رد: الفحص الطبي قبل الزواج
كُتب : [ 04-27-2009
- 12:51 PM
]
صباح الخير يا شباب ...
أولاً أشكر أدارة المنتدي علي مساحة الحرية الكبيرة التي
تتيحها للأعضاء ...
ثانياً .. كلامي موجه الي الفحص الطبي الذي تجريه عدد
غير قليل من الكنائس و يختلف في جزئياته من أبراشية
لأخري .. فيكون معقولاً في مكان و شديد العنف و القسوة
في مكان آخر ... فهذا الكلام كلام عام عن الموضوع ..
يا جماعه ... أنا مش ضد الفحص الطبي في حد ذاته ...
أنا بأقول بس أن الكنيسة دورها التوعية و النصح و الأرشاد و تشجيع الناس علي الصراحة و عدم الخداع و ترك القرار النهائي في أيديهم ليشعروا بأنسانيتهم و بأن حقوقهم مصانه و أن الأب الكاهن هو صديق و ليس رئيس و هو ينصح و لكن لا يجبر ....
أنا مش ضد الفحص الطبي في حد ذاته .. لكن أنا ضد الحاجات دي :
1) أنا ضد أن يتم تجاهل حقائق أساسية عن الرعاية في المسيحية و عن التوازن الدقيق بين السلطان الكنسي و الحرية الفردية حيث أن السلطان الكنسي - من المفترض - أن لا يلغي الحرية الفردية .
2) أنا ضد مبدأ الأجبار في حد ذاته !!!
لأن روح الأنجيل ضد الأجبار في أي شيئ حتي في تصحيح سقطات الخطاه ( الكلام ليس كلامي بل هو كلام القديس يوحنا ذهبي الفم – من كتاب الحب الرعوي لأبونا تادرس يعقوب ملطي – 2005 – كنيسة مارجرجس سبورتنج – الأسكندرية )
و هناك مشاركة طويلة بأسمي في هذا المنتدي المحترم جداً بخصوص موضوع الأجبار و مدي تعارضه مع الروح المسيحية أرجو منكم قرائتها
.. و لو دخل الأجبار في الكنيسة يبقي النهاردة أجبار في الفحص الطبي .. بكره ما نعرفش هيبقي فيه أجبار في أيه ثاني .
الكنيسة كيان روحي قائم علي المحبة الأبوية و ليس علي السلطة و السيطرة .
خلوني أفكركم بالأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الكنيسة في أوربا في القرون الوسطي حيث تدخلت الكنيسة
- للأسف - في حياة الناس الشخصية و مارست السيطرة و السلطة علي الرعية من المسيحيين فكانت النتيجة الحتمية و المنطقية و هي نفور الناس من الكنيسة و من الدين بوجه عام و حدوث حاجز نفسي بين الناس و الدين ..
يا تري .. هل أحنا عاوزين ده يحصل معانا ؟!!
أنا رأيي لأن الكنيسة ما ينفعش تتدخل بقوة في موضوع الفحص الطبي لأن دي
أمور شخصية يرجع تقديرها للخطيبين فقط .
3) أنا ضد فرض الرقابة علي ضمير الناس لأن ده أسلوب مش ظريف !!
هناك أمراض كثيرة جداً لا يكشفها الفحص الطبي بصورته الحالية .. فهل معني كدة أن الناس لا تصارح بعض بها ؟! لأه طبعاً .. لازم يبقي فيه صراحة قبل الزواج .. و الصراحة تكون مصدرها ضمير الشخص نفسه و ليس أجبارية الفحص الطبي .
كفاية أوي أن الكنيسة تحاول تصحي ضمير الناس و تشجعهم علي الصراحة قبل الزواج .
و كفاية أوي أن يكون هناك توعية بالفحص الطبي بطريقة ليس فيها مبالغة ساذجة .
4) أنا ضد أن يكون الفحص بكل جزئياته أجبارياً !!
لأن فيه جزئيات معينة ما ينفعش تبقي أجباري أبداًً أبداً أبداً ... الجزئيات المتعلقة بالأعضاء التناسلية مثل ( كشف العذرية + تحليل السائل المنوي + كشف القدرة الجنسية ) مش ممكن أبداً تبقي أجبارية لأن الأجزاء دي هي أكثر الأماكن خصوصية و حساسية في جسم الأنسان و للشخص حرية التحكم فيها بأرادته الشخصية الحرة .
لو فيه حد مختلف معايا في الموضوع ده يقول لي و يناقشني من فضلكم .
5) أنا ضد أن يكون الفحص الطبي في صورة " كله علي بعضه "
يعني كله علي بعضه ... تعمل فحص طبي أو ما تعملش لأه ... أنا و الطرف الآخر نتناقش مع بعض بدون ضغوط من الأهل أو الكنيسة و غالباً غالباً غالباً بنسبة 99,9 % مش هنختلف علي أهمية عمل تحليل زي الأيدز أو فيروس سي مثلاً بس ممكن أوي أوي أوي نختلف علي جزئيات ثانية محرجة نتفاهم و نتفق علي عدم عملها .و أعتقد أن ده حقنا أحنا الأثنين .
أما فرض الفحص في صورة " كله علي بعضه " فهو معناه حاجة واحدة .. أن الفحص مش معمول علشان مصلحة الناس بل علشان مصلحة الكنيسة اللي لازم تحط حاجات معينة مفيدة للناس علشان تعرف
تقنعهم بأهمية الفحص الطبي بس يتحط معاها حاجات ثانية كمان لصالح الكنيسة و محاربة البطلان .
