف معاً ويؤكد أن ذلك واجب وفرض ، بقوله للمعترف : " وليعترف بعضكم لبعض بخطاياكم " ، ويقول للمعترف له : " وليصلَّ بعضكم على بعض " ، أي الكاهن يصلي على الرعايا . " لأن من يردّ الخاطئ عن ضلاله يخلَّص نفساً من الموت ويستر على خطايا كثيرة " ]

ويشترط الطقس الخاص بتلقي الكاهن القس المسمى ( معلم الاعتراف ) لاعترافات الشعب ، أن عليه أن يتعلم أولاً ما يسميه الآباء " الطب الروحاني " أو " طب النفوس " ، وذلك على يد أب روحي وشيخ خبير بالمعالجة مشهور بالنجاح :

[ ويجب أن تتخذ لك قبل ذلك – أي قبل ممارسة تلقي اعترافات الشعب – أباً وشيخاً خبيراً بالمعالجة ، مشهوراً بالنجاح ، حتى يُعلمك أن تضع الدواء والمرهم بما يلائم الوجع والجرح ]

وتوصي الوصية المقروءة على القس يوم رسامته أن تكون حياته وخبرته الروحيتين كما يريده عليهما المسيح – له المجد – راعي النفوس وأسقفها ومدبر الخلاص الوحيد هكذا :

[ لتكن مركباً روحياً ، يحمل البركات إلى ميناء الخلاص
ومعلماً روحانياً نورانياً ، ترفع المتعلمين إلى درجات الاختصاص .
لتستحق بهذه الصفة الأجر المتضاعف ، ويسبغ عليك الخير المترادف ]

فليس كل قس منوط به الاعتراف والقدرة على إعطاء الدواء المناسب لكل نفس إلا بعد أن يتعلم طب النفوس وعالم الروح حسب عطية الله ونعمة الروح القدس والوصية المعطاة للقس هكذا :

[ويجب أن تتخذ لك قبل ذلك – أي قبل ممارسة تلقي اعترافات الشعب – أباً وشيخاً خبيراً بالمعالجة ، مشهوراً بالنجاح ، حتى يُعلمك أن تضع الدواء والمرهم بما يلائم الوجع والجرح ...
لكي لا تضع دواء العين على الرجل فلا ينتفع بذلك ، وتشدد على العضو الترابي الزمني فيصير هالكاً . وكن سائلاً عن السن والعادة والوضع والزمان والطبع ، والمكان والإمكانية والمزاج والتحصُّن ( أي القدرة على احتمال التأديبات من جهة الصوم أو الميطانيا ... الخ ) معتمداً في ذلك الرأفة على بنيك والتحنن . ولاطف كلاًّ مما ذكرناه بما يلائمه من الدواء ، حتى يعود العليل من مرضه إلى حالة الصحة والاستواء . ]

أما لو كان القس يضرب أو يهدد أحد يقول قوانين الرسل 83: 27

[ أي أسقف أو قس أو شماس يضرب أحد المؤمنين إذا أخطأ وشخصاً من غير المؤمنين ( ينتقم منهم ) إذا فعل شراً لإرهابه فنأمر بأن يُعزل من رتبته ، لأن ربنا لم يعلمنا أبداً أن نفعل هذا بل بالعكس عندما ضُرب لم يعاقب بالضرب ، وعندما شُتم لم يشتم ، وعندما تألم لم يهدد ولم يتوعد ]
وهذا القانون تم التأكيد عليه وأصبح من قوانين المجامع المقدسة ، فهو مذكور في قانون المجامع التالية : ( إنطاكية 5 ، قرطاجنة 57 و 62 و 76 و 100 )

ويقول مجمع نيقية 28 :
[ لا يدخل القسوس في كفالة ولا يشهدوا على سعاية ولا يسعوا في الإيقاع بالناس عند الملوك ( ومثلهم الشكوى لدى الأجهزة الأمنية ) . ولا يكونوا وقاعين ولا مضمرين الشرّ بين المؤمنين . ومن فعل ذلك منهم فليُسقط من درجته ويخرج من الجماعة ]

وعموماً ذكر تفاصيل الخطية في الاعتراف خطأ فادح يقع فيه الكثيرين ... ولكن الكاهن المحنك يعرف متى يسأل ومتى يمنع كلام المعترف عن الاستمرار في سرد الخطية ، لأن موهبة طب النفوس عطية من الله بروح الحكمة بالروح القدس ، فيعرف كيف يستقبل الكاهن الخاطئ ويستمع إليه ويعطيه دواء نافع لحالته ...

أقبل مني كل تقدير بمحبة
النعمة معك

رد مع إقتباس