الموضوع: الحقونى هاتجنن
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: الحقونى هاتجنن

كُتب : [ 03-31-2009 - 05:28 PM ]


وبالنسبة لموضوع العدل !!!

+ الفداء تم بموت الله - الكلمة المتجسد - بجسم البشرية إذ اتحد بنا اتحاد حقيقي غير قابل للافتراق - بلا امتزاج أو تغيير أو اختلاط - لكي يخلصنا لا من مجرد فعل خطية إنما من سلطان الموت ذاته ، بمعنى ابسط الكلمة اتحد بجسدنا القابل للموت حتى يعطينا شركة وميراثاً في قيامته ، كقوة لغلبة الموت والفساد ، ولم يأتي ليوفي العدل من جهة كرامة الله لأن كرامة الله لا يمسها إنسان مهما كان ، ولا لكي يعمل صلح بين العدل والرحمة ، وكأن الآب هو العدل والابن الرحمة ، مع أن لا انفصال في الثالوث ويستحيل توجد صفة في اقنوم لا توجد في آخر ، وإلا اصبحوا إلاهين ( وهذا مستحيل ) الله هو إله واحد لا انفصال فيه أو ثنائية فيه أو نقص ما في أقنوم وزيادة في أقنوم آخر ...

ولكن قبل أن نخوض في الموضوع وأساس معنى الخلاص بدون اقتطاع بعض المقاطع من الآباء كما يفعل الكثيرين حتى يثبتوا نظرياتهم الخاصة ، لأن هذا عادة كثيرين يأتون بالاقتابس من القديس اثناسيوس الرسولي ويوحنا ذهبي الفم منقوص ، والله بطبعة ليس سادي كالأنسان الذي يُصاب بأمراض نفسية أو تربوية ، والله لم ولن يُريد أن ينتقم من ابنه لكي يرضي كرامته المهدوره ( حاشا هذا تجديف على صلاح الله الأزلي ) ، المهم ما هو عدل الله بحسب فكر الكنيسة السليم ؟؟؟ ...

يقول الأب صفرونيوس الاتي :
+ نحن لا نبحث في صفات الله ، ثم نُطبق بعد ذلك ما نبحث على أقانيم الثالوث . نحن لا نبدأ بمنطق وفكر الإنسان غير المستنير ، ثم نتقدَّم بعد ذلك إلى قدس الأقداس ، أي الثالوث القدوس ؛ لأننا إذ فعلنا ذلك وقعنا في أخطاء لا علاج لها إلاَّ بالعودة إلى الإيمان . وحسب التسليم الرسولي الذي شرحه آباء الكنيسة الجامعة ، والذي سبق أن شرحناه لكم في عدة فصول ، نؤكد لكم الحقائق التالية :

أولاً : أقانيم الثالوث ليست أقانيم تُضاف إلى جوهر الله ، بل هي أقانيم الجوهر الواحد . والجوهر الواحد ليس صفات مجرده تندرج تحت مضمون واحد هو الجوهر ، بل الجوهر الواحد هو الطبيعة الإلهية التي تعلو على كل تحديد بشري ، وهي الحياة الإلهية التي في أقنوم الآب ، والتي وُلِدَ منها الابن أزلياً ومنها انبثق الروح القدس . وحسب هذا الإيمان ، كل ما هو للأب ، فهو للابن وهو أيضاً للروح القدس . ولذلك كل الصفات الإلهية مثل المحبة والقداسة والقوة والعدل ، هي صفات إلهية لكل أقانيم الثالوث .

ثانياً : كل ما هو في جوهر الله هو متأقنم ، فليست صفات الله هي صفات غير أقنومية تضاف للآب والابن والروح القدس ، بل المحبة هي محبة الآب ، وهي ذات محبة الابن ، وهي ذات محبة الروح القدس . وعندما نسمع أن " الله محبة " ، فهذا يعني أنها محبة الثالوث . وعندما نسمع عن برّ الله وعدله في الأسفار ، فهو برُّ أقنوم الآب وبرُّ أقنوم الابن وبرُّ أقنوم الروح القدس ، ثالوث واحد في الجوهر ، وجوهر واحد للثالوث.

