عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
ريم الخوري
ارثوذكسي فضى
رقم العضوية : 39544
تاريخ التسجيل : Nov 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,805
عدد النقاط : 65

ريم الخوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشباب أمام طريقتي الحياة

كُتب : [ 06-16-2011 - 02:20 PM ]


وهكذا فنحن ليس لدينا الحق في أن نجبر الآخرين (هم وحدهم إن أرادوا أن يجبروا أنفسهم) لنا وحدنا أن نجبر أنفسنا، وهذا أيضاً بتمييز. فان سألني أحد ما عن هذا الموضوع أقول له (اعمل ما يجلب لك الراحة، يكفي أن تكون بالقرب من المسيح) وان قال لي بأنه لا يرتاح في العالم، عندئذ أحدثه عن الرهبنة، لكي أساعده بان يجد طريقه.-ولان السنوات تعبر مسرعة- فعلى الشاب أن لا يبقى مدة طويلة في عدم المقدرة على اخذ القرار. بل لن يختار صليباً واحداً (إحدى طرق كنيستنا) موافقةً مع ميله ورغبته وليتقدم فيها بثقة بالمسيح. فان أراد أن يفرح بالقيامة، عليه أن يتبع المسيح إلى الصلب. وفي كل من الطريقين يوجد أدوية، لكن الذي يوجد بالقرب من الله فالمسيح الحلو يحليها.

عندما يتجاوز الإنسان الثلاثين يصعب عليه اخذ القرار. وكلما مرت السنين كلما زادت الصعوبة. الشاب يتكيف بسهولة في أي حياة يسلكها، أما الكبير فانه يفحص بعقلانية. لذلك فأننا نرى أولئك الشباب الذين رتبوا أنفسهم في عمر صغير(إما في الحياة الزوجية أو الرهبانية)، فان يحفظوا بساطة طفولية حتى سن الشيخوخة ويندمجوا بسهولة ببعضهم البعض.
أما الفتاة فعليها أن تكون قد أخذت قرارها قبل الخامسة والعشرين في أي حياة ستسلك، كونها بعد هذا العمر تحدث صعوبة في استقرارها، لأنها تفكر في كيف ستخضع، وفي نفس الوقت كلما كبرت اقتنت غرابة الأطوار ومن سوف يأخذها! وبعد ذلك تطلب فقط حماية لها في الزواج وليس من اجل أن تنشئ عائلة.
من يؤجل الزواج(تعبر السنين) يبحث ولا يجد. لهذا أقول في هذا الموضوع: يحتاج الإنسان بعض المرات إلى قليلاً من المغامرة، وان يتغافل عن بعض الأشياء غير الجوهرية، لأنه لا يمكن أبداً أن يأت كل شيء كما ينتظر. يوجد في البعض كبرياء عظيمة وأنانية كبيرة. لهذا فان الله لا يساعدهم.

لسنوات عديدة يحضر إلى قلايتي بعض الأشخاص ويسألونني (أيها الأب ماذا يريد الله منا؟!) كأن الله بحاجة إليهم، فإنهم لم يتزوجوا ولا أصبحوا رهباناً. وآخرون يقولون (أيها الشيخ ماذا اعمل، أن أصير راهباً أم أن أتزوج؟ قل لي ؟إلى أين أكون؟) أما أنا فاسأله (أنت ماذا تريد؟) يجيب البعض نريد الاثنين. وان قلت لهم فكري مثلاً للزواج وتزوجوا، يمكن أن لا يرتاحوا، وعندئذ سيأتون إلي ويقولون لي (أنت الذي قلت لي أن اسلك هذه الحياة وها أنا في تعاسة). لنفرض بان أحد الشباب عنده ميل للزواج لكنه كان يفكر بالرهبنة، فان لم ينتبه لينشئ عائلة صالحة، وظهرت مشاكل في ما بعد ولم يعالجها روحياً، عندئذ يأتي الشرير ويحاربه بالفكر قائلاً له (كان عليك أن تكون راهباً كونك كنت تريدها، وكونك تزوجت فانه من العدل أن تتعذب الآن) وهذا الفكر لا يتركه في سلام وهدوء ليلاً ونهاراً. لذلك يجب على الشاب أن لا يتردد في إنشاء عائلة رغم كل الظروف المحيطة. بل أن يضع ثقته في المسيح، عندها لن يبقى في قلبه أي خوف من أي شيء. ألم تكن سنوات الاضطهاد صعبة؟ أو ربما توقف المسيحيون عن إنشاء عائلات لهم؟ بالتأكيد لا. فكتاب حياة القديسين (السنكسار) يبين لنا كم من القديسين استشهدوا مع نسائهم وأولادهن. وكم من العائلات المسيحية عاشت حياة القداسة والفضائل بداخل بيتها.

لهذا اعملوا ما يريحكم واضعين رجائكم على الرب يسوع الذي له المجد والعزة إلى الأبد آمين

دير الينبوع


رد مع إقتباس