الي الأخ العزيز \ فيلسوف ....
أشكرك علي أهتمامك و ردك ..
أسمح لي أكمل مناقشة معاك ...
انت بتقول " من حق الطرف التاني أنه يطمأن علي خلوك من الأمراض ..
كويس .. يبقي الموضوع ده بيني و بين الطرف الثاني لأنه في الزواج يكون فيه أطراف كتير أوي
( الكنيسة + الأهل + العريس و العروسة ) من وسط كل هذه الأطراف هناك طرفان فقط أصليان هما العريس و العروسة و بقية الأطراف لها دور مهم و لكنها ليست أطراف " أصلية "..
فالكنيسة هي وسيط أساسي لنزول الروح القدس في سر الزواج و لكن في النهاية فان السر ينزل علي العريس و العروس فقط .. أكرر العريس و العروسة فقط .. اذن من المفروض ان لا يتدخل ( وسيط ) ليفرض علي الأطراف الأصلية ما لا يقتنعون به !!
ينبغي أن يترك أمر الفحص الطبي ليكون بالتفاهم بين العريس و العروسة أو الخطيب و الخطيبة و نتركهم يعملوا
الأجزاء التي يقبلونها من الفحص بدون ضغوط لأنه فيه جزئيات في الفحص بتكون محرجة و العريس مش عايزها أو العروسة مش عاوزاها و عندهم أستعداد للتنازل عنها و بيضطروا لعملها " غصب عنهم " !!
حضرتك بتقول " التبرع بالدم " .. طيب مش ممكن حد يجبرك علي التبرع بدمك أصلاً لأنك لما بتعمل كدة بتعمل
عمل أنساني أنت مقفتنع بيه .. ممكن يتطلب منك .. لكن مش ممكن يتم أجبارك علي التبرع بدمك .
قانون مدني .. ماشي .. بس الدولة مش رأسها المسيح .. أما الكنيسة فلها رأس واحد هو السيد المسيح له كل المجد و تعاليم السيد المسيح واضحة و صريحة و روح الأنجيل تنهي عن فرض الرأي بالقوة الجبرية ..
و سياسة كل جكومات العالم هي فرض مل تريده بالقوة الجبرية علي الأفراد ..
بينما الكنيسة هي كيان قائم علي المحبة و ليس القوة .. أيضاً فأن الأداريات هي أكثر ما يهم الدولة
أما الروحانيات فهي أكثر ما يهم الكنيسة .. فالكنيسة كيان روحي عميق و ليست جهة أدارية .
علي فكرة .. فيه دعوي قضائية تقدمت بها أحدي منظمات حقوق الأنسان ضد سياسة الفحص الطبي الأجباري تتهمه
فيه بأنتهاك حقوق الأنسان في الخصوصية الجسدية و سرية البيانات الطبية و عدم أحترام أرادة الأشخاص و بمناقضته للدستور المصري و المعاهدات الدولية
و بغض النظر عن نتيجة القضية التي لم يتم الفصل فيها حتي الآن و التي ربما تخضع لمعايير كثيرة جداً تتحكم في
القرار النهائي الذي سيصدره القاضي .. الا انه ليس من مصلحة الكنيسة علي الأطلاق أن تتساوي سياستها أمامي مع سياسة أي حكومة من حكومات العالم !!!
للكنيسة في قلبنا كلنا مشاعر خاصة .. علشان كده عشمنا فيها أكبر من عشمنا في أي مكان تاني !
خليني كمان أكلمك عن نقطة ثانية : خصوصية البيانات الطبية
الأساس في تعامل الطبيب مع المريض هو السرية و عدم فضح أسرار المريض الطبية أمام أي شخص
و يقسم الأطباء علي ذلك قبل مزاولة مهنتهم الأنسانية , حيث تعتبر بيانات الشخص الطبية أمر خاص به وحده
و أمر شخصي , فكيف يقوم الطبيب بكتابة تقرير عن الحالة الصحية للشاب أو الفتاه و سيتم بالتأكيد الأطلاع عليه من الطرف الآخر و غالبا أخبار الأهل بنتائج الفحص للطرف الآخر لأنهم بلا شك سيسألون عن نتائج الفحص ؟!
و كذلك فأنه يتم أجراء هذه الفحوصات في بعض الكنائس قبل الخطوبة و ليس قبل الزواج و يتم اعلام الطرفين بنتائج الفحص الطبي, فاذا حدثت مشكلة بين الخطيب و الخطيبة و قررأحدهم العدول عن الخطبة( أو لم تحدث خطوبة أصلا بسبب نتائج الفحص الطبي).. فما الذي يضمن عدم تسريب البيانات الطبية من أحد الطرفين بهدف التشويه (في حالة حدوث مشاكل عائلية) ؟!
أن العدل يقتضي أن يقوم من يطلب الكشف بصورة أجبارية بتوفير الضمانات الكافية للطرفين بعدم تسريب النتائج , و و في حالة عدم أمكانية ذلك فأعتقد أنه ليس من العدل أن يطلب الكشف بصورة اجبارية أصلا .
( يضار من هذا الأمر الرجال بصورة خاصة لأن معظم الفتيات لا يخفين أي شيئ علي أسرهن و تتفاقم هذه المشكلة في المدن الصغيرة بتأثيرها علي سمعة الأشخاص بصورة ملحوظة ) .
أيه رأيك في الكلام ده ؟!
الفنكوش