عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:21 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [6] يجعل بنو هارون الكاهن ناراً على المذبح ويرتبون حطباً على النار، ويرتب بنو هارون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح. وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب (من آية 7 إلى 9)
ولنا أن نعلم أنه لا تُقدَّم الذبيحة وتُحرق إلا بنار تُأخذ من على المذبح فقط، فيُأخذ منها لحرق التقدمات على المذبح[1]، ومن أجل حرق البخور في المجمرة: [ويأخُذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب وملء راحتيه بخوراً عطراً دقيقاً ويدخل بهما إلى داخل الحجاب. ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت[2]؛ وأخذ ابنا هرون ناداب وأبيهو كل منهما مجمرته وجعلا فيهما ناراً ووضعا عليها بخوراً وقربا أمام الرب ناراً غريبة لم يأمرهما بها[3]؛ ولكن مات ناداب وأبيهو أمام الرب عندما قربا ناراً غريبة أمام الرب في برية سيناء][4]

==========
عموماً النار الموجودة على المذبح ناراً مقدسة (مكرسة ومخصصة) لا تُستعمل في أي استخدام عادي ولا في أي وقت ولا لأي شخص، وكانت دائماً ما تُعبِّر عن القبول الإلهي للذبيحة.
+ ثم غابت الشمس فصارت العتمة وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.[5]؛ ودخل موسى وهرون إلى خيمة الاجتماع ثم خرجا وباركا الشعب فتراءى مجد الرب لكل الشعب. وخرجت نار من عند الرب وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم فرأى جميع الشعب وهتفوا وسقطوا على وجوههم.[6]

==========
+ فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير وذهب ملاك الرب عن عينيه[7]؛ فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة[8]؛ وبنى داود هناك مذبحاً للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة ودعا الرب فأجابه بنار من السماء على مذبح المحرقة[9]؛ ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح وملأ مجد الرب البيت.[10]

==========
+ معنى النار باختصار +
وفي عجاله سريعة ينبغي أن نفهم معنى النار في الكتاب المقدس، عموماً وباختصار شديد: النار في الكتاب المقدس بالنسبة لله هو تعبير خاص لهُ عدة أوجه مُتداخله، فهو يُعبِّر عن القضاء الإلهي من جهة الفحص الدقيق ورؤية كل شيء مستتر واضح ومكشوف [وليس خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا؛ وعيناه كلهيب نار – عبرانيين 4: 13؛ رؤيا 1: 14]، أو عن نعمة يهوه من جهة العطية، فمن ناحية القضاء والدينونة أنه يُبين بواسطة النار قبوله للذبيحة إذ أن مُقدمها اجتاز الفحص فوُجِدَ بريئاً، ومن الناحية الأخرى من جهة العطية هو أنه رضا عنه لأنه رأى قلبه موفي شروط التقدمة من جهة التقوى والطاعة الداخلية وصحة إيمانه وصدقه.

==========
وأيضاً النار تُعتبر علامة على الإرشاد الإلهي [أنظر خروج 13: 22، عدد 14: 14]، وأيضاً تُعبِّر عن الظهور الإلهي [تكوين 15: 17؛ خروج 3: 2 – 3؛ خروج 19: 18؛ عدد 14: 14؛ قضاة 6: 21؛ قضاة 13: 20؛ إشعياء 4: 5؛ حزقيال 1: 27] ومع ذلك هذا لا يعني إطلاقاً أن يُنظر لله كإله النار، لأن إسرائيل كانت تُفرِّق ما بين الرب نفسه كشخص، وبين الظاهرة التي تُصاحب ظهوره، فالنار تُشير عادة – في الذهن الإسرائيلي – إلى قداسة الرب يهوه وكمال نقاوة طبيعته، باعتباره ديان العالم الصالح العادل، وكذلك النار تُشير إلى قوته الإلهية العظيمة ومجده الفائق [خروج 24: 17؛ إشعياء 6: 1 – 4؛ حزقيال 1: 27 – 28]، وبالطبع الموضوع شرحه يطول جداً، لكن من الأهمية أن يصل لنا المعنى، لكي نفهم لماذا تُأخذ النار من على المذبح أمام الله وهذا ما يهمنا الآن.
==========
+ ويرتبون حطباً على النار
ونجد أنه كان واجباً على الكهنة أن يفحصوا الحطب بدقة قبل إحضاره إلى المذبح، إذ ينبغي أن لا يكون مُصاباً بأي حشرات أو ديدان أو به أدنى تلف أو أي عيبٌ ما، وهكذا يرتبونه بعد فحص دقيق للغاية ويضعونه بعناية فائقة وترتيب فوق النار، فكل خدمة تُقدم أمام الرب يجب أن تؤدى بكل حرص وعناية وتوقير وترتيب ونظام فائق دقيق للغاية، ثم يرتبون القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب، لأنه ينبغي أن يكون [كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب][11]، ثم بعد ذلك يغسلون الأحشاء والأكارع بماء، وهذا أيضاً يتمشى مع الواجب أن تكون كل خدمة الرب بعناية وتوقير، فنرى أنه يتم الغسيل بعناية فائقة بالرغم من أنها ستُحرق كلها وتُصفى بالنار.
وطبعاً الإشارة واضحة جداً لشخص المسيح الطاهر والنقي داخلاً وخارجاً، وما قد أجراه الكاهن بالرمز عملياً قد أتصف به المسيح الرب بالفعل والحق على المستوى الذاتي والشخصي، فقد كان بالفعل حملاً كاملاً بلا عيب على الإطلاق، وكماله يفوق كل وصف العهد القديم والرمز ذاته[12]

=========================
[1] وذلك كما رأينا في هذه الآية وممكن الرجوع إلى (لاويين 3: 5، لاويين 6: 9 – 13)
[2] (لاويين 16: 12 – 13)
[3] (لاويين 10: 1)
[4] (عدد 3: 4)
[5] (تكوين 15: 17)
[6] (لاويين 9: 23 – 24)
[7] (قضاة 6: 21)
[8] (1ملوك 18: 38)
[9] (1أخبار 21: 26)
[10] (2أخبار 7: 1)
[11] (1كورنثوس 14: 40)
[12] (1بطرس 1: 19)

رد مع إقتباس