رد: أسئلة تخص بعض تصرفات القديسين!!
كُتب : [ 04-04-2011
- 11:23 AM
]
سلام لنفسك يا محبوب الله والقديسين الحلو والمبارك من الله في سر محبته وقبوله للجميع
أولاً من يعرف الرب وتأصل في الحياة الروحية لا يصل لحال الكذب على الإطلاق ، ولكن هناك حالات خاصة يهرب فيها الإنسان مثل القديسة التي تنكرت في شكل راهب لأنها تهرب من أسرتها ولو ذهبت لمكان للراهبات سيتعرف عليها الناس ويصل إليها أهلها وذويها ، لأنها تهرب من غصبها على الزواج وهي تريد أن تكرس نفسها للرب ، والله في النهاية يقبل محبتها رغم من أنها في البداية كذبت - حسب رؤيتنا وحكمنا نحن على الناس حسب رؤيتنا الشخصية وليس بحسب فحص القلب وميزانه بالمحبة أمام الله - ولكنها عاشت بكل صدق وإخلاص ومحبة لله ، وهي لم تقم بالصلاة أو تُرسم كاهن ، ودخول الهيكل والوقوف أمام المذبح للتناول ليس بخطية لأن الله قَبِلَ الكل وفتح الأقداس العُليا والروح القدس يحل في آنية الجميع بدون اعتبار للجنس ، ولكن الخدمة للرجل ليس لأنه هناك فرق بين مرأة ورجل ، بل لأن الرجل يمثل المسيح والمرأة الكنيسة ، والرجل خُلق أولاً ثم حواء لنفس ذات الحقيقة ، فالرجل هو رأس المرأة وهما معاً في جسد واحد لا ينقسم ، وهذا الانقسام المروع بينهما بسبب دخول الشر إلى العالم ، وهما الأثنين كانوا في محضر الله وشركة المحبة ....
ثانياً : موضوع أن حد يكون له موهبة ويريد أن يخفي فضائلة عن الناس بالشتيمة والسب هذا في منتهى الخطورة لأنه يُهين الله أولاً والروح القدس الساكن فيه ، وهذا ضد مشيئة الله وعمله لأنه لا يصح أن يصدر هذا من شخص يتقي الله ويشهد له ، ثم من يريد أن يخفي فضائلة يعني انه يشعر - في نفسه - أن له فضائل لذلك يريد أن يخفيها عن الناس وهذا إحساس خطير ليس من الله قط ، لأنه لو كان يدرك أن ليس له الفضل في شيء ما كان يتصور في قلبه أن له فضيلة ويحاول أن يخفيها لأن مَن مِن الناس أو البشر جميعاً يملك شيئاً من الفضائل في ذاته إلا إذا كانت نعمة من عند الله وثمر الروح القدس فيه !!!!
ولا تنسى أن كثيرين سيقولون للرب في مجيئة ، ألم باسمك تنبأنا وأخرجنا شياطين وشفينا مرضى ، فيقول لهم اذهبوا عني يا فاعلي الإثم إني لا أعرفكم ، فكيف يتفق روح الله وعمله في النفس مع الإثم والخطية التي يرفضها ولا يقبلها وبسببها مات الإنسان ووقع تحت سلطان الموت ودخل فيه عنصر الفساد بسببها ، فهناك فرق بين من هربت لأجل أن تحفظ نفسها في تكريس حياتها للرب فتنكرت في زي راهب وقبلت أن تُلغى أنوثتها ( وهذا صليب لا تحتملة أي إنسانة عادية إطلاقاً ، لأنك لا تتخيل مدى المعاناه التي عاشتها محبة في سيدها المسيح الرب ) ، وبين من يحيا بالإثم والخطية والأفلاظ البذيئة بحجة أنه يخفي فضائلة التي ليس له فضل فيها ، مع ملاحظة أنه يوجد أناس لم يكن لهم حظاً وافراً من التعليم فممكن يتفوهوا بألفاظ ( ليست شتيمة بالطبع ) بل ألفاظ غير راقية أو كلمات شعبية جداً وتصرفات حسب شخصيتهم ، ولكن هذا حسب طبيعته البسيطة ، ولكن شتيمة وألفاظ بذيئة وضرب الناس أو إهانتهم هذا لا يتفق قط لا مع حياة راهب ولا مع حياة القداسة قط ، بل هو ضد الوصية وكلمة الله وعمله وفي النهاية يصب في الكبرياء لأنه يعتبر نفسه صاحب الفضيلة وليس الله ويُريد أن يُخفيها مثل الذي أخذ الوزنة ويريد أن يخفيها لذلك نعته الرب يسوع بالعبد الشرير والذي لم يعمل بما أعطاه الله ولم يمجد اسمه وسط الناس ليكون لله الفضل والمديح ، لأن الناس لن تقول حقاً فيه الله بل سيمدحون ذاته ويمدحون أنه يخفي فضائلة والتي يعتبروها فضائله الشخصية وليست فضائل الروح !!!
