عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية alnaufali
alnaufali
ارثوذكسي شغال
alnaufali غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 11603
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 64
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : alnaufali is on a distinguished road
لنشحن أنفسنا بإرادة الله

كُتب : [ 02-26-2008 - 07:03 AM ]


إن النفس الإنسانية هي مكون رئيس في شخصيتنا، وهي التي ترافقنا فقد خلقها الله وجعلها في جسمنا المادي لكي يتكامل هذا الجسد الترابي ويمتليء بالأحاسيس والحيوية، والتفكير والعمل، ويصبح الإنسان كتلة من النشاط أو غيره وحسب الطريق الذي يرسمه لنفسه، فالبيئة والمناخ والمجتمع والتربية والدراسة وكثير من الأمور تلعب دورا في حجم النشاط الذي يمارسه الإنسان فحرارة الجو ليس كمن هو في جو معتدل أو بارد، ومن عاش في عائلة غير منسجمة مليئة بالمشاكل ليس مثل الذي نما في عائلة هادئة متفاهمة يسودها الانسجام والتفاؤل، وهكذا من عاش في بيئة ريفية قليلة التعليم ليس كمن عاش في مدينة مليئة بالنشاط وحصل على تعليم ممتاز، نما من خلاله تفكيره وازداد وعيه وتفتحت أمامه سبل كثيرة من الإبداع والتميز.
والمهم أيضا ليس قدر ما توفر للإنسان من ثقافة ومعرفة وأدوات اكتملت بها شخصيته، لأن كل هذا ليس كافيا، بل أن الاستمرار بالنهل من المعرفة ومواكبة التطور العلمي والديني، أي المادي والروحي ضروريان جدا لاستمرار حالة التميز لدى الإنسان، لذلك نجد الطبيب لا يكتفي بما تعلمه في دراسته بل يبقى يدرس ويطلع على أحدث التقارير والتجارب والأبحاث، ليشحن عقله ويزيد خبرته بكل ما استجد من علم في مجال الاختصاص.
هكذا أيضا في الجانب الروحي، فقراءة الكتاب المقدس بأكمله مرة واحدة ليس معناه أننا قد ختمنا كل علم الكتاب كما أننا بتعلمنا مباديء الإيمان قبل أخذنا للمناولة الأولى لا تعني أننا استوعبنا كامل الإيمان، إنما كل ذلك كان خطوة البداية التي وضعنا بموجبها معلمونا أو أهلنا على أول الطريق وكانت خطوة الألف ميل الأولى، التي علينا أن نستمر بالمسير فيها لنصل إلى هدفنا.
وإرادة الله التي علينا أن نوفر لها المجال لكي تعمل من خلالنا لكي تقودنا نحو كامل الخير والصلاح، نحو محبة الله والقريب، فهي لا تقود لأي سبيل مخالف لهذا فلا يجب أن نضن ولو لوهلة بارتياب تجاه العزة الإلهية، فهو أبونا وإن سأل الابن أباه سمكة لا يعطيه حية، فهو الأدرى بحاجاتنا ويقوم بتهيئتها لنا حتى قبل أن نطلبها، المهم أن يكون لنا عيونا تنظر وآذانا تسمع، فالرب دائما موجود معنا بل يطرق على بابنا، والمهم أن ننتبه لصوت طرقاته ونفتح له، هكذا نكون على الدوام نشحن نفسنا بإرادته الإلهية عندما ننتبه لصوت طرق الباب فإلهنا مليء بالوداعة ويحب الهدوء والسكينة، فلا نملأ حياتنا بالضوضاء التي تشغلنا عن سماع ما يريده منا وعندما نفقد الاتصال به تعالى روحيا تكون الكارثة في حياتنا كونها ستسير في بحر متلاطم دون ربان، وربنا هو الربان وعلينا أن نشحن أنفسنا من إرادته لكي نصل إلى برالأمان.


رد مع إقتباس
Sponsored Links