عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
ماريان عادل اديب
ارثوذكسي جديد
ماريان عادل اديب غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 53661
تاريخ التسجيل : Mar 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 18
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : ماريان عادل اديب is on a distinguished road
Naah القيامة تعزية ورمز

كُتب : [ 05-02-2009 - 10:19 PM ]


١- ان كلمة القيامة جميلة، فيها تعزية للقلوب.
ولا شك ان قيامة المسيح كانت معزية لتلاميذه، وكانت لازمة لهم، لتثبيت ايمانهم، ولبناء الكنيسة. واتذكر انني في هذا المعني، كنت منذ اكثر من اربعين سنة، قد كتبت قصيدة قلت في مطلعها:
قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية
قم انقذ الارواح من قبر الضلالة والخطية
قم روع الحراس وابهرهم بطلعتك البهية
قم قو ايمان الرعا ة ولم اشتات الرعية
واكشف جراحك مقنعا توما فريبته قوية
واغفر لبطرس ضعفه وامسح دموع المجدلية
وقد كان هذا وفي قيامة السيد المسيح، عزي تلاميذه وفرحوا بقيامته وآمنوا بالقيامة وبانها ممكنة وآمنوا انهم ايضا سيقومون بعد الموت. فمنحهم كل هذا عزاء في حياتهم وعدم خوف من الموت..
علي اني اريد اليوم ان اطرق موضوع القيامة من ناحية اخري. وهي:
القيامة كرمز:
٢- القيامة هي رمز للتوبة:
او ان التوبة تشبه بالقيامة:
فنحن نعتبر ان الخطية هي حالة من الموت واقصد الموت الروحي وقال القديس اوغسطينوس »ان موت الجسد هو انفصال الجسد عن الروح، اما موت الروح، فهو انفصال الروح عن الله«. فالله هو ينبوع الحياة، او هو الحياة الكلية، كماي الانجيل »انا هو الطريق والحق والحياة«»يو14:6«. »انا هو القيامة والحياة«»يو11:25«.
من يثبت في الله يكون بالحقيقة حيا. ومن ينفصل عن الله يعتبر ميتا.
والخطيئة هي انفصال عن الله، لانه لا شركة بين النور والظلمة »2كو 6:14« فالخاطئ اذن هو ميت روحيا، مهما كانت له انفاس تتحرك وقلب ينبض.. قد يكون جسده حيا ولكن روحه ميتة.. وهكذا في مثل الابن الضال، الذي شرد بعيدا عن ابيه ثم عاد اليه. قال عنه ابوه في هذه التوبة:
ابني هذا كان ميتا فعاش. وكان ضالا فوجد »لو15:24«
وقيل في الكتاب عن الارملة المتنعمة انها »ماتت وهي حية« »1تي 5:6«. وقال القديس بولس الرسول لأهل افسس »اذ كنتم امواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا..« »اف 2:1« وقال ايضا »ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح.. واقمنا معه، واجلسنا معه في السماويات« »اف2:5« وقال السيد المسيح موبخا راعي كنيسة ساردس:
»ان لك اسما انك حي. وانت ميت« »رؤ3:1«
فحياته الظاهرية ليست حياة حقيقية لان الحياة الحقيقية هي الحياة مع الله، او الحياة في الله. هي الحياة في الحق. وفي النور والبر. اما ذلك الخاطئ، فإن له اسما انه حي، وهو ميت...
لذلك كنت اقول في معني الحياة الحقيقية:
»أحقا نحن احياء..؟«
ان الحياة لا تقاس بالسنين والايام، وإنما بالفترات الروحية الحلوة التي نقضيها مع الله.. هي وحدها التي تحسب لنا. والتي يقاس بها عمرنا الروحي، وبها يكون تقرير مصيرنا في يوم القيامة، لذلك ايها الاخ بماذا تجيب حينما يسألك الملائكة كم هي ايام عمرك علي الأرض؟ هل ستحسبها بالجسد ام بالروح...؟
ومع ذلك فإن الخاطئ المعتبر ميتا: اذا تاب تعتبر توبته قيامة..
وعن هذا المعني يقول القديس بولس الرسول للخاطئ الغافل عن نفسه »استيقظ ايها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح« »اف5:14«. مشبها التوبة هنا بانها يقظة روحية، وانها قيامة من الاموات.
وقد ذكر الانجيل للسيد المسيح ثلاث معجزات اقام فيها امواتا. ويمكن اعتبار كل منها رمزا لحالة من التوبة:
اقام ابنة يايرس وهي ميتة في بيت ابيها »مر5«. واقام ابن ارملة نايين من نعشه في الطريق »لو7«. واقام لعازر وهو مدفون في القبر من اربعة ايام.. وكانت كل اقامة من هذه الاحداث الثلاثة تحمل رمزا خاصا في حالات التوبة.
أ- ابنة يايرس وهي في البيت، ترمز الي الذي يخطئ وهو لا يزال في بيت الله، في الكنيسة، لم يخرج منها ولم يخرج عنها. ولذلك قال السيد عن ابنة يايرس »انها لم تمت، ولكنها نائمة« »مر5:39« ولما اقامها اوصاهم ان يعطوها لتأكل »مر5:43«. لان هذه النفس تحتاج الي غذاء روح يقويها، حتي لا تعود فتنام مرة اخري.