فما هو عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث ؟

إنه ليس عدل الملوك والقضاة والقانون الأرضي . ولذلك فالمجازاة حسب عدل الله إنما هي مجازاة حسب المحبة ، وحسب اغتراب الإنسان أولاً عن نفسه ، وثانياً عن المحبة الإلهية ، وهي أصعب بكثير وأدق من تعليم الموحدَّين ( الذين لا يؤمنوا بالثالوث القدوس ) الذي يحدد عدل الله بما لديهم من شرائع هي في جملتها لا تختلف عن شرائع الأمم السابقة أو شريعة الرومان ( الإمبراطورية الرومانية ) ؛ لأن لكل خطية عقاب أرضي ، ولكل الخطايا عقاب واحد هو نار جهنم .

هذه هي دائرة العدل حسب تعليم الموحَّدين . أما نحن ، فإن عدل الله هو سؤال للإنسان عن صورة الله ومثاله الذي أُعطى له ، والذي جُدَّد في المسيح ، وقٌدَّس بالروح القدس . فهو سؤال عن كينونة الإنسان ، وماذا فعل الإنسان بكيانه ، وكيف عاش كصورة الله ؟ هذا يضع عدل الإنجيل في مستوى يختلف تماماً عن عدل الموحَّدين .


س: لماذا نقول إن المجازاة هي حسب المحبة ؟

أولاً : لأن محبة الله للخطاة ظاهرةٌ في بشارة الحياة ( إنجيل الحياة ) لأن الله أحب العالم بشكل يفوق كل إدراك ، وضعه الرسول في عبارة موجزة " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " ( يو3: 16 ) . هذه هي المحبة تعلو على كل صور وأشكال ورموز المحبة في العالم المنظور وغير المنظور . فكيف يجازي الله بعد ذلك بحسب قوانين وشرائع أرضية لا تحوي إعلاناً عن محبة الله ؟!

... حسب محبة الله المعلنة في الابن الوحيد نقول أن العدل الإلهي هو عدل الثالوث الواحد ، عدل المخلَّص الذي مات لأجلنا وأحيانا فيه وأعطانا ميراث الملكوت . هذا يجعل الدينونة حسب الشركة وليس حسب الشريعة ، ويجعل المجازاة ليس حسب تقدُّم الإنسان وفضائله وسقوطه وتوبته ، بل حسب تمسكه بالإيمان ، وحسب نموه الروحي في يسوع المسيح رب الخطاة وطبيب الساقطين .

ثانياً : إن اغتراب الإنسان عن الله يسبقه اغتراب الإنسان عن نفسه ، عن كيانه الحقيقي ، وهو ما تزرعه الخطايا فينا . وعلى سبيل المثال :
مَن يقتل ، يتعلم القدرة على تدمير الحياة ، أي حياة أخيه ، وعندما يقول الوحي " إن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس " (1يو3: 15) ، فهو لا يذكر القتل بالسيف ، إنما قتل الأخ بسلاح البغضة غير المنظور الذي لا يملك القانون أن يُحاسب عليه ، بل يكشف عنه تعليم الإنجيل الذي يرد كل خطايا الإنسان ، ليس إلى الأفعال الظاهرة ، بل إلى القلب . وعندما يغترب الإنسان عن كيانه ، فهو اغتراب لا يُمكن فحصه حسب الشريعة ( القانون ) ، بل حسب شركة هذا الإنسان في الحياة الإلهية ، وحسب نوع الفساد الذي تسرَّب إلى كيانه .

فإذا كان عدل الآب هو عدل الابن وهو عدل الروح القدس ، فهل هو عدل محبة الآب ومحبة الابن ومحبة الروح القدس ... ؟!!

صعب علينا أن نتصوَّر عدل المحبة ، ولكن سهلٌ علينا أن نتصوَّر العدل وحده والمحبة وحدها . وتصوُّر العدل وحده والمحبة وحدها هو تصوُّرٌ ساذجٌ لا يخص الإيمان ، لأنه لا يوجد أقنوم ينفرد بصفة لا وجود لها في الأقنوم أو الأقنومين الآخرين من أقانيم الثالوث . وهكذا يجب علينا أن نسأل :
ما هو عدل المحبــــــــــــــــــــ ـــة ؟



التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 03-31-2009 الساعة 05:42 PM