الموضوع: على جسر الوداع
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية المحامي / شيرين شوقى
المحامي / شيرين شوقى
ارثوذكسي متألق
المحامي / شيرين شوقى غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 35044
تاريخ التسجيل : Jul 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 719
عدد النقاط : 19
قوة التقييم : المحامي / شيرين شوقى is on a distinguished road
على جسر الوداع

كُتب : [ 10-20-2009 - 06:07 PM ]




وأنتِ راحلة على جسر الوداع ...
خذي ما تبقى من حقائب ..
فها هي جراحاتكِ ...
وسموم أنفاسكِ
تلاحقها جحافل غضبي ..

أخرجي من دمي
أخرجي من عمري
أنا بركان ..
لو قَرُبتيه
يهيج ويغلي ..
يحرق موج البحر
الأنهار و الجداول
ينسف العابرات و المراكب ..

خذي ..
عَبَراتكِ من عيني ...
و فُتات الأقلام ..
التي رحلت في أوصافكِ حد الجنون ...
و أشلاء الأيام ..
التي إستحالت إلى شعاع
يقتل كل الخمائل
في عبث المجون ..

حُبك صراع ..
قضى على كل البدائل
وأبقى حتمية الوداع
ومرثيات المنَون ...

خذي ...
لملمي المتاع ..
ها هي أطيابكِ المغشوشة ..
وقصاصات أحباركِ المستهلكة
ومساحيق الوجه المفروشة ..
وأربطة القناع ..

خذي ما تشائين ..
لا تخجلي من قلبي المُلتَاع ....
فقد ولىَ زمن الحياء ..
خذي براعتكِ المشهودة
في فن الإلقاء ..
فقد رَسَبت منذ زمنٍ بعيد
في مادة الإصغاء
ودروس النفاق و الكذب ..

خذي من أذني ..
ما عَلِق من صوتكِ
إغسلي صفحاتي من حرفكِ
جففي ما تناثر و إنسكب ..

قشّري عن أجفاني ..
ما تبقى من طِلاء ..
تأبطي بريق الذهب ..

قبل أن تنهي العرض الأخير
لروايتكِ الهزلية
و الدراما البلهاء ..

خذي ذلك المقعد المتأرجح كأهوائكِ ...
و هذه الوسادة ..
و الأقداح الباردة ..
إحملي خزانة الملابس المستطيلة ..
و هوايتكِ في حل الكلمات المتقاطعة ..
و مرآتكِ ..
التي لا تَصف ..
لا تصفف ..
سوى شَعر الفاتنة
الشقراء .... !

خذي ..
هذه الكومة المكدسة
من أدوار العشق و بطولات الوفاء ...
وعُلَب المحارم ...

خذي ..
المسافات الطويلة التي مشيتها إليكِ
من قدمي ...

خذي ..
لهيب الشوق من صدري
و أحرقي ...
إعترافاتي وبريدي ورُسُلي
أقتلي ..
كل ما وصلكِ من طرفي ...

خذي ..
ضحكاتكِ و دموعكِ ..
الجدران و الأسقُف ..
الأبواب و الأرفف ...
وما عليها من الخطابات و الكتبِ
خذيها غنيمة الحربِ
و أجري ....

خذي ..
إسم الإشارة والضمير الغائب ....
فى السيرة و التراجم
خداع ... خداع ..
كل ما تراشق به الأحباء ...
في الحدائق و في المخادع
في زمن العجائب ...


كُفّي ...
لا تطرقين بعد اليوم قلبي ..
لا تجوبين بعد الغروب مُدني ..

كُفّي ..
لا ترتدين ملابس البؤسِ
و مسكَنة الفقرِ
لا تستجدي ...

هواكِ قافلةً تبرأت منها سُبلي ..
وهبتكِ ما تَبغين ..
كل ما بقي عندي
فإبتعدي ..

اليوم تملكين ....
ما عنه أستغني ... !


شيرين شوقى



رد مع إقتباس
Sponsored Links