عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:21 PM ]


والجموع المحيطين بهم آمنوا وهم يرون وجه القديس يضىء كالشمس . فامتلأ الملوك غيظاً و غضباً فأمروا بأن يقتل الجميع ونالوا إكليل الشهادة وكان عددهم فى ذلك اليوم ألفين و أربعمائة شخص و ثمانية جنود و كان هذا اليوم هو الخامس و العشرين من شهر أبيب.
لما رأى داديانوس أنه قد تكاملت سبع سنين و هم يعذبون القديس , و لم يستطيعوا أن يزحزحوه عن إيمانه , و أنهم قتلوه ثلاث مرات و فى كل مرة يقيمه الرب يسوع فكروا فى جذبه باللين و الخداع ..
أمر داديانوس أن يأتوا به إلى مجلس الملوك و خاطبه قائلاً يا جرجس : وحق الشمس و القمر و بقية الآلهة , إننى أقبلك كابن محبوب و أعطيك كل ما تتمناه حتى و إلى نصف مملكتى .. فقط اسجد لأبولون مرة واحدة .. واحدة فقط .. حينذاك تكون ابناَ لى , و أصيرك من عظماء المملكة .
لما سمع القديس ذلك أجابه قائلاً :
أين هذا الكلام الذى لم أسمعه منك إلا اليوم . هوذا لك سبع سنين و أنت تعذبنى , و ذقت الموت على يديك ثلاث مرات و أقامنى الرب يسوع , و لعلك لا تعلم أيها الإمبراطور أن جنس المسيحيين لا يقدر أحد أن يقهره !!
و لكننى من أجل عظمتك , و لو كنت قد قلت هذا الكلام من قبل لكان أجدى و أنفع !!
لما سمع داديانوس هذا من القديس فرح فرحاً شديداً و عمد إلى رأس القديس يريد أن يقبلها فمنعه من ذلك , و طلب منه أن يذهبوا به إلى السجن لأن النهار قد فات وحان و قت غروب الشمس .. و عندما تشرق شمس الصباح عليه أن يرسل جنوده لينادوا أهل المدينة ليشاهدوه و هو يقدم الذبيحة للآلهة! قال له الإمبراطور : حاشا يا حبيبى جرجس أن أرسلك إلى السجن مرة أخرى .. إن كل ما فعلته معك كان بجهل منى .. هلم الآن معى إلى القصر حيث الملكة الكسندرة .. قال هذا و أخذه إلى القصر و أغلق عليه الباب و خرج حيث ملوكه ليحتفل بما ظنه نصراً على القديس العظيم ... و هو لا يعلم ماذا يخبىْء له القدر ؟! لما كان المساء جثا القديس على ركبتيه و صلى إلى الله متضرعاً قائلاً : " باًر أنت يارب ياإلهى , من يشبهك فى الآلهة , أنت الرب صانع العجائب وحدك , فلماذا ارتجت الأمم , و فكرت الشعوب بالباطل , قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء على الرب و على مسيحه . ولما أكمل صلاته قال آمين .
كانت الملكة ألكسندرة قريبة من القديس تسمع صلاته ففتح الله قلبها إليه قائلة: علمنى يا سيدى ما تقول , من هم الملوك الذين استكبرت قلوبهم , أو من هم الرؤساء الذين تكلموا بالباطل , و من هو المسيح ؟ ! فابتدأ القديس يحدثها عن الثالوث القدوس , و عن كيف خلق الله السماء و الأرض و القمر و الكواكب , وكيف خلق الإنسان من تراب و ملأه من العلم و المعرفة ..
ثم حدثها عن خطية آدم و كيف أن الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله , و كيف أن البشرية انصرفت عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام , وأرسل الله لهم الأنبياء الواحد تلو الآخر , حتى إشعياء النبى صرخ قائلاً من هول ما أرى من انصراف الناس إلى عبادة الأوثان , صرخ قائلاً : " ليتك تشق السماء و تنزل .. " و لكن لم يكن الوقت قد حان بعد . ثم عاشت البشرية بعد ملاخى النبى أكثر من ثلاثمائة عام بدون أنبياء بعد أن غلظ الشعب قلبه .. إلا أن حب الله للبشرية دفعه لأن يرسل الأقنوم الثانى .. الابن .. لكى يخلص شعبه " وهكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " . ثم حدثها عن الولادة المعجزية من عذراء بكر بتول و الآلام و الصلب و القيامة ..