ب- اما ابن ارملة نايين وهو ميت محمول في نعش.. فهذا ميت خرج من البيت ترك بيت الله وامه تبكي عليه، اي تبكي عليه الكنيسة او جماعة المؤمنين، هذا اقامه المسيح. ثم »دفعه الي أمه« »لو 7:15« ارجعه الي جماعة المؤمنين مرة اخري.
ج - لعازر المدفون في القبر، يرمز الي الحالات الميئوس منها:
حتي ان اخته مارثا لم تكن تتخيل مطلقا انه سيقوم.. وقالت للسيد »قد أنتن. لأن له اربعة ايام« »يو 11:39«، انه يرمز للذين ماتوا بالخطية، وتركوا بيت الله، بل تركوا الطريق كله، مرت عليهم مدة طويلة في الضياع. ويئس من رجوعهم حتي أقرب الناس اليهم. ومع ذلك اقامه المسيح. وامر ان يحلوه من الرباطات التي حوله »يو11:44« فمثل هذا الانسان يحتاج الي ان يتخلص من رباطاته التي كانت له في القبر.
كل هذه امثلة تدعونا الي عدم اليأس من عودة الخاطئ فلابد ان له قيامة..
انني في مناسبة قيامة السيد المسيح، اقول لكل خاطئ يسعي الي التوبة:
قام المسيح الحي هل مثل المسيح تراك قمت
ام لا تزال موسدا في القبر ترقد حيث انت
والحديث عن القيامة من الخطية، هو نفس الحديث عن القيامة من اية سقطة وقد يحتاج الامر الي دعوة للقيامة، اي الي حافز خارجي.
مثال ذلك كرة تدحرجت من علي جبل تظل هذه الكرة تهوي من اسفل الي اسفل دون ان تملك ذاتها او تفكر في مصيرها. وتظل تهوي وتهوي تباعا. الي ان يتعرض طريقها حجر كبير، فيوقفها، وكأنه يقول لها »الي اين انت تتدحرجين؟! وماذا بعد؟! فتقف انها يقظة او صحوة بعد موت وضياع.. تشبه بالقيامة..
او مثال ذلك ايضا فكر يسرح فيما لا يليق..
كإنسان يسرح في فكر غضب او انتقام، او في خطة يدبرها، او في شهوة يريد تحقيقها أو في حلم من احلام اليقظة ويظل ساهما في سرحانه الي ان يوقفه غيره فيستيقظ الي نفسه. ويتوقف عن الفكر. انها يقظة او صحوة او قيامة من سقطة.
٣- هناك ايضا القيامة من ورطة، او من ضيقة.
قد يقع الانسان في مشكلة عائلية او اجتماعية يرزخ تحتها زمنا، او في مشكلة مالية او اقتصادية لا يجد لها حلا. او تضغط عليه عادة معينة لا يملك الفكاك من سيطرتها او تملك عليه جماعة معينة او ضغوط خارجية لا يشعر معه بحريته ولا بشخصيته ولا بانه يملك ارادة او رأيا..
وفي كل تلك الحالات يشعر بالضياع وكأنه في موت يريد ان يلتقط انفاسه ولا يستطيع.. الي ان تفتقده عناية الله وترسل له من ينقذه فيتخلص من الضيقة التي كان فيها. ولسان حاله يقول:
»كأنه قد كتب لي عمر جديد«. أليست هذه قيامة؟ انها حقا كذلك.
٤- القيامة هي حياة من جديد ما يسمونه بالانجليزية Revival
حياة جديدة يحياها انسان، او تحياها امة او دولة. او أية هيئة من الهيئات.. أو يحياها شعب بعد ثورة من الثورات التي تغير مصيره الي افضل، وتحوله الي حياة ثانية، حياة من نوع جديد، فيشعر ان حياته السابقة كانت موتا. وانه عاد يبدأ الحياة من جديد..
ويود ان حياته السابقة لا تحسب عليه. انما تحسب حياته من الآن.
هذه القيامة رأيناها في حياة الافراد. ورأيناها في حياة الأمم. رأيناها في اوروبا بعد عصر النهضة والانقلاب الصناعي. ورأينها في فرنسا بعد الثورة الفرنسية المعروفة. ورأيناها في روسيا بعد اعلان البروستوريكا ورأيناها ايضا في الهند علي يد غاندي، وايضا في كل دولة تخلصت من الاستعمار او الاحتلال او الانتداب.. ورأيناها في مصر مرة بعد التخلص من حكم المماليك ومرة اخري بعد ثورة سنة 1919 ومرة ثالثة بعد ثورة سنة 1952 كما رأيناها كذلك في الثورة الاقتصادية او في النهضة الاقتصادية التي قادها طلعت حرب..
ان القيامة يا أخوتي ليست هي مجرد قيامة الجسد. انما هناك حالات اخري كثيرة توحي بها القيامة، او تكون القيامة رمزا لها.. وتبدو فيها سمات حياة اخري.
5- ونحن نرجو من الله ان يجعل سمات القيامة في حياتنا باستمرار.
عمليات جديدة وحياة اخري، تسري في دمائنا افرادا وهيئات.. كما قال الكتاب عن عمل الله في الانسان انه »يجدد مثل النسر شبابه« »مز103« وايضا كما قيل في نبوة اشعياء »وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون« »اش 40:31«.
إلهنا الصالح، نسأله في روح القيامة. ان يهبكم جميعا قوة في حياتكم، ونسأله ان تحيا بلادنا حياة متجددة باستمرار. فيها الصحوة وفيها النهضة وفيها روح القيامة، في عزة وفي مجد وفي قوة..
وأمنياتي لكم جميعا بالسعادة والبركة وكل عام وجميعكم بخير.



رد مع إقتباس
Sponsored Links