عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية اشرف وليم
اشرف وليم
ارثوذكسي ذهبي
اشرف وليم غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 104304
تاريخ التسجيل : Apr 2010
مكان الإقامة : الاسكندرية
عدد المشاركات : 7,428
عدد النقاط : 23
قوة التقييم : اشرف وليم is on a distinguished road
Heartcross أقِم معنا يا رب - فقد حان المساء

كُتب : [ 05-13-2012 - 10:36 PM ]


أقِم معنا يا رب - فقد حان المساء



للولادة وقت، وللموت وقت... للهدم وقت، وللبناء وقت...للتحصيل وقت،
وللإضاعة وقت...
فأي فائدة للعامل مما يتعب فيه تحت الشمس..."
فما نحن إلا خُدّامٌ لا خير فيهم، وما يجب علينا أن نعمله فعلناه (لو 17/10).
هل انتهى كلُّ شيء! وأين الرجاء...
آه يا رب... أما من شمس تزيح هذه العتمةأقِم معنا المساء 2anipt1c.gif.
.. أما من سنونو تغرِّد مبشرة بالربيعأقِم معنا المساء 2anipt1c.gif
... أوَدُّ أن القاك في دربي لتدلني على الطريق، أسألك لتشرح لنا الكتب فتتقد قلوبنا من جديد.
أقِم معنا يا رب... فقد حان المساء، ومال النهار.
الشوق إلى حضورك لم ينطفئ، والرجاء يضيء شعلة صغيرة قد تنير مساءنا المُعتم، رجاء بأن الكلمة الأخيرة لن تكون للشر والموت،
وأن حُبَك هو الذي يفتح الباب للنور، يخترق دموع التعب والفشل ليرسم فيها ألوان قوس قزح.
أوَدُّ أن أكون قصبة تنفخ فيها أنت لتُخرِج أنغاماً تنساب في سمفونية الحياة.
أدعوني باسمي لأكون حُرةً قادرةً على الانفتاح لنعمة حضورك، قادرة أن أحب من جديد، فبدون نداءك لن أعرف الجواب.

ويأتي جوابه قائلاً:
"أنا معكم طوال الأيام، وإلى نهاية العالم" (متى 28/20).
يُطِلُّ وجهه طفلاً بين زراعي مريم، لكي نفهم أن تجسده هو عملٌ نهائي،
وأن الأبدية أصبحت في قلب الزمن.
الله، كبير الأيام، تجسّد طفلاً ودخل عالمنا ليعطي عهداً جديداً وروحاً جديدة،
قلب طفلٍ يتجدد كل يوم.
إلهنا الدائم في القِدم والدائم الشباب، حاضرٌ في الزمن ليُجدِّد كل يوم من يؤمن به "فيتجدد كالنسر شبابه".
إنه يُعلِّمنا أن نعتبر كل لحظة من حياتنا كمهلة إضافية تُعطى لنا لنعيش اللحظة الحاضرة بكل عمقها،
أن نتخلّص من الماضي لكي ننطلق من جديد محمولين بتيار محبة الله لنحوِّل هذا العالم إلى حديقة وافرة الغلال.
إنها قوّة الرجاء، قوّة القيامة، هنا والآن،
" قُم إحمل فراشك وامشي" (يو 5/7).
المسيح يأتي ليُقدِّم لنا كلمته المحررة كي نبدأ حياتنا من جديد.
عمانوئيل بيننا، وهذا ما يُعطي العالم رجاءً وإيماناً بالمستقبل بالإتكال على من صنع هذا الكون والذي يعمل فيه باستمرار
" أبي ما يزال يعمل، وأنا أعمل أيضاً " (يو 5/17).
أن نؤمن بذلك هو مبدأ الرجاء وكة في قلب هذا العالم الذي ينفخ فيه روح الله باستمرار
ليُعطي من يقبله شباب الروح، روح الطفولة التي هي مشاركة في شباب الله الدائم والأزلي.
يا رب، دعني لا أميل إلى شطب الطفولة وما تبعثه من حنين إلى زمن البراءة والإندفاع والفرح.
إنزع عني قناع التجعُّد والهرم فحبُّك هو الوحيد الذي يمكنه أن ينزع هذا القناع ليُطلق الطفل المختبئ في أعماقي نحو الحياة.
أعطني القوة لأقوم بالرغم من العثرات، مثبتة عيناي نحوك فأنت نبع الرجاء.
أحلم بأن أرى أبناءك يعيشون في سر الصمت والصلاة،
متأملين في عيني مريم ليقولوا معها "نعم"،
أن أرى كنيستك كثمرة للوعد بالرغم من ضعفها وعثراتها،
أن أراها تنطلق جماعات صغيرة حاملة شعلة النور كيدٍ واحدة لتُعطي الرجاء بالربيع لكل البشر.

أقِم معنا المساء attachment.php?attac



نسير في دروب الحياة ونحن نظن أن وجودنا لا يمكن الاستغناء عنه،
معتبرين بكل كبرياء أن ما أنجزناه هو من صنع أيدينا،
نعدو في إثر الزمن لنجده قد قبض علينا ليرمي بنا خارجاً.
وفي خريف العمر حيث يقترب المساء ويميل النهار، حيث يحُلّ التعب من الذات، والإرهاق من العمل ومن الجري لفعل ما نؤمن أنه الخير، ننظر إلى ماضينا ونرى أن ما كنا نتوق إلى أن نعمله يفوق طاقاتنا،
وغالباً ما يُصيبنا اليأس إذ يضيع ما نكون قد لاقيناه من نجاح في خِضَم الشر الذي يغمر العالم ويُخرِّب كل شيء.

يقول سفر الجامعة: "لكل أمرٍ أوان، ولكل غرضٍ تحت الشمس وقت...



رد مع إقتباس
Sponsored Links