عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية ظريف
ظريف
ارثوذكسي بارع
ظريف غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 5556
تاريخ التسجيل : Nov 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,930
عدد النقاط : 12
قوة التقييم : ظريف is on a distinguished road
Heartcross ذكرى إنتقال والدتى

كُتب : [ 04-25-2009 - 08:14 PM ]


بتسليم كامل لمشيئة الرب الذى شاء وأسترد وديعته الغاليه
تشكر أسرة المرحومه / ماريه مليكه ميخائيل
والدة / ظريف العضو بمنتدى أرثوذكسى
كل من شاركها العزاء وتدعو الأهل والأحباء لحضور القداس الإلهى لهذه الروح الطاهره وذلك بمشيئة الرب
الساعه 8 صباحا يوم الثلاثاء الموافق 2009 / 5 / 5
بكنيسة العذراء والقديس يوسف البار بسموحه . الإسكندريه
والرب يعوض تعب محبتكم

أمى الحبيبه وداعا

وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا يا أغلى مافى حياتى ...
وداعا للقلب الحنون الذى كان كالبستان الأخضر
الملئ بالأشجارالمثمرة التى طالما قطفنا منها وهى تعطى بسخاء وتضحية دون مقابل ...
وداعا للشمعة التى أحترقت لكى تضئ لى طريق الحياة لأحيا حياة الفضيله وأنا أشهد فضائلها الكثيرة
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا لمن جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى وتهنأ مع الأبرار والقديسين فى وطن السمائيين ...
وداعا لمن حملت صليب جهادها رسالة حب وتحملت بكل صبر وعاشت من أجل الجميع فى عطاء مستمر ومتواصل وتحمل كبير للآلام التى كانت تعتبرها بركة ونعمة وتحسبه كل فرح الوقوع فى التجارب المتنوعه ( يع 1 : 2 ) التى كانت تتقبلها بإيمان وصبر شديدين متذكرة آلام الرب يسوع على الصليب شاكرة ممجده لأنه إن لم نتألم من أجل المسيح فلن نتمجد معه
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا للأم التى تعبت وأدت رسالتها وآمنت وصبرت وصارت من المؤهلين لدخول الفردوس حيث كان موتها إنتقالا وجسرا للملكوت
ياموت مهلا ... أنت تحمل بين كفيك الوداعه
ياموت مهلا ... كى نقول لها : وداعا
وداعا يا أمى الحبيبه ...
وداعا يا أغلى مافى حياتى
وداعا ... أيتها الملائكية التى عاشت بالقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب ( عب 12 : 14 ) فى الوطن السمائى فى أورشليم السمائية التى يقول عنها الكتاب عروس مزينة إلى عريسها ( رؤ 21 : 22 ) مع الأبرار والصديقين الذين تمثلتى ــ أيتها الأم الغاليه جدا ــ بإيمانهم وحق لكى أن تهتفى مع القائل : لتمت نفسى موت الأبرار ولتكن آخرتى كآخرتهم ( عد 32 : 10 )
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا أيتها الملائكية التى أنتقلتى فى هدوء وفى سلام .. ســـلام الله الذى يفوق كل عقـــــــل .. سلام الله للأم التى تعلمنا منها كيف يكون الحب والعطاء .. سلام الله للأم التى تحملت صليب المرض بصبر .. ورحلت بهدوء الملائكه .. سلام الله لمن كانت محبوبة عند الله .. وعند الناس .. فرفعها الله فى مجد إلى مرتبة القديسين ( سى 45 ) سلام الله للمحبوبة التى زفت إلى السماء .. على رجاء القيامه .. سلام الله الذى غمر وجهك الملائكى يا أمى بالنور والنعمة التى كانت تغمرك وأنت تتقبلين كل شئ بتسليم كامل متمثلة بأم النور الحقيقى العذراء القديسة مريم مثال ( الأمومة ) الأسمى حسب وصف قداسة البابا الشاعر الأنبا شنوده الثالث : لم يجد فى الكون أو آماله ... أى حسن إنما دنياه أنت
أنت يا أماه سر غامض ... أنت نبع من حنان حيث كنت
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا أيتها الصفصافة التى أنتقلتى فسقطت أوراق عمرنا الخضراء وأندحرت أحلامنا الوردية إلى صمت والنسيان واللهفة ورماد الذكرى وأمتلأت مقبرة الأسرة بدموعنا المنهمرة كالشلال وكالأمطار وكالسيول ....
ماذا يا أغلى الناس أقول ؟ ...
إنى أشعلت قناديل الهيكل يوم الثلاثاء الموافق 5 / 5 / 2009 الساعه الثامنه صباحا فى كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف البار شفيعتك ومليكتنا كلنا .. وملأت قنانى الزيت وأضأت الشموع بين رائحة البخور العطرة ورحت أصلى لكلية الطهر والقديسة فى كل شئ والمباركة فى النساء .. للزهرة النيرة .. غير المتغيرة ..والأم الباقية عذراء

