عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية alnaufali
alnaufali
ارثوذكسي شغال
alnaufali غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 11603
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 64
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : alnaufali is on a distinguished road
افتراضي لنضحي بأنفسنا من أجل إرادة الله

كُتب : [ 03-04-2008 - 07:29 AM ]


لنضحي بأنفسنا من أجل إرادة الله في اللحظة الحاضرة
ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ هكذا كلّمنا ربنا له المجد، فربح العالم المادي كله يعتبر لا شيء أمام خلود النفس أو خسارة هذا الخلود، فالعالم المادي كما نعلم موجود في زمن محدد بالنسبة إلينا ومرتبط بعدد السنين التي نقضيها فيه، ومهما طالت تكون محدودة ولا يمكن مقارنتها بالزمن اللامحدود.. الأبدي.. الذي يبدأ بعد زماننا الأرضي، بعد أن نعبر البوابة التي تفصل بين الزمنين وبواسطة الموت الجسدي الذي هو المفتاح الذي بواستطه ندخل الأبدية.
وربح هذا الزمن اللامحدود لن يكون بصورة يسيرة هكذا، إنما يتطلب منا الكثير من التضحيات التي تفرض علينا حياة خالية من كل ما يخدش الصورة البهية التي رسمها الله في جسمنا، بل تكون حياة مليئة بالنشاطات التي من شأنها زيادة الصورة رونقا وبهاءا وأن نزيد على الوزنة ربحا آخر، هذا الربح الذي لا يأتي من فراغ بل من خلال خدمتي للآخر، أي في البحث عن يسوع المتروك.. المهمل .. المُهمّش والمتمثل بأخي الإنسان الذي بظروف معينة أصبح فقيرا .. معاقا.. لا يقوى على عمل ما ليصبح هامشيا وبانتظار من يكتشفه ويأخذ بيده ويُنزله في بركة الماء (شيلوحا) لينال من حركة الماء التي يحدثها الإنسان فاعل الخير والمُضحي، تقي الله. ينال هذا الإنسان من خلال ذلك بركةِ الله والخلاص وينمو مجددا بعد أن كانت نبتته قد آلت إلى الذبول وجذوره عطشى لا يلتفت إليها أحد ليسقيها ويمدها بمقومات الحياة وبالديمومة.
فكل شيء مرهون بنا ونحن علينا المبادرة، ولدى العامة مقولة هي: مِنكَ الحركة ومني البَرَكة، أي أن الله يوجه كلامه للإنسان طالبا منه البدء بالحركة، وبعد ذلك ينتظر البركة، لأن ربنا لا يبارك الفراغ بل عندما يجد من يجتهد ويُضحي ويعمل فهو يكون عونا له .. يباركه.. ويزيده الواحد مائة وستين وثلاثين. ولا نعلم متى نحصل على هذه البركة؟ هل في الصباح أم في المساء، هل اليوم أم غدا، وهل في هذه السنة أم في التي تليها... هكذا يجب أن لا نيأس ونستمر في النهج الصحيح الذي يُفرح الله والقريب، وعندما نضع أغلى ما نملك تحت تصرف الله وإرادته فإننا نختصر الزمن والمسافات تلك التي تفصلنا عن الله، ونقوم بتعجيل الأمور لكي تتجلى فينا هذه الإرادة الإلهية تماما كما قالت مريم للملاك: ها أنذا أمة الرب ليكن لي كقولك، فقول الله هو الذي سيسري ويخرج من خلالنا ولكي نقوم بتمجيده مع أخوتنا البشر.
إذا لنُخلي ذواتنا ونُفرّغ من حياتنا كل القوى التي تعيق عمل الله فاسحين له المجال لكي هو الذي خلقنا ويعرف تماما طاقاتنا، يُفجّر هذه الطاقات ويجعلنا منارا لأنفسنا وللآخرين لكيما يوما نزمّر مع القديسين في ملكوت الله وننعم برؤية سماوية لله ملك الكون.


رد مع إقتباس
Sponsored Links