عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 28 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس المقدمة العامة

كُتب : [ 05-30-2020 - 07:27 AM ]


[4- د] مفهوم الدم القرباني:
في الأساس موضوع إراقة الدم أو سفك الدم قد استخدمت مرة واحدة في العهد الجديد [وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة ] [1] وهي ترجع في الأثاث إلى ميثاق العهد في سيناء – كما رأينا سابقاً في بداية دراستنا في [خروج 24 : 5 – 8]، ومن المؤكد أيضاً أن كلمة إراقة الدم أو سكبه تتضمن أيضاً سكب الدم على قاعدة المذبح كما نرى في: [خروج 29: 12 ؛ لاويين 4: 7 ،18 ، 25، 30، 34؛ لاويين 8: 15، 9: 12]، ويرشه على شعب إسرائيل كما في [خروج 24: 8؛ عبرانيين 9: 19]، ونجد أن في عبرانيين 11: 28 أن سكب الدم يُشير إلى ذبيحة عيد الفصح كما في: [خروج 12: 7، 13، 22 – 23].

عموماً قد أخذ العهد الجديد مفهوم الدم القرباني من العهد القديم ووضح القصد منه:
[هكذا يدخل الكهنة إلى المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة. وأما إلى الثاني (قدس الأقداس) فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يُقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب.. وأما المسيح وهو جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة، وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يُقدس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي..
موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس أخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصُوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب، قائلاً هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به. والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة.. لأنه لا يُمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا.. وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية.. بالإيمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي أهلك الأبكار] [2]

حيث أن دم الذبائح الحيوانية يُشير إلى موت المسيح الكفاري الذي صنع الصلح بدم صليبه الذي يعطي المغفرة والتقديس عن قوة واقتدار، مؤسساً لنا سلاماً مع الله قائماً على ذبيحة ذاته مُثبَّت لا يتزعزع، مُدعماً العلاقة مع الله بشخصه بصفته وسيط عهد جديد، إذ اتحد بنا اتحاداً حقيقياً (حسب التدبير الخلاصي) وجعلنا واحداً معه (بلا امتزاج أو اختلاط أو تغيير) بتجسده وصلبنا معه وداس الموت بموته وأقامنا معه وأصعدنا معه، ودخل بدم نفسه للأقداس فوجد لنا فداءً أبدياً كما قال القديس بولس الرسول.

فدم يسوع المسيح يحتل المركز الأول والرئيسي في العهد الجديد، فنجد عند افتتاح رسالة القديس بطرس الأولى يقول: [بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغربين من شتات بُنْتُس وغلاطية وكَبودوكية وآسيا وبيثينية المُختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح. لتكثر لكم النعمة والسلام] [3]

كما نجد أيضاً الإشارات الكثيرة المصحوبة بكلمات توضح قوة فعل دم يسوع المسيح وقوته وتفوقه بل وتميزه عن العهد القديم الذي كان يُشير إليه بكل طقوسه وذبائحه فيأتي كمصطلح تأكيدي على دم المسيح بهذه الطريقة:
دم يســوع: [عبرانيين 10: 19؛ 1يوحنا 1: 7]
دم المسيح: [1كورنثوس 10: 16؛ أفسس 2: 13؛ عبرانيين 9: 14]
دم الــــرب: [1كورنثوس 11: 27]
دم الحــمل: [رؤيا 7: 14؛ 12: 11]
وكل هذا يشتق معناه في الأساس من ذبائح يوم التكفير من سفر لاويين الإصحاح 16. وهو دم قرباني والذي يتمثل في طاعة ربنا يسوع المسيح في الجسد للآب، كما قال الرسول:
[لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً] [4]؛ [وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب] [5]؛ [مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به] [6]
وأيضاً هو الذي أعطى الذبيحة الحقيقية من أجل إزالة الخطايا وطمس ملامحها الخفية والظاهرة بكل سلطانها وآلامها ومعاناتها وأعطى المصالحة التامة والكاملة مع الله بحيث لا يعوزنا أن نقدم أي شيء آخر لله حتى ولو كانت أعمالنا، لأنه بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس: [لا بإعمال في برّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس [7]] وذلك بالطبع لأن [المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير مصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً] [8]