آه يا أمى يا ينبوع العطاء
ماذا يفيدك لوعتى وبكائى ... هذا عزاؤك منذر بعزائى
أسديت عمرك للحياة فماوفت ... ومضيت للأبرار والشهداء
لهفى عليك وقد أتيت مودعا ... فبكيت فوق جبينك الوضاء
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا فقد أديتى رسالتكى على أكمل وجه ... لقد جئتى بالزيت إلينا ... حتى نضئ قناديلنا ... ونستمر فى صلواتنا ... وأتيتى بالألحان الكنسية العذبة لنا ... حتى لانتوقف عن ترتيلنا ... للرب إلهنا ... وجئتى بالقمح لنطحن خبزنا ... وجئتى بالورد والعصافير والفراشات لنرسم أحلامنا ... حقا ... لقد كنتى نبضا دافقا ملء وريدنا ... وكنتى نجما يزرع الطمأنينة فى كل جوانب حياتنا ... وطموحاتنا ... وآمالنا ... وكنتى شمسا تغمر الدفء فى قلوبنا ... عودى لنا ... عودى لنا ... عودى ... عودى ... مازلت أحبك جدا أفتقدتك ... وحدك من أحتاج إليها ... ماشكل العمر بدونك ؟ ... يا سر وجودى ... عودى ...عودى
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا أيتها السيدة العظيمة التى كان لسان حالها ماقالته راعوث لحماتها ( 1 : 6 و 17 )
أينما ذهبتى أذهب ... وأينما أقمتى أقيم ... شعبكى شعبى ... وإلهكى إلهى ... حيث تموتين أموت وهناك أدفن ... وليعاقبنى الرب أشد العقاب ... إن فرق بينى وبينك غير الموت ... !!!
آاااااااااااااااااااااااا اااه
لقد فرق الموت بيننا أيتها الأم الغالية ... فرق الموت بيننا ...
( لم يبق إلا أن يكفن بعضنا بعضا وأن يتسابق الأموات )
فرق الموت بيننا أيتها الأم الغالية ...
الموت يأخذ كل يوم واحدا منا ويبحث كل يوم عن ضحية الموت فى فنجان قهوتنا وفى مفتاح شقتنا وفى أزهار شرفتنا وفى ورق الجرائد والحروف الأبجدية
فرق الموت بيننا أيتها الأم الغالية ...
لو كان للموت أم لأدرك ماهو يتم البنين ... ولوكان للموت عقل سألناه !!! كيف يفسر موت الياسمين .... ولو كان للموت قلب !!! تردد فى أخذ أحبائنا الطيبين
ولكنه الموت نهاية كل إنسان ( جا 7 : 2 ) إنه الموت نصيب الجميع ( سى 8 : 7 ) والمعروف من البدء أنه حتمى ( سى 14 : 7 ) وإن أيامنا ظل عابر ولا رجوع لنا بعد الموت ( الحكمة 2 : 5 ) لأنه كما يقول البابا الشاعر الأنبا شنوده الثالث
فى طريق الموت نجرى كلنا ... فى سباق بعضنا إثر بعض
كبخار مضمحل عمرنا ... مثل برق سوف يمضى مثل ومض
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا يا أحب وأغلى مافى الوجود
إنى بعد إنتقالك ـــــــ يا أرق مخلوقات الله ــــــ أصبحت كطفل تائه ضاع من بين يديكى كيف أحيا بقية عمرى بدونك ؟ ـــــــ ياست الكل ـــــــ كالقلعة المكشوفة للريح ولكنى أتذكر إيمانك العميق الذى غرستيه فى نفوسنا بأننا نستطيع كل شئ فى المسيح وإن المسيح سينتهر الريح ( مت 8 ـ مر 4 ـ لو 8 ) وأنه بالمسيح تكثر تعزيتنا ( 2 كو 1 : 3 ـ 7 ) بإيمان وثقة وتسليم كامل لإرادة الرب الذى شاء وأسترد وديعته الأغلى التى لن ننساها مطلقا لأن الأيام السعيدة معدودة أما الإسم الصالح فإلى الأبد ( سى 41 : 13 )
وداعا يا أمى الحبيبة ...
وداعا يا أغلى الناس جميعا وداعا ... وداعا
لمن حفظت وصايا الرب وعلمتنا أن نعمل بها ... فحفظناها ... وكانت نبراسا ونهجا فى كل حياتنا ... وفى محبتنا لكى ... أيها الأم الرائعة ... وداعا أيتها الأم التى أمرنا الرب بإكرامها ( خر 20 : 12 وتث 5 : 16 ) وأحترمها ( لا 19 : 3 ) وأن لاننسى أنها تعرضت كثيرا للأخطار من أجلنا منذ أن كنا فى أحشائها ( طوبيا 4 : 3 و4 وسى 7 : 27 ) فمن يغضب أمه يلعنه الرب ومن أكرمها فهو كجامع الكنوز ومن أراح أمه أطاع الرب ( سى 3 ) لأن العين المستهزئه بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادى وتأكلها فراخ النسر ( أم 30 : 17 )
وداعا يا أمى الحبيبه ...
وداعا ونحن نتذكر لحظة أنتقالك المصحوب بالبخور والترانيم الملائكية ... كان إنتقالك هادئا ... أنفاسك تتلاحق كالنسمات ... وروحك البريئة يستردها الله حسبما شاءت إرادته له كل المجد والكرامة أن يسترد وديعته الغالية ... أمى ... همست فلم تجبى !!! فهتفت يا أمى وناحت بالنداء مشاعرى !!! ما بال قلبك ياحبيبه لم يجب ؟ والدمع يهمى من وريد محاجرى
وداعا يا أمى الحبيبه ...
وداعا يا أغلى مافى حياتنا ياربيع طفولتنا ... يابهجة أيامنا ... وداعا يا بهجة عمرنا ... وداعا
لقد كنتى تأتين بالربيع إلينا قبل أن تأتى به الأشجار إلى فضائات الطبيعة ... وقبل أن تعلن عنه العصافير والطيور الجميلة ... لقد كنتى تأتين بالنهار إلى عيوننا وأنتى تسهرين بيقظه علينا الليل كله ... بين قلق ... وأرق ... وسهد ... وجهد ... وصلاة ... ودموع ... تمسحين عن وجوهنا ظلام الليل وترشينها بحنين لسنين وياسمين ... الحنان والرياحين وترتيل المؤمنين
وداعا يا أمى الحبيبه ...
وداعا يا أغلى ما فى حياتنا ... وداعا يا أحلى مافى الوجود ... وداعا للتى حملت صليبها صابرة ... شاكرة ... بمشاعر إنسانه صافية ... وروحانية سامية وقدمت نفسها متمثلة بسيدها وملكها المصلوب وهى تحس إن الآلام المؤلمة هينة بإحتمال كبير لأن الألم مع المسيح ومن أجله أفضل لديها من الحياة لأجل الذات أو سعادتها الشخصية ... بل سعادتها الحقيقية كانت حين ترانا وترى الناس من حولها سعداء ... هذه هى السعادة الحقيقية
وداعا يا أمى الحبيبه ...
وداعا يا أغلى الناس جميعا ... وداعا أيتها الأكثر أمومة من جميع الأمهات

