عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية kiko
kiko
ارثوذكسي بارع
kiko غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 17
تاريخ التسجيل : Apr 2007
مكان الإقامة : stdemiana-avatomas.net
عدد المشاركات : 2,435
عدد النقاط : 11
قوة التقييم : kiko is on a distinguished road
Unhappy الموت يقف مرتعباً

كُتب : [ 04-16-2007 - 06:28 AM ]





لأن خطية الانسان هى كسر للوصية، حتى و قبل أن تكون هناك وصية صرخ يوسف البار قائلاً: كيف أصنع هذا الشر العظيم و أخطئ إلى الله. إن الخطية أياً كانت فهى فى مجملها موجهة لشخص الله نفسه. بالخطية نعلن عصياننا لله و عدم محبتنا له. بالخطية نشكك فى الله و فى قدرته و فى وجوده فى كل مكان. و فى الخطية لا نكترث بالله و بوجوده و نصنع الشر العظيم فى وجهه.

لذلك فالخطية أياً كانت فهى موجهة لشخص الله، و بحجم الخطأ يجب أن تكون العقوبة و الكفارة. فما دامت الخطية موجهة لشخص الله، فلا يكفر عنها إلا من يكون مساوياً لله. و حيث أنه لا يوجد من هو مساوياً لله فقد كان يجب أن يموت الله نفسه كفارة عن خطايانا. و حيث أن الله لا يموت فقد كان يجب أن يتحد اللاهوت بالناسوت حتى يموت كفارة عن خطية آدم و حواء و خطايا العالم أجمع.

و لكن هناك مشكلة رهيبة و هى أن الموت نفسه وقف مرتعباً من الإله المتجسد، لا يقوى حتى على الاقتراب منه. الموت ذلك المرعب الجبار الذى لا يستطيع أحد أن يهرب منه أو ينتصر عليه، وقف عاجزاً فى وجه الخالق رب المجد يسوع المسيح. صعد السيد المسيح على عود الصليب بإرادته وحده محققاً العدل و الرحمة فى آن واحد، و لكن كان يحب أن يموت. و كيف يموت و الموت لا يستطيع أن يقوى عليه؟!

لذلك نجد أن الانجيل يذكر مدققاً أن السيد المسيح نكس الرأس ثم أسلم الروح. و الطبيعى أن الموت يسبق تنكيس الرأس، و يكون تنكيس الرأس نتيجة لموت الانسان. أما فى حالة رب المجد يسوع المسيح فقد رأى الموت واقفاً مرتعباً لا يقوى على الاقتراب من شخصه القدوس. لذلك فقد قام السيد المسيح بتنكيس رأسه و كأنه يأذن للموت بالاقتراب منه ليسلم الروح.

أين شوكتك يا موت؟؟
أين قوتك؟
أين جبروتك؟
إنك بكل سلطانك هذا لم تقو حتى على الاقتراب من رب المجد المصلوب المهان المعير المعذب.
لم تستطع الاقتراب منه حتى و إن كان يبدو فى أضعف حالاته.
و لكن السيد المسيح أعلن قوته و سلطانه و إنه ليس بالضعيف كما يبدو فصرخ بصوت عظيم ليعلن أنه ما زال الله القوى الذى لا يموت.
صرخ بصوت عظيم ليعلن أنه الإله المتجسد.
صرخ بصوت عظيم و نكس رأسه ليأذن للموت بالاقتراب.
نكس رأسه ثم أسلم الروح بإرادته وحده.
سلمها للموت كى يحملها كما يحمل أرواح الذين سبقوا إلى الجحيم.
و لكن فى هذ المرة كان الموت يحمل روح السيد المسيح و هو مرتعباً.
يحملها مرتجفاً خائفاً إذ كيف و هو مخلوق يحمل روح الخالق.
و لذلك حينما وصل إلى الجحيم إختفى الموت فى أحد الزوايا يشاهد مشهداً لم و لن يشهده مرة أخرى. مشهد الشيطان و هو آت ليقبض على الروح التى حملها الموت إلى مملكة الجحيم,
مشهد الشيطان و هو يصرخ مفزوعاً مرعوباً من تلك الروح التى إنتصرت على الموت و ذهبت إلى الجحيم بإرادتها.
صرخ صرخة تنم عن ألم و مرارة. ألم من تلك الروح التى سحقت رأس الحية، و مرارة الهزيمة أمامها.
كل ذلك و الموت يقف جانباً مرعوباً و مرتعباً من هذا المشهد الفريد العجيب.

لذلك يقول الكتاب: أين شوكتك يا موت؟!! أين غلبتك يا هاوية؟!!

و لقد أعطانا السيد المسيح هذا السلطان نفسه إذ أن الموت بالنسبة لنا لم يعد سوى الوسيلة التى ننتقل بها من العالم الفانى إلى المجد الأبدى إن أحببنا وصايا الله و حفظناها. لم يعد للموت رهبة و لا قوة على الذين يحبون الله. لذلك فشل الولاة و السلاطين فى إقصاء المسيحيين عن إيمانهم بإرهابهم بالموت و ذلك لأن المسيحى الحقيقى لا يرهب الموت .. إذ كيف يرهبه بعدما رآه واقفاً خائفاً مرتعباً جباناً لا يقوى على الاقتراب من السيد المسيح المصلوب إلا حينما أذن له بعدما نكس الرأس.



رد مع إقتباس
Sponsored Links