6) أنا ضد أن تأخذ الكنيسة موقف رسمي في موضوع جدالي جداً !!!
لأن فيه حاجات بيكون الناس مقتنعين أنها صح في وقت معين و بعد كده يثبت أنها خطأ و دة ممكن يضع الكنيسة في موقف محرج جداً قدام الناس .. أديكم مثال .. موضوع ختان البنات مثلاً كان الناس كلها زمان فاكرين أنه حاجة ضرورية و لازم تتعمل للبنت و حاجة مفيدة جداً ... دلوقتي ظهر أنه ضار جداً علي جسم البنت و نفسيتها ... تخيلوا معايا لو أن الكنيسة أخذت موقف رسمي أن الختان مفيد
و أنه لازم يتعمل للبنت و كان فيه أب متردد في عمل الموضوع لبنته و لما سمع تصريحات الكنيسة حسم رأيه و قرر يعمل الموضوع ده ..
تخيلوا لما البنت تعرف أنه لولا تصريحات الكنيسة كان الموضوع ده ممكن أوي ما يتعملش فيها ...
تفتكروا البنت دي هتعرف تربي أطفال بيحبوا الكنيسة ؟!
7) أنا ضد تطبيق مبادئ الطب البيطري علي الأنسان !!!
لأن هناك قواعد طبية ثابتة تتعلق بأخلاقيات ممارسة مهنة الطب البشري مثل " سرية البيانات الطبية "
و حق المريض في رفض أجراء طبي معين يطلبه الطبيب " مبدأ ضد النصيحة الطبية "
Against medical advice
و هذه القواعد تخترقها أجبارية الفحص الطبي .
8) أنا ضد مساومة الناس الذين يحاولون الحصول علي حق أساسي في الحياه و هو حق الزواج .
حيث يتم مساومة الناس و لي ذراعهم .. أعمل الفحص حتي لو أنت مش عايزه و هنخلص لك عقد الزواج . .. ما عملتش الفحص ما فيش زواج !!
أيه الطريقة دي ؟!!! ما ينفعش كده أبداً !!!
9) أنا ضد أن يتم أجبار الناس علي خدمة الكنيسة غصب عنهم !!
حتي لو كان تقليل بطلان الزواج هو الهدف الرئيسي من الفحص الطبي قبل الزواج فهذا لا يمكن أن يكون مبرر مقبول لأن كل واحد المفروض أنه يتعامل و يتحاسب علي حسب تصرفاته هو مش تصرفات غيره .. أنا واحد من الناس - و في ناس كتير زيي كدة - عمرها ما تفكر أبداً تتحايل علي الكنيسة للحصول علي بطلان زواج لا يستحقونه و ذلك مراعاه لضميري أمام الله و كمان فيه حاجة مهمة جداً جداً و هي أن مبدأ
" الغاية تبرر الوسيلة " هو مبدأ ترفضه المسيحية رفضاً تاماً
لأنه حتي لو كان الهدف هو محاربة بطلان الزواج فأن أستخدام
أساليب تتضمن أنتهاك لحقوق الناس في الحرية و حرية التحكم في الجسد و حرية الأقتناع أو عدم الأقتناع هو أمر غير مقبول مسيحياً علي الأطلاق .
أن السيد المسيح له المجد لا يمكن أن يتمجد في كنيسته بما هو مخالف لوصاياه و لروح أنجيله المقدس " ليكن كل شيئ بلياقة و حسب ترتيب " كورنثوس الثانية .
و بعدين خلينا واقعيين .. عدد الشعب 12 مليون حسب تصريح لقداسة البابا شنودة نفسه ... عدد حالات البطلان حسب الأحصائيات التي تقال علي لسان كبار رجال الكنيسة لا يتجاوز 200 الف حالة علي أقصي تقدير .
أذن .. أقسم 200000\ 12000000
و أحسب النسبة المئوية يبقي 1,6 % ..
و فيه حالات بيبقي البطلان نتيجة للأكراه و عدم الرضا مش نتيجة للمرض
و في كمان حالات بطلان كنتيجة للغش و الكذب في أمور جوهرية تتعلق بالعمل و الثروة و أشياء أخري .
يبقي دي نسبة مهولة و كبيرة و مصيبة سودا ؟!
10) أنا ضد أن تكون الأداريات ( تقليل نسبة بطلان الزواج ) هي المحرك الرئيسي لتفكير الخدام و الرعاه لأن الكنيسة في الأساس كيان روحي عميق و ليست جهة أدارية بحتة
و التركيز علي الأداريات و الرسميات يفرغ الكنيسة من معناها ككنيسة و بيت لله و يحولها الي " مؤسسة دنيوية " .. و أعتقد أننا كلنا مش عايزين ده يحصل أبداً في يوم من الأيام ..
11) أعتقد أن مبدأ مهم من مبادئ الرعاية هو الطاعة ... فاذا كان قداسة البابا شنودة نفسه ( و هو من أعظم رجال الكنيسة ) يقول أن الفحص علي الأجزاء الحساسة علي الجسم لا يمكن أن يكون أجبارياً .. و اذا اصبح أجبارياً فان هذا يعتبر نوع من الأوامر القهرية التي لم نتعود عليها في الكنيسة ..
يبقي مش الخدام الصغار هيعملوا الفحص أجباري و يتظاهروا بأن قلبهم علي مصلحة الكنيسة أكثر من قداسة البابا شنودة نفسه !!!
فأنتم لا يجب أن تكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه !!!
|