حقا أن الأم تاج على رؤس الأبناء لا يراه إلا اليتيم والأم أرق مخلوقات الوجود وطاقة حنان من قلب أم واحده كفيله بأن تضيئ الحياه كلها وحنان الأم وحبها الأزلى أكبر من الكلمات ولو أبحرنا بأعمارنا لن نوفى قطره واحده من بحار عطاء ووفاء الأم وهى كشمعه تذوب من أجل أطفالها .... حقا ما أعظم الأمومه
لقد حمل إبن عاق أمه العجوز ( التى لا تستطع الحركه ) على كتفه ليقتلها ويلقى بها إلى النهر ... وكان الطريق إلى النهر عباره عن بستان مليئ بالأشجار ... وكانت الأم طوال الطريق تقطع أغصان وأوراق الشجر بينما كان إبنها العاق يحملها على كتفه ليقتلها ويلقى بها فى النهر ... وضاق الإبن العاق بذلك وغضب وثار فيها متسائلا ... لماذا تقطعين أوراق الشجر هكذا .. ؟ ! فأجابته الأم بحنان وحنو وعطف لا مثيل لهم ... لكى لاتضل يا إبنى الحبيب طريق عودتك بعد أن تلقينى فى النهر .... حقا ما اعظم الأمومه وما أقسى أن يكون لدى الأم أبن عاق ... حقا إن لدغات ثعابين الأرض جميعا أهون من أن يكون للمرء أبن عاق ... ما أعظم الأمومه وما أعظم البر بالأم وإكرامها وما أروع عطاء الأمهات وحنينهن والبر بهن ... السيد المسيح له المجد وسط الآلام وأمه العذراء تنتحب تحت الصليب ... لم ينس أمه فأوصى بها تلميذه الحبيب يوحنا ( يو 19 : 27 ) وداعا يا أمى الحبيبه ... وداعا لمصباح بيتنا الذى أنطفأ وأضاء فى بساتين الملكوت الأبدى وتركتينى أواجه ظلام العالم وحدى ...إنى أواجه موتك وحدى ... وأبكى كالأطفال وحدى ... وأجمع كل ثيابك وحدى ... وأسقى الحمامات والدجاجات بسطح الدار وحدى ... وأعطر الريحان فى شرفتنا بأوجاعى وحدى ... وأشرب مر الصبار وحدى ... وداعا ... وداعا للقلب المملوء بالحنان والخير والعطاء ودفء المحبه للجميع

