عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 30 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:28 AM ]


[2] الحيوانات المستخدمة في الذبائح
أما الذبائح الدموية فاستُخدم فيها ثلاثة أنواع من الحيوانات ونوعان من الطيور
الحيوانات: البقر وثور البقر – الغنم – الماعز؛
الطيور: الحمام – اليمام

وكان الطقس يُشدد على أن تكون الذبيحة بلا عيب، وإلا تُرفض الذبيحة ويُرفض مُقدمها؛ لذلك كان الكاهن يهتم غاية في الاهتمام ويراعي بدقة فحص الذبيحة على ضوء النهار (في النور) ولا تُفحص في ظُلمة المساء أبداً، فكان يفحص أعضاءها عضواً، عضواً، وحتى بعد أن يذبحها، يظل يعمل فيها بسكينه على المذبح فاحصاً أحشاؤها، ولحمها، وعظامها بتدقيق شديد مع دقة الملاحظة حتى يطمأن تماماً أنها بلا عيب فعلاً، وحينئذ يُشعل النار ويُقدمها.

صحيح أن هذا يُشير إلى المسيح القدوس الكامل لأنه حمل الله الذي بلا عيب [1]، ولكن يلزمنا أن نتمعن متعمقين في كلمة [بلا عيب ἂ μωμος] وسببها لأن الرمز دائماً ليس فقط يُشير إلى المرموز إليه، بل ويحمل أيضاً شرحاً لعمل المرموز إليه.
فالطقس كان دائماً يُشدد جداً على أن تكون الذبيحة بلا عيب، حتى إذا وقف الخاطئ أمام الله معترفاً بخطاياه ويده على رأس ذبيحته يحس ويقتنع أن الله ينظر إليه في (عدم عيب) ذبيحته التي يقدمها عن نفسه، وفي نفس الوقت يكون عدم عيب الذبيحة إمكانية ضمنية بتحملها عيب المعترف بخطاياه، فتصير الذبيحة مستحقة للموت عوضاً عنه وتُدان فيها الخطية (في جسدها) بذبحها وإراقة دمها، أما هو فيخرج مبرراً من أمام الله معتوقاً من حكم الموت!
ولو تعمقنا في فكرة الذبيحة الحيوانية في الطقس القديم، نجدها لائقة جداً ومناسبة لعملها، إذ كان المطلوب منها تطهير الجسد فقط، والإعفاء من حكم الموت. أما من جهة إشارتها لذبيحة المسيح: فكانت في غاية الإحكام، إذ كان يُشترط فيها بعض الشروط الخاصة.

=================================
[1] [ἂ μωμος – بريء، بلا لوم، بلا عيب، بلا خطأ – blamelessWithout blame، والمعنى يحمل أنه لا يوجد فيه ما يستحق التوبيخ عليه، لا يوجد فيه علة تستحق اللوم – ليس له مسئولية عن خطأ أو فشل – أنظر يوحنا 1: 36]

رد مع إقتباس