أنصتت الملكة باهتمام كبير و هى تسمع القديس يروى لها عمل الله العظيم من أجل البشرية , ولما انتهى من كلامه طلبت منه أن يصلى من أجلها حتى يمنحها الله القوة و الإيمان ... و قالت له ياقديس الله احفظ السر , لا تقول لأحد حتى أخذ الإكليل الذى للشهادة ليكون لى نصيب فى ملكوت الملك المسيح . و الآن أنا أمضى حتى الغد . "
فلما كان الغد , أمر الملك بأحضار القديس إلى البريا ( معبد الاصنام ) ليحمل البخور لأبللون , و أمر أن ينادى مناد فى المدينة يقول : " يا معشر الناس , اجتمعوا جميعا لتنظروا الجليلى الكبير يسجد لأبللون . "فأجاب القديس مارجرجس و قال للأعوان : " أنا أمضى مع كهنة و خدام البربا إلى أبللون وأسجد له . " كان المنادى ينادى حتى اجتمع أهل المدينة الكبار و الصغار لينظروا تلك الأعجوبة . فلما سمعت الأرملة العجوز المسكينة التى كان القديس محبوسا عندها و شفى ولدها كشفت رأسها و خزقت ثيابها , و أتت إلى المكان الذى فية القديس , و أقبلت و هى تصيح بأعلا صوتها : " كيف أن الذى أقام الموتى و جعل العميان من بطون أمهاتهم يبصرون , و شفى الأمراض , و أكل الثمرة الطيبة من العيدان اليابسة , و ملأ مائدتى من كل الخيرات . و أيضا بعد أن قطعت و أحرقوا جسدك و نشرت بالمنشار قمت و عشت . و بعد أن صرت مصاحبا للملأئكة و أظهرت عجائب كثيرة , و فضحت الشيطان و جنوده , رجعت و اخترت الدنيا على الآخرة ؟! فمن ذا الذى يطمئن و يؤمن لما يراك تسجد لأبللون و تفضح شعب النصارى ؟! "
فلما سمع القديس ذلك من العجوز , ابتسم فى وجهها و قال لها : " الآن انزلى ولدك من على كتفك . " عند ذلك أنزلته . فقال له القديس : " يا صبى , أنا اريد منك باسم يسوع المسيح أن تأتى إلى و تخدمنى فى هذا الأمر . " عند ذلك , سمع الصبى كلامه , و قام و مشى على رجليه إلى عند القديس , و هو فرح مسرور بما أنعم الله عليه من العافية . فقال له القديس مارجرجس : " تعال الآن , امضى و ادخل البربا , و قل لأبللون الصنم : إن جرجس عبد يسوع المسيح يدعوك إليه . " فمضى الصبى مسرعا إلى البربا , و قال : " لك أقول أيها الصنم الأعمى , الأطرش و الأخرس , الذى لا يفهم و لا يدرى و لا يعلم , اخرج بسرعة فإن عبد يسوع المسيح مارجرجس يدعوك . " عند ذلك , صرخ الشيطان الذى فى الصنم وقال : " يا يسوع المسيح , جمعت إليك كل أحد , حتى هذا الصبى أنقذته إلى يفترى على . "
ثم وثب الصنم الذى هو لأبللون من على كرسيه , و أتى إلى القديس مارجرجس , فقال له القديس : " هل أنت إله الأمم ؟ " فأجاب الشيطان الساكن فيه وقال : " تمهل على و أنا أقول لك كل شىء قبل أن تهلكنى . " فقال له القديس : " أيها الحاسد الملعون , لولا أن الله تبارك اسمه حال بينى و بينك و جعلك تخضع , ما كنت تأتى إلى سريعا هكذا . و لكن الله العظيم هو الذى أخضعك لى . " فقال إبليس : " ياسيدى , أنت لست غير عارف بى حتى أعرفك . أليس الله خلق فردوس النعيم و جعل فيه الإنسان الذى خلقه على صورته و مثاله ؟ و أنا كنت مصاحبا لجبريل و ميخائيل و سوريال , و عظيما فى الملائكة ....... ثم لما خالفت أمر الله القدوس , و لم أقدم له العبادة و السجود اللائقين بجلاله , حينئذ غضب الله على و خرجنى من مجدى الذى كنت فيه , و أنزلنى من السماء و بقيت مغلولا . و أنا الآن ساكن فى هذا الوثن , أغرى بنى البشر و آمر جنودى أن يحثوا الناس على اللهو و الطرب و الغناء و اللعب و أن يحسنوا الدنيا و يحببوها إلى قلوبهم . "
