إلى من علمني يوما البكاء....
دخلت إلى حياتي المنهكة كي تحيل عتمتها نورا...
و تقلب خريفها ربيعا....
قلبت حزني فرحا...
وحولت خوفي أمانا...
جعلتني أدرك معنا لوجود الإنسان...
ثم مضيت حاملا معك كل ما أتيت به من أحلام..
لتعود الظلمة..الخريف.. الحزن... الخوف...
بل وأكثر أصبحت العتمة ظلاما..
والخريف أصبح شتاء..
والخوف صار رعبا..
وتحولت أنا أشلاءً
لكنك تركت لي أشياء جميلة..
فقبلك سيدي لم أعرف معنا للبكاء...
لم تحرق وجنتي دمعات الفراق...
نعم سيدي..
كان البكاء هو أجمل ما تركته لي...
ومرت الأيام ....
لكنني لم أتعلم طعما جديدا للبكاء...
تسألني لما هذا البكاء....
هذا البكاء ليس حنينا إليك...
ليس شوقا لدفء عينيك..
و لا حتى لما تنبس به شفتيك...
هلا رحلت عني وتركتني بسلام...
ابتعد عني..
بُعدكَ عني هو كلُّ ما أُريد... نسيانك هو كلُّ ما أتمنى......
فعيونكَ لم تعد تلكَ العيونُ التي حلفتُ بها يوماً...
و لم تعد عيوني إلاَّ سماءَ يومٍ شتوي غائمٍ لا تعرف إلاَّ المطر...
لا أريدك سيدي أن ترى دموعي...
لا أريدك أن تعلم أني بكيت طويلا هذا المساء..
و كل مساء...
رغم أنك يا سيدي من علمني يوما البكاء...
