عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 11 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك في التدبير الروحي - الصوم والنسك من جهة التدبير الروحي وضبط النفس

كُتب : [ 05-28-2020 - 08:31 AM ]


* أعظم خطية مخربة للنفس *
أعلموا يقيناً أن أعظم خطية تُخرب النفس وتفسد كل ما تقوم به من أعمال روحية بل وتجعلها جسدية وثمرها معطوب هي خطية عدم الإيمان بمواعيد الله، وهي التي تولد الاستهانة بالتحذيرات الإلهية وتخفيف معانيها وتحويرها فتدل على أعمال الجسد في تلك النفس الشقية والتي لا تدرك الفخ الواقعة فيه، لذلك ينبغي ان ننتبه في صومنا ونجعله صوم التقوى ومخافة الله واحترامه كأب وسيد، محترمين كلمته منتبهين لتحذيراته، لأننا ونحن في الجسد معرضين للتيه والتغرب عنه لو استسلمنا لفخ الشيطان الضارب هذا الجيل في مقتل، وأوقعه في فخ الاستهتار والتهاون الذي بدأ بالكسل والسعي لراحة الجسد، فمسخ التعليم الإلهي كله ليصير لحساب الجسد، فصارت ثماره الروحية معطوبة ولم يستطع أن يُعاين الله بل تغرب عنه بشكل روحي في ممارسات كلها جسدية مع أنها ترتدي قناع الروح، فوعظ اليوم والتعليم المقدم تعليم غريب عن روح الإنجيل بالرغم من أنه يشابه تعليم الروح لكنه معتمد على أنصاف حقائق شكلها مفرح للنفوس لكنه معطل لانطلاقها الروحي السليم.

==========
فالصمم الروحي الذي أصاب معظم هذا الجيل وجعله لا يستمع لكلمة الحياة البانية للنفس وصار غير قادر على أن يحيا بالوصية ولا يستطيع ان يضبط نفسه بالروح ويُميت أعمال الجسد الظاهرة التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. (غلاطية 5: 19 – 21)

==========
فللأسف معظم الأجيال الجديدة لا تهاب الله ولا تخافه، لا تتقيه، غير عالمة أن الخطية خاطئة جداً، فيميل معظم وغالبية هذا الجيل نحو التعليم القائل أن المؤمن لا يهلك، وهو تعبير سليم وصحيح من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية فكيف لا يهلك من يقول إنه مؤمن وهو يحيا في الشرّ والخطية بدوام واستمرار مستهتراً بتحذيرات الله في كلمته التي حورها البعض لمعاني أُخرى لتخفيفها وتدعيم أعمال الجسد بتصوير أنها متجذرة في الإنسان وهي أساس حياته، فما هو هذا الإيمان الذي يترك الإنسان على حاله الأول، يحيا في الآثام والشرور مشتركاً فيها مع العالم، لأن ما هوية هذه الحرية التي حررنا المسيح الرب بها ونحن ما زلنا خطاة؟ حياتنا الجديدة المستنيرة التي ندعيها مثلها مثل حياتنا القديمة بكل ما فيها من أوجاع الخطايا والآثام، فكيف تبنا ورجعنا لله الحي وما زالت حياتنا كما هي لم يحدث فيها أي تغيير من ناحية الحياة العملية والسلوك حسب الوصية؟ فما هو إيماننا بالمسيح والحال هو الحال!

==========
أرجوكم انتبهوا لأن هذا التعليم ليس فيه بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، بل هو مفسدة، مثلما ما يفسد الأب والأم ابنائهما بكثرة التدليل حتى يصلوا للاستهانة بهما، وينشئوا على التسيب والكسل والإهمال وعدم احترام الآخر وعدم تحمل المسئولية والحياة بلا ضابط ولا رابط، وبالمثل هكذا في الحياة الروحية حينما يحيا الإنسان بالتدليل الذي يولد استهتراً في النفس فيحدث انفلات ظاهر في الجسد وعدم ضبط الحياة كلها، والاستهتار هو المجال الواسع التي تنشط فيه كافة أنواع الشهوات والخطايا، حتى يتولد في القلب قساوة ليس لها علاج في النهاية، لأن القساوة – حسب طبيعتها – تهزأ بالإيمان وكل مفاهيم الروح ومواعيد الله، لذلك فأن عدم الإيمان هو عداوة لله المعبر عنه في الكتاب المقدس بالارتداد عن الله الحي لذلك يقول الرسول: فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة. لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد. لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يُبطئ. وأما البار فبالإيمان يحيا، وأن أرتد لا تُسرّ به نفسي. وأما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس (عبرانيين 10: 35 – 39)

رد مع إقتباس
Sponsored Links