وبعدين الراهب اللي عايز يهرب من مديح الناس لا يجلس وسطهم بل ليذهب لقلايته في هدوء مبتعداً عن الناس ويعمل بموهبته لحساب مجد المسيح ولا يطمرها بدون أن يجعل الناس تمدحه أكثر ويشعر بذاته ويخبي فضائلة بالشر وكلام لا يليق بأولاد الله الذين يشهدون للحق ولا يهمهم مديح أو ذم الناس بل يهمهم أن يتمجد اسم الله الحسن وليس بسببهم يُجدف عليه ، لأننا صورة الله ومثالة أمام الناس وشهادة لعمله فينا ، وكيف نشهد له بما لا يتفق مع الإنسان العادي والعائش في العالم وله مبادئ تربى عليها فكم نكون نحن الذين دُعيَّ علينا الاسم الحسن والله يستحيل يقبل شر ويتعامل معه ....
ثم أيضاً هناك أُناس ليسوا أصحاب مواهب ودخلوا الرهبنة خطأ ولهم خطايا واضحة تتبعهم ، ولكون الناس تقدس الزي الرهباني ولكي يبرروا أفعال هؤلاء وبتمجيد الرهبنة وباعتبار أن من يدخل الرهبنة أصبح قديس فأنهم يشيعون عنهم أنهم قديسين يخفون فضائلهم ، وبالطبع لأن الأديرة انفتحت على العالم لذلك تظهر هذه الصورة المشوهة لبعض من هم لم يحيوا لله ويحفظون نذر رهبنتهم لأنهم في الأساس لم يدخلوا بناء على دعوة من الله واضحة فصاروا في ملامة من الضمير ومن الله والناس ولا يقدرون أن يمجدوا الله قط لأن ما في الداخل ينضح على الخارج ، فلنعرض عن هؤلاء تماماً ونترك لله الحكم ولا ندَّعي على أحد القداسة لأننا بدون أن ندري نشهرهم ونجعل الكل بسببهم يجدف على الاسم الحسن ، لأن الناس بدون إفراز وتمييز بالروح القدس يدعون البعض قديسين ، والناس نفسها تتصور أن القداسة مجرد عمل معجزات أو أي تصرف غريب يخرج عن الآخرين فيسمونها قداسة وهذا عكس الكتاب المقدس وقوانين الآباء كما وضعنا بعضها سابقاً في المنتدى ولازلنا سنضع باقيها فيه ...
وطبعاً كالعادة سيسبب ردي هذا هجوماً شرساً من البعض بسبب الخلط ما بين الرهبنة كحركة محبة وبين الأشخاص الغير أمناء في دعوتهم وسلوكهم الغير منضبط بالروح وسيدخلونا في موضوع لا تدينوا لكي لا تدانوا كحجة واهية يهربون بها من الحقيقة ، لأن في الحقثيقة هم يدافعون عن أنفسهم وطريقهم الغير منضبط كما قال الرسول أن في آخر الأيام ستأتي أزمنه صعبة : [ و لكن أعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى و لكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء. فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت و يسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين و لا يستطعن ان يُقبلن إلى معرفة الحق أبداً (ليعيشوا بالحق) . ] (2تيموثاوس 3: 1 - 7)
باعتذر عن التطويل يا محبوب الله الحلو ، أقبل مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معك
|