[aymonded]

أحب بس أضيف سيرة القديسة المدعوة " الهبيلة " التي صورتها الأفلام مشوهة سيرتها المقدسة بشكل لا يصح أو يليق لأنهم رسخوا في ذهن الناس ما هو غير حقيقي لأنهم لم يفحصوا سيرتها العطرة بالحس الروحي بل بحسهم الغير منضبط والغير فاهم مشيئة الله :
[ هي راهبة قديسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وكانت الراهبات رفقائها في الدير يستهزئن بها ويدعونها " الهبيلة " ( وهي ليست كذلك على الإطلاق ) ، حتى الأم الروحية للدير " تهينها وتُعيَّرها " وكادت أن تطردها من الدير ( غالباً بناء على وشاية الأخوات الراهبات المستهزئات بأختهم المسكينة ، وهذا يبين المفارقة الشديدة بين قامة هذه الراهبة ( الهبيلة ) وبين تدني مستوى سيرة هؤلاء الراهبات ) ، حتى ساق روح الرب الذي للقديس أنبا دانيال ( الذي قيل عنه إنه كان قديساً حكيماً ذا إفراز روحي وبصيرة داخلية حادة ) أن يتوجه لهذا الدير الذي كان أباً روحياً له ليكشف خفايا سيرة هذه الراهبة التي لم تكن تدَّعي الجنون ( كما صورها - للأسف فيلم فيديو عنها – وهذا التصوير المخالف للحقيقة ، هو امتهان صارخ جداً لأصالة قداسة هذه القديسة الحلوة ) بل كما تقول السيرة أنهم هم اللذين [ كن يقلن عنها أنها " هبيلة " ، " مجنونة " ] . وغالباً كان ذلك غيرة منهن لها لأنها فاقتهن في محبتها وطاعتها واحتمالها واتضاعها وخدمتها لهن جميعاً .

وفي عتمة الليل وقفت تُصلي كالمعتاد – بعد أن أطمأنت أن جميع الراهبات " نيام " – وكانت صلاة بالروح وفي أعلى درجات الاتصال بالله ، واستطاع الأب القديس دانيال ببصيرته الروحية النفَّاذة أن يرصدها خفية ، فأيقظ راهبات الدير وأُمهٌنَّ وجعلهن يُبصرون هذه التي يدعونها " الهبيلة " وحالها الحقيقي بالنسبة لحالهن المزري . ولما انكشف أمرها لهن هربت من الدير ، لئلا تنال التكريم بدل الإهانة !

( ممكن الرجوع لهذه السيرة العطرة – التي ظلمها الفيلم كما ظلمها أخوتها الراهبات ونظلمها نحن أيضاً وندَّعي أن الجنون قداسة – في السيرة الدقيقة عنها التي كتبها تلميذ القديس أنبا دانيال الذي كان يرافقه في افتقاده لهذا الدير – " بستان الرهبان " المطبوع سنة 1953 ، الجزء الثالث ، صفحة 124 – 126 )