+ عموماً يسوع بذبيحة نفسه كحمل الله، وسفك دمه الطاهر، حررنا نحن بصفتنا شعب الله الجديد، أي الكنيسة، الذي اقتناها بدمه الكريم [احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه] [9]، وصار لنا فيه الفداء:
+ [الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته [10]؛ عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى ، بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح [11]؛ وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه][12]
وصار لنا به قوة الغلبة والنصرة الدائمة على عدو الإنسان الأول أي الشيطان:
+ [الآن صار خلاص إلهنا وقدرته ومُلكه وسلطان مسيحه لأنه طُرح المُشتكي على إخوتنا الذي كان يشتكي عليهم (من جهة ضمير الخطايا – عبرانيين 10: 2) أمام إلهنا نهاراً وليلاً، وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت] [13]
ودم المسيح يظهر برّ الله من أجل الصفح عن الخطايا وتطهير القلب منها، ويبرر كل من يؤمن، وينال قوة خلاص ومصالحة أبدية مع الله:
+ [متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار برّه في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هم من الإيمان بيسوع] [14]؛ [فإذ تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.. لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين (حسب التدبير) لأجل الفجار.. الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كُنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المُصالحة] [15]

وفي هذه الحالة فأن دم ربنا يسوع يطهرنا من خطايانا دائماً عندما نعترف بها أمامه:
+ [ولكن أن سلكنــا في النــور كما هو في النـور فلنا شركــة بعضنا مع بعض ودم يسـوع المسيـح ابنه يطهرنــا من كل خطيـة. إن قلنا إنه ليس لنا خطيـة نُضل أنفسنـا وليس الحق فينـا. أن اعترفنــا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنــا من كل إثم[16]؛ يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه[17]؛ وأجاب واحد من الشيوخ قائلاً لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن أين أتوا؟، فقلت له يا سيد أنت تعلم. فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف] [18]

ودم المسيح أيضاً يطهر ضمائرنا ويغسلها من كل الأعمال الميتة حتى أنها لا تلومنا ونخدم الله الحي بقداسة وتقوى حسب قصده متممين مشيئته بسهولة:
+ [فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي[19]؛ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله، لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي[20]؛ وهم مطهرون مرة لا يكون لهم أيضاً ضمير خطايا] [21]

ولنلاحظ أن في العهد القديم، كانت المصالحة والتطهير مختلفان، مع أنه كان لهما ذات العلاقة والأعمال. فالمصالحة تُنتج من تقديم الدم القرباني إلى قدس الأقداس في يوم التكفير الذي يتم مرة واحدة في السنة [فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب][22]؛ أما التطهير فكان من الممكن بلوغه في أي وقت من السنة، وكان يتم خارج قدس الأقداس. أما في العهد الجديد فكلاهما معاً في وقتٍ واحد يتمان في الخلاص بدم المسيح، فالكفارة قدمت مرة واحدة وإلى الأبد بذبيحة ربنا يسوع الواحدة الوحيدة، الذي منها يتم تطهيرنا الدائم وإلى الأبد، ففي دم يسوع تكمن قوة التقديس الدائم [فأن الحيوانات التي يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تُحرق أجسامها خارج المحلة، لذلك يسوع أيضاً لكي يُقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب] [23]

وبذلك صار يحقق لنا القرب من الله بشكل أعمق واشمل من العهد القديم بالرغم من أننا كأمم لم يكن لنا عهود ولا معرفة بالله حتى على مستوى الطقس القديم الذي هيأ القلب لعمل المسيح الرب الخلاصي، وقد كنا غرباء عن رعوية إسرائيل كشعب الله المختار:
+ [لذلك اذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً في الجسد المدعوين غُرله من المدعو ختاناً مصنوعاً باليد في الجسد (الإسرائيليين). أنكم كُنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا إله في العالم، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط (بين الأمم وشعب الله) أي العداوة. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً. ويُصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به. فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين، لأن به كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب. فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله][24]؛ [فإذ لنا أيها الإخوة ثقة (على أساس سر المصالحة في المسيح) بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع][25]
===================================
[1] (عبرانيين 9: 22)
[2] (أنظر عبرانيين 9، 10، 11: 28، 13: 11)
[3] (1بطرس 1: 1 – 2)
[4] (رومية 5: 19)
[5] (فيلبي2: 8)
[6] (عبرانيين 5: 8)
[7] (تيطس 3: 5)
[8] (عبرانيين 9: 11 و12)
[9] (أعمال 20: 28)
[10] (أفسس 1: 7)
[11] (1بطرس 1: 18 – 19)
[12] (رؤيا 5: 9)
[13] (رؤيا 12: 10، 11)
[14] (رومية 3: 22 – 26)
[15] (أنظر رومية 5: 1 – 11)
[16] (1يوحنا 1: 7 – 9)
[17] (رؤيا 1: 5)
[18] (رؤيا 7: 13 – 14)
[19] (عبرانيين 9: 14)
[20] (عبرانيين 10: 19 – 22)
[21] (عبرانيين 10: 2)
[22] (عبرانيين 9: 7)
[23] (عبرانيين 13: 11 – 12)
[24] (أفسس 2: 11 – 19)
[25] (عبرانيين 10: 19)

رد مع إقتباس