عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذبيحة المحرقة עֹלׇה - الكتاب الثاني من دراسة تفصيلية في الذبائح والتقديمات في الك

كُتب : [ 05-30-2020 - 08:17 PM ]


[أ] المحرقة بتفاصيلها كما ذُكِرت في سفر اللاويين الإصحاح 1
· [1] إذا כִּֽי قرَّب יַקְרִ֥יב offer إنساناً منكم قُرباناً للرب [יהוָ֑ה يهوه] (آية 2)
فلنلاحظ قول الرب جيداً في تقديم هذه الذبيحة المهيبة جداً، إذ يُظهر هنا مسرة الرب في حرية التقديم بإرادة الإنسان واختياره الواعي (لأن الآية تُشير إلى الحرية في التقدمة من جهة القرار الشخصي = عندما أو متى قرِّب when، أو متى قَدّم قرباناً كَهَدِيّة = بناء على ذلك أي بناء على رغبة التقديم قرباناً ليهوه)، وهذا هو الشرط الأول في تقديم هذه الذبيحة الهامة للغاية، لأن الله قال بعد ذلك على فم أرميا النبي [هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: ضُموا محرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً. لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً وسيروا في كل الطريق الذي أوصيتكم به ليُحْسَن إليكم][1]، وقال أيضاً على فم هوشع النبي: [إني أُريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات][2]، وهنا يظهر التركيز على السماع الذي يُترجم عملياً بالطاعة وهي الركيزة التي تعتمد عليها هذه الذبيحة الهامة، لأن الأساس التي تُقدم هذه الذبيحة عليها، هو أن مُقدمها أساساً يحمل في داخله روح الطاعة بتكريس قلبي واعي لله الحي، لأن بدون روح الطاعة (العملية في واقعية حياة الإنسان بشكل مُعاش) لا تُقبل منه أي ذبيحة أو تقدمة، كما أنه لا يستطيع أن يُكرِّس قلبه تكريساً حقيقياً بدون الاستعداد القلبي التام للطاعة، حتى لو كان هناك خسارة لأي شيء في سبيل طاعة الله الحي، مثلما حدث في حالة إبراهيم حينما أطاع الله وخرج من وسط أهله وعشيرته، مع أنه خسر موطنه فعلاً ولم يعد إليه، بل طاعته امتدت حتى قبول خسارة ابنه الوحيد، لأن كل تقدمة طاعة ولها خسارتها الخاصة: لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً، بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ[3]
==========
وبناء على هذا نستطيع أن نفهم كلمة (قرَّب יַקְרִ֥יב إنساناً منكم قرباناً ليهوه) فكلمة قرَّب هنا هي كلمة طقسية شرعية أو قانونية مهمة للغاية، فهي تدل أولاً على أن هناك أحداث مهمة جداً ستحدث، وهو "فعل التقريب"، وهذا الفعل مقترن بالسمع، بمعنى أنه يسمع ليُطيع وينفذ لكي يستطيع أن يُقرِّب شرعاً أو بشكل قانوني، وثانياً تدل على مبدأ تقديم الأفضل والأحسن والأنسب، لأن التقدمة هنا مخصصة ليهوه القدوس العظيم المهوب المخوف المملوء مجداً، لذلك ينبغي أن تكون بلا عيب ومن أفضل ما يكون: [نوعية جيدة، كاملة بلا نقص حسنة جداً]، وليس ذلك فقط بل تُقدَّم بطريقة صحيحة تليق بمن ستُقدَّم إليه، وذلك من جهة الطقس والاتجاه، كما سنرى في باقي الإصحاح عن نظام تقديمها لتكون فعلاً للمسرة والرضا، لذلك نجد نحميا حينما أظهر طاعته للرب بكل غيرة حسنة وصنع تطهيراً وسط شعب إسرائيل أنه قال اذكرني يا إلهي بالخير: اذكرهم يا إلهي لأنهم نجسوا الكهنوت وعهد الكهنوت واللاويين. فطهرتهم من كل غريب وأقمت حراسات الكهنة واللاويين كل واحد على عمله. ولأجل قربان الحطب في أزمنة معينة وللباكورات فاذكرني يا إلهي بالخير.[4]
==========
ومن الملاحظ أن حينما يتم التقريب فأن القربان أو الذبيحة تتقدم المُقرِّب، بمعنى أن المُقرِّب يقف وراء الذبيحة التي يُقدمها، فالتقدمة دائماً تتقدم المُقرِّب للرضا عنه وقبوله، لأن التقدِّمة دائماً تُعبِّر عن مُقدمها، مثلما يُقدِّم إنساناً هدية لملك عظيم فأنه يختار الأفضل والأحسن والقيِّم، ليقف وراءه ويقدمه في محضر الملك، لأن هديته تتقدمه وتسبقه، فحينما يتطلع الملك على الهدية يرضا عنه، لأنه قدَّم ووهب ما هو عزيزاً في عينيه ومن أحسن وأفضل وأغلى وأثمن ما عنده (مما يملكه بشكل شخصي جداً)، وبصورة شرعية قانونية لائقة مُنظمة وليست فوضوية، ومن هنا نستوعب ونفهم معنى تعبير [طقسي]، لأن الكلمة تحمل معنى الترتيب والتنظيم، ولذلك الإنسان الروحاني دائم التنظيم والترتيب في حياته مع الله تلقائياً وطبيعياً، لذلك قال الرسول بكل وعي روحي لاهوتي متقن:
+ وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب[5]؛ فإني وأن كنت غائباً في الجسد لكني معكم في الروح فرحاً وناظراً ترتيبكم ومتانة إيمانكم في المسيح[6]؛ ونطلب إليكم أيها الإخوة انذروا الذين بلا ترتيب[7]؛ ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا.[8]
=========================
[1] (إرميا 7: 21 – 23)
[2] (هوشع 6: 6)
[3] (فيلبي 3: 8)
[4] (نحميا 10: 29 31)
[5] (1كورنثوس 14: 40)
[6] (كولوسي 2: 5)
[7] (1تسالونيكي 5: 14)
[8] (2تسالونيكي 3: 6)

رد مع إقتباس