فأجاب القديس و قال له : " ما نطقت بحق أيها الكاذب , إنما طرحت من السماء لأجل تكبرك عندما أردت أن تكون متشبها بالعلى خالق السموات و الأرض , فطرحت من السماء أنت و جميع جنودك . "
فلما سمع إبليس هذا خزى , و بصلوات القديس صمت و لم يعد يتكلم . عند ذلك , ضرب القديس برجله على الأرض فانشقت , و قال لهذا الصنم : " امض الآن إلى الجحيم أيها الروح النجس . " ففى تلك اللحظة , نزل إلى الجحيم هو و جميع الأوثان التى فيها الأرواح النجسة .ثم إن القديس مارجرجس رجع و ضرب الأرض فانفلقت و اعتدلت كما كانت أولا . و بعد ذلك , حل منطقته , و تقدم إلى أحد الآلهة فرماه على الأرض و كسره , و قال لبقية الأصنام : " اهبطى إلى الجحيم يا آلهة الأمم . "
فلما نظر الكهنة و خدام المعبد و الأعوان الذين يخدمون أبللون الهلاك الذى حل بالأوثان , أمسكوا القديس و كتفوا يديه خلفه , و مضوا به إلى الملك و عرفوه بجميع ما حل بالآلهة .
فلما سمع الملك ذلك , امتلأ غضبا , و قال للقديس مارجرجس : " يا أيها المستحق القتل . أليس أنك قلت إنك تحمل البخور للآلهة و تسجد لها ؟ فعوض ما تسجد للآلهة و تحمل لها البخور , ابتدأت فى أعمال السحر هكذا . ألا تعلم أن روحك فى يدى ؟! " أجاب القديس و قال للملك : " أيها الملك الكافر المغرور , ليس لك سلطان على أكثر من قتل جسدى , و إنما روحى فهى بيد خالق السموات و الأرض . أحضر الآن أبوللون ها هنا و أنا أسجد له بين يديك . " فقال له الملك : " قد عرفنى الكهنة أنك قد أغرقت الآلهة فى الأرض , و كذلك تريد أن تفعل بى مثل هذا و تغرقنى أنا أيضا و أنا حى . " أجاب القديس و قال له : " إذا كان إلهك أبوللون الكبير لم يستطيع أن ينجى نفسه , و صار إلى الهلاك و جميع الآلهة معه , و كنت تظن أنه ينجيك فى اليوم الأخير . فالذى تفعل أنت هواه و جعلت رجاءك عليه , لم يقدر أن يخلص نفسه ! "
حينئذ , مضى الملك و هو فى حزن عظيم من أجل الآلهة , و خاصة أبوللون , لأنه ما عرف له مكان . و دخل إلى الكسندرة و قال لها : " قد تعبت مع هذا الجليلى جرجس و جنس النصارى . "
فأجابت الملكة و قالت له : " ألم أقل لك مرات كثيرة احذر جنس النصارى لأن إلههم هم الإله الحقيقى , و هو الذى يخضعك له ؟ و لو كان هذا الرجل مع قوم لهم عقل , كانوا قد اعتبروا و آمنوا مما شاهدوا منه من الآيات و العجائب , و كانوا قد تخلوا عن طاعة الشيطان و السحرة الذين قد أضلوك أيها الملك , و لابد أن يعاقبك الله أنت و أصحابك , لأنه لا ينبغى أن يكون مع جلاله إله آخر كما قد سمعت أنا . " فقال لها : " الويل لك يا ألكسندره ! أغواك فى ليلة واحدة , و أنا أعاشره مدة سبع سنين و لم يقدر أن يغوينى بشىء ؟! " فأجابته الملكة : " أما تبصر أيها الملك كيف جعله الله يظفر بك و بإلهك أبوللون الأعمى الأبكم ؟! " . أمسك الملك بشعر رأسها , و جرها إلى أن أخرجها إلى عند مجلس الملوك , و قص عليهم جميع ما حدث منها . حينئذ , أمر جميع الملوك أن تمد على خشبة , فعلقوها على خشبة من شعر رأسها و هى ممدودة , و أمروا أن تمشط بأمشاط الحديد التى مشطوا بها القديس مارجرجس . فتشرح جلدها و تقطعت عروقها و سالت دماؤها .و هكذا اشتد عليها العذاب , فصرخت بأعلى صوتها قائلة : " يا قديس الله , يا مارجرجس , اطلب من الرب أن يخفف عنى العذاب , فإننى قد آمنت به . " فأجاب القديس و قال لها : " اصبرى يا ألكسندره و لا تفزعى , فإنك سوف تذهبين إلى نعيم و خير لا يوصف . " و كانت حزينة لأنها لم تأخذ رسم المعمودية المقدسة , فقال لها القديس : " لا تخافى , لأن دمك هو معموديتك , و ستأخذين الإكليل الذى لسيدنا يسوع المسيح . " فصرخت قائلة : " يا سيدى يسوع المسيح , هوذا قد تركت باب قصرى مفتوحا ولم اغلقه . و أنت يا سيدى , لا تغلق فى و جهى باب رحمتك ولا فردوس نعيمك . " فقال لها القديس : " افرحى و ارفعى عينيك إلى السماء ." فلما تطلعت و نظرت إلى السماء ابتسمت فرحة . فسألها القديس عن سبب ابتسامتها , فقالت له : " إننى رأيت ملاكين فوق رأسى و معهما إكليل ينتظران روحى حتى تخرج فيلبسوها إياه . " و لما فرغت من كلامها , أسلمت روحها , و أكملت شهادتها فى الخامس عشر من برموده , ونالت الإكليل غير المضمحل.
( المرجع : مخطوطة رقم 252 بمكتبة دير السريان . )

الفصل السادس : الاستشهــــــــــــــــــ اد :
و بعد ذلك , أحضر الملوك القديس مارجرجس , و قالوا له : " هوذا الملكة قد أهلكناها . و الآن قد تفرغنا لك . فأجاب مغنيطس أحد الملوك , و قال " أنا آمر بقتله . " فوافق جميعهم على ذلك .
و جلس داديانوس الملك , و كتب قضيته كما يلى : " جرجس الكبير فى الجليليين , الذى تخلى عن أوامر الملوك , هوذا قد أسلمناه للسيف ." فكتب التسعة و الستين ملكا أسماءهم بعد داديانوس الملك .
وكان القديس مارجرجس يمشى و هو فرحا مسرورا إلى المكان الذى ينال فيه الإكليل و الكرامة . و لما وصل إلى ذلك المكان , قال للجند : " اصبروا على قليلا يا إخوتى , إنى أريد أن أصلى . "
ولما فرغ القديس من صلاته , قال للجند : " هلموا الآن , تمموا ما أمرتم به . " و مد عنقه , و أخذت رأسه المقدسة بالسيف .
وفى تلك الساعة , تزلزلت الأرض , وكان رعد شديد و برق مهول , حتى أنه لم يقدر الجنود أن يمشوا فى الطريق من شدة الخوف وكان تمام جهاده و كمال شهادته يوم 23 برمودة .
وهكذا اكمل القديس شهادتة واستحق 7 اكاليل و لقب بأمير الشهداء , كوكب الصبح المنير و قديس كل العصور حبيب يسوع المسيح

مــــــــــــــــــارجرجـ ــــــــــــــــس



التعديل الأخير تم بواسطة بنت أمير الشهداء ; 11-28-2008 الساعة 04:33 PM

رد مع إقتباس