وداعا ... إنى بعد أن كنت أروى عطشى من ينابيع حنانك يا أمى صرت الآن أبلل عطشى بدموعى بالأنهار الملحيه .. والدموع الفياضه لاتطفى لهيب الفقدان .. والأحزان .. والآهات .. والحسرات .. والجراح .. التى لايضمها إلا إيماننا .. وصبرنا ..والحزن الذى لن ينتهى أبدا إلا بثقتنا التى لاشك فيها مطلقا فى أنك مع المسيح وذاك أفضل جدا ( فى 1 : 23 )
وداعا يا أمى الحبيبه ...وداعا لمن كانت تحمل فى داخلها قوة إيمانيه جعلتها تواجه كل المشاكل وتتخطى كل الصعاب متمسكه بالرجاء فى المسيح يسوع إله التعزيه والرأفه القادر على إقامة الأموات وقيامته أيضا من بين الأموات ... كانت تحمل فى داخلها قوة إيمانيه متوسطه بقلب يسوع الإلهى المملوء رحمه وراحه وحلاوه ورقه حد البكاء ... لقد بكى السيد المسيح عند قبر حبيبه لعازر وهو الرب الذى يمسح الدموع عن كل الوجوه ( إش 25 : 8 ) وعزى أختيه ( مريم ومرثا ) لأنه هو معزى الحزانى ( مت 5 : 4 ) لقد بكى الرب يسوع على أورشليم التى جاء ليفتقدها ويصنع فداء لشعبه ويخط للجميع طريق الخلاص الأبدى
وداعا يا أمى الحبيبه ... وداعا يا أغلى مافى حياتنا ..لقد تبدلت الأيام بنا .. ياست الناس .. وست الكل .. وست الدنيا .. تبدلت الأيام بنا .. صارت ضحكتنا التى كانت تغرد حولها العصافير باهته وكأنها مشحونه بالأوجاع تتحشرج فى صدورنا .. فى جوانحنا .. فى أحضاننا .. بعد أن تسربت من بين أصابعنا أزمنة الحلم وتلألأت بين مدارات عيوننا أمواج الملح .. ونحن نتوسل إلى الرب العظيم الذى لامثيل له ولا إله سواه الصالح الذى إلى الأبد رحمته ( 1 أخ 17 : 20 و 2 أخ 5 : 13 و 6 : 14 و 7 : 3 )
أن يهبك رحمه وراحه فمن غير الله قادر أن يرحم جميع البشر ( سى 18 : 13 )
وداعا يا أمى الحبيبه .. وداعا لمن كانت تردد دائما
أنا ذاهبه لأستريح ... بين احضان المسيح .. وداعا للتى عاشت حياتها فى مخافة الرب ومخافة الرب شرف ومجد وفرح وإكليل إبتهاج .. مخافة الرب تسر القلب .. تطيل العمر .. تفرحه .. تسعده .. ومن يخاف الرب تطيب آخرته .. وفى يوم موته ينال البركه .. فأصل الحكمه .. وكمال الحكمه .. وتاج الحكمه ورأس الحكمه مخافة الرب ( سى : 1 ) والذين يخافون الرب مثلك ــ أيتها الأم الغاليه جدا أحباء يبقون لأن رجائهم فى الرب وموتهم فى الإيمان بالرب مثلما كانت حياتهم فى مخافة الرب


