4 – لماذا دُعيَّ كلمة الله إنساناً ؟
الكلمة الذي من الله الآب ( المولود من الآب قبل كل الدهور ) دُعيَّ إنساناً رغم كونه بالطبيعة الله ، لأنه اشترك في الدم واللحم مثلنا (عبرانيين 2: 14) ، وهذا جعل الذين على الأرض قادرين على مشاهدته . وعندما حدث ذلك (أي التجسد ) لم يفقد شيئاً مما له ( أي ألوهيته ) . وإذ أخذ طبيعة بشرية مثلنا لكنها كاملة ، ظل أيضاً الله ورب الكل ، لأنه هو هكذا فعلاً وبطبيعته وبالحق مولود من الله الآب رغم تجسده . وهذا ما يُرينا إياه بوضوح كافِ الحكيم بولس الرسول عندما يقول [ الإنسان الأول أرضي من الأرض ، والإنسان الثاني الرب من السماء ] (1كورنثوس 15: 47) . ورغم أن العذراء مريم ولدت الهيكل ( أي الناسوت ) المتحد بالكلمة إلا أن عمانوئيل قيل عنه وهذا حق [ من السماء ] لأنه من فوق ، ومولود من جوهر الآب . وأن كان قد نزل إلينا عندما صار إنساناً إلا أنه من فوق .
وعن هذا شهد يوحنا [ الذي يأتي من فوق هو فوق الكل ] (يوحنا 3: 31) . والمسيح نفسه قال لشعب اليهود [ أنتم من أسفل وأما أنا فمن فوق ] (يوحنا 8: 23) ، وأيضاً [ أنا لست من هذا العالم ] ، رغم أنه كإنسان هو في العالم . إلا أنه أيضاً فوق العالم كالله . ونحن نذكر أنه قال علانية [ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان .. ] (يوحنا 3: 13) .
ولذلك نقول أن ابن الإنسان نزل من السماء وهذا تدبير الاتحاد . لأن الكلمة وهب لجسده كل صفات مجده وكل ما هو فائق وخاص بالله .
_____يتبع_____