عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:19 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [3] و يضع يده على رأس المحرقة فيرضى عليه للتكفير عنه (آية 4)
+ وضع اليد، يلزمنا أن نفهم أولاً ما معنى اليد من ناحية عامة شاملة، فهي أولاً إشارة ورمز، أي مصطلح تعبيري يُشير إلى السُلطة من جهة القوة والقدرة والسيطرة، وأيضاً يُعبِّر في بعض الأحيان عن النصيب، مثل وضع اليد على الميراث لأنه نصيبي الخاص من التركة، وأحياناً يُعبَّر عن الدعم support، وذلك بوضع اليد على اليد، أو وضع الأيادي فوق بعضها البعض، أو تشابكها معاً (تشابك يد واحد مع يد الآخر).
==========
ولكن وضع اليد على الذبيحة، هو مصطلح طقسي يختص هنا بتقديم الذبائح، وهو فريد مُميز ومهم للغاية، فهو أولاً يُفيد التواصل الشخصي، ولفظة (على رأس الذبيحة) تأتي هنا بمعنى על أي وضع النير، أي وضع رقبة الذبيحة تحت النير والقيد، فوضع اليد هنا يعني أن هذه الذبيحة تخضع لي، أي أنها صارت تحمل نيري أنا، وهي مُقيدة بشخصي، وهنا إشارة خاصة إلى أن الذبيحة صارت نائبة عن مُقدمها تحمل كل ما لهُ وما عليه، وهو مُمثل فيها وكأن الشخص بوضعه يده على رأس الذبيحة صار هو والذبيحة واحد، وكل ما يجرى على الذبيحة كأنه يُجرى عليه هوَّ، والذي لم يكن ممكناً أن يعمله للرضا عنه يناله من تقديمه للذبيحة (الكاملة، أي التي بلا عيب) التي تُحرق عوضاً عنه لأنها تحمل شخصيته بكل ما فيها من ثقل وتعب ومشقة وحزن وألم وفرح وكل شيء بالتمام.
==========
وهكذا نستطيع أن نفهم من ذبيحة المحرقة كيف صرنا شركاء في ذبيحة الصليب حينما نؤمن بمن قدَّم نفسه لأجلنا ذبيحة ودان الخطية في الجسد، لأنه تقدَّم وهو لابس طبعنا الإنساني حاملاً نير الإنسانية المُتعبة، فنحن نؤمن به بكل القلب ونعترف بالفم ونقبله فادياً ومُخلصاً لنا (على نحو شخصي) لنصرخ بهتاف عظيم من القلب مع القديس بولس الرسول قائلين: مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في.[1]
وهكذا ننال رضا الله بشركتنا في صليب المسيح أساس معموديتنا، لأنه أرضى الله بذبيحة طاعته الكاملة – التي بلا عيب – للآب التي تنسمها على الصليب وقت الغروب رائحة سرور، فصار كفارة لخطايانا لننال الغفران التام. وهذا هو أساس تمسكنا بصليب ربنا يسوع المسيح: إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا، وقد رفعه من الوسط مُسمراً إياه بالصليب.[2]

=========================
[1] (غلاطية 2: 20)
[2] (كولوسي 2: 14)

رد مع إقتباس