عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الطريق المسيحي الأصيل، اتبعني - التبعية (موضوع كامل عن المفهوم الصحيح لحمل الصليب

كُتب : [ 04-28-2018 - 08:52 AM ]


والاخلاء بالطبع لا يقتصر فقط على الأموال والغنى،
بل أيضاً على كل علاقة عاطفية نفسية داخليه مهما ما كانت مشروعة، أو يضعه في مكانه أولية عُليا مهما ما كان هذا الشخص: أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو أولاداً أو حتى أصدقاء أكثر من المسيح، لذلك نجد أن الرب ربط بين المحبة العاطفية الإنسانية الطبيعية كعائق للتبعية، وبالتالي معوق رئيسي في حمل الصليب:

وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي»، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ». مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. (متى 8: 21، 22؛ 10: 37، 38)
وذلك لأنه ينبغي أو يتحتم أن يكون الرب أولاً وسباق على كل عاطفة، أي سباق وأعلى وأسمى من أشرف علاقة في الوجود، وهي عاطفة الأبوة والأمومة بل والصداقة أيضاً، وهذا ما فعله إبراهيم أب الآباء وأب الإيمان، إذ أولاً استمع لكلام الرب عن أنه يترك بيت أبيه وعشيرته ويذهب للأرض التي يُريها لهُ، فأطاع ولم يتساءل أو يتناقش أو حتى يحاول أن يفهم، بل خرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب، كما أنه أيضاً تخلى عن أبوته من أجل الله، واستمع لصوته ليقدم ابنه للموت بمسره كمحرقة للرب، وبكونه صادق بكل قلبه، لأنه لم يعتبر هناك شيء عزيز أو أثمن من الله عنده، فكان مستعداً على الدوام أن يُقدم أي شيء مهما ما كان غالي أو ثمين، بل ويترك ويتخلى عن كل شيء، حتى ولو كانت أسرته وكل ما عنده للرب دون أدنى تردد أو تراجع، فنال البركة من فم الله الحي، ونالها بقسم، أي بختم إلهي صادق، وهكذا نحن أيضاً ننال البركة حينما نسمع قوله متممين دعوته وننكر أنفسنا ونحمل صليبنا كل يوم ونتبعه:
وَقَالَ: "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ. وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تكوين 22: 16 – 18)
+ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ، أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ»، فَأَجَابَ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ، اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ». فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.
فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!». فَتَحَيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ أَيْضاً: «يَا بَنِيَّ مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ! مُرُورُ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!».
فَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ». وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ. إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَالآخِرُونَ أَوَّلِينَ» (مرقس 10: 17 – 31)
فانظروا يا إخوتي القُراء ودققوا جداً في الإنجيل، لاحظوا بدقة كلمات الرب [بع كل ما لك وتعالى اتبعني حاملاً الصليب]؛ [يأخذ مئة ضعف مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية]، فهذه هي المرحلة الأولية والبداية الحقيقية في الطريق الإلهي، لأن لو وعينا هذه الخطوة الأولية (ينكر نفسه – يخلي ذاته) وعشناها حسب قصد الرب كما هي، سننتقل بسهولة لمرحلة حمل الصليب بدون مشقة، لأننا منذ البداية تهيأنا لحمل الصليب، لأن بدون إخلاء، وبدون الترك والتخلي عن كل ما للنفس من رغبات وشهوات ومتطلبات، أو أي اتكال أو فرح خاص بها أو أي تمسك بأي لذه أرضية أو اتكال أو محبة لآخر أكثر من المسيح، فأننا لن نستطيع أن نتبع المسيح الرب ونحمل الصليب، بل سيصير حِملاً ثقيلاً جداً علينا، يُحطمنا ويسحقنا ويُدمرنا، فنصرخ ونشتكي من ثقله، بل وسنقاوم الوصية ونحور معناها لنهرب من تتميمها، وفي النهاية ستتحطم نفسيتنا ونحيا في هم وغم ونكد دائم وشكوى مُرة لا تنتهي إلى القبر، لكن أن أنكرنا أنفسنا سنفرح بالصليب وندخل في سرّ مجد القيامة بعد أن ندخل في محنة ضيقة شدة آلام الصلب مع المسيح ونحتملها بصبر الإيمان وبالأمانة للمنتهى.
حقق ما نطقت به، وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك؛ لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ. (سيراخ 29: 3؛ رؤيا 2: 10)

رد مع إقتباس