أصبح الهدف الأكبر فى هذه الحياة هو مجرد ورقة تسمى "الشهادة" ، يسعون ليحصلوا عليها حتى يراها من حولهم ، و كأن من حولهم هم من يعطون النجاح ، و كأن نظرة الناس لهم هى من تحدد شخصيتهم و نظرتهم لأنفسهم ، و كأنهم فى عملهم لا يستخدمون سوى ورقه ، و كأن التعب قد إنتهى بمجرد حصولهم على ورقة.
أصبح الطالب يفكر فى طريقة جديدة للغش و التحايل على المراقبين ، أصبح الطلاب يتظاهرون عندما يصعب الإمتحان عليهم ، و كأن واضع الإمتحان أفضل منهم بشيئ بإستطاعته معرفة الحل و نحن لا نقدر على معرفته ، و كأنه أخذ رتبة أعلى من "بنى آدم" ، كأنه مجرم هدفه أن يفشلوا جميعاً ، و كأن الإمتحان مسابقة بين الطالب و واضع الإمتحان.
أصبح المدرس وظيفته هو مساعدة الطالب على إجتياز تلك المحنه التى يطلقوا عليها "إمتحان" ، يهتم بما سيسجله الطالب فى ورقة الإمتحان ، ولا يهتم بما يسجل فى عقله.
أصبح معظم الطلاب يسعون إلى الإلتحاق بكليات الطب و الهندسة ، و كأن المجتمع يسرى بالأطباء و المهندسون فقط ، و الباقى لا قيمة له ، و كأن المجتمع الذى لا يحتوى سوى على الأطباء و المهندسين هو المجتمع المثالى.
أصبح الخريج الحديث لا يسأل ماذا يعمل ، لكنه يسأل كم سيكسب من المال ، و ما هى نظرة الناس إلى العمل ، و إلى أى نقابه ينتمى إليها. و أصبح من لديه وظيفه يريد أن يرأسها و يسعى إلى مناصب عليا فيها.
أصبح مرشح الإنتخابات ينفذ بند واحد فقط من خطته ، حتى يصدقه الناخبين و ينجح فى الإنتخابات ، ثم يرمى بخطته و يحضر الجلسات نائماً ، حتى يتقاضى ثمن الجلسه ، فيرجع إلى بيته ليكمل نومه.
أصبح المسئول فى الدوله و رئيس الجمهوريه لا يهتم سوى بالمشروعات التى تنتهى خلال مدته ، حتى يراها الناس و يمنحونه مده آخرى.
أصبحت أنا أبحث عن عنوان جذاب لموضوعى ، قبل حتى أن أكتب محتوى الموضوع.
و سنستمر فى هذه الرحله ، رحلة البحث عن ورقه ، و لكننا فور حصولنا عليها سنعرف أن لا فائده لها ، لأننا نبحث عن مظهر فقط ، لا نبحث عن معرفتنا بل نبحث عن معرفة الناس أننا نعرف ، فمتى نعرف أننا لا نعرف ؟!
هل تسأل نفسك لماذا لا أنجح ؟!.. لأنك تعلمت كيف تعطى إنطباع للناس أنك نجحت ، و لكنك لم تتعلم كيف تنجح.
شكراً.. منقول.. ( http://belshatta.blogspot.com/2014/0...post_3538.html )