وداعا يا أمى الحبيبه ... وداعا .. للقلب العطوف الذى فقدناه .. للنظره الحانيه التى كانت تزرع فى صدورنا الإطمئنان .. وداعا يارمز الحنان .. وداعا يامن تحملتى من أجلنا كل الأوجاع والمتاعب دون شكوى أو أنين .. بل كنت تكتمين الآه بين جوانحك حتى لانشعر بالأسى والقلق .. والخوف عليكى .. كم كنتى رائعه وأنت تضمينا إلى قلبك بشوق ولهفه .. بوجهك الذى تملأه النعمه حتى صار كالقمر المتألق بدرا .. يملأه بهاء مريمى أشرق على وجهك يا أمى من بهاء أم النور المكرمه من مشارق الشمس إلى مغاربها كلية الطهاره العذراء القديسه فى كل شئ والملكه الحقيقيه التى ولدت لنا مخلص العالم . ويصير فيض حنانك كنسيمات الفجر الصافيه وإبتسامتك كالشمس التى ترسل الضوء ليغمرنا بالدفء وبالنور وبالبهجه .. كيف سنواجه موتك أيتها الغاليه ؟ كيف ؟ من قال أنه موت إنه إنتقال .. إن إلهنا إله أحياء ليس إله أموات .. أجل ... إنك مازلت تعيشين بيننا فى أنفاسنا .. فى أحلامنا .. فى جوانب بيتنا .. البيت الذى ماكان دونك .. والذى لاشئ دونك
أماه كيف تركتى بيتنا عامرا وحواكى قبرا فى ظلام ترابه .. فالبيت قبر فى غيابك.. موحش .. والقبر منك يموج فى أطيابه
مازلتى يا أماه تعيشين بيننا ومازلنا نردد المزامير التى كنتى تحفظينها لداود النبى ومازلنا نقرأ فى الكتاب المقدس ونحفظ وصايا الرب ونعمل بها .. مازلت أحفظ نصائح أم لموئيل ملك مسا التى أدبته بها ( أم 31 ) مازلت أعمل بالوصيه .. لاتهمل نصيحة أمك ( أم 19 : 16 ؛ 23 : 22 ) ومازلت أحفظ وأعمل بكل الفضائل النقيه التى علمتنيها ـــ أيتها النقيه والتقيه ـــ التى كانت تردد دائما قول القديس بولس الرسول ( لى الحياه هى المسيح والموت هو ربح ) ( فى 1 : 21 ) والرب يسوع إنتصر على الموت بقيامته ووعدنا بالتعزيه أنا هو الرب معزيكم ( إش 51 : 12 ) لهذا نطلب منه أن يروينا من فيض مراحمه فهو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفه إله كل تعزيه ( 2 كو 1 : 3 )
وداعا يا أمى الحبيبه ... وداعا أيتها السيده العظيمه التى أحبتنا جدا .. وأحببناها جدا .. ونشتاق إليها جدا .. ونحتاج إليها جدا .. ونفتقدها جدا .. ولا نعرف شكلا للعمر بدونها .. وحزننا عليها لن ينتهى أبدا .. ودموعنا لن تجف أبدا ولا آهات الأنين ولا الحنين ونحن نبكيها بكاء الفراق الحزين .. لا .. لن نبكى لا .. فكل الرجاء وكل العزاء .. أننا نثق أنها بين أحضان القديسين ..ونحن نطلب مراحم الرب الذى يعزى جميع النائحين .. يارب أكرمنى بصبر غامرا وأرحم فؤادا مثقلا مما به وأظللنا فى ظل عرشك سيدى نلقى الحبيبه فى نعيم جنا به نطلب من الله ـــ يا أغلى الأمهات ـــ أن تجدى راحة فى فردوس النعيم وأن تنالى وعود الله الذى وعد بها المؤمنين الذين جاهدوا الجهاد الحسن ..ونتوسل للرب يسوع أن يمتعك بالحياه السعيده فى الملكوت الأبدى وأن يهب روحك الطاهره سلاما بعد أن دفن جسدك الطاهر بسلام .. وأن يهبنا نحن الخاضعين لأحكامه وإرادته الإلهيه طيب التعزيات وروح الصبر على فراقك الأليم وأن يعوض الرب الذين شاركونا العزاء أجرا سمائيا .. ويعزى جميع الحزانى والنائحين آمين
مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفه وإله كل تعزيه الذى يعزينا فى كل ضيقتنا حتى نستطيع أن نعزى الذين هم فى كل ضيقه بالتعزيه التى نتعزى نحن بها من الله ( 2كو 1 :3 ـ 5 )
ياأبانا السماوى يا إله العزاء والرأفه أيها الرب الذى بيده روح كل حى وبأمره الحياه والموت نتوسل لى حنوك الأبدى أن تهب عبيدك روح الصبر والرجاء وتعزى قلوبهم وتساعدهم ليسلموا أمرهم لإرادتك وليعلمهم روحك القدوس أن لا يحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم



رد مع إقتباس
Sponsored Links