فقدان البصر لا يعني حرمان المكفوفين من حقهم في الاستمتاع بما هو متاح للمبصِرين. من هنا قررت إحدى مدارس المكفوفين في القاهرة خوض تجربة غريبة ربما من نوعها، تقوم على تدريب المكفوفين للعمل مرشدين للسياحة في متاحف الآثار المصرية. والمثير في الأمر أن المدرب والمتدرب والزائر هم جميعا من المكفوفين.
وذكرت مديرة المتحف وفاء صديق لوكالة "رويترز" إن هذه الجولات التعليمية التي ينظمها المتحف للأطفال المكفوفين تهدف الى إعادة الاهتمام الى قطاع من المجتمع تعرض للإهمال.
وهذه الجولات والمدرسة التي أُنشئت في المتحف لخدمة المكفوفين من أفكار وفاء صديق التي قالت إن الفكرة طرأت على ذهنها أثناء دراستها لنيل درجة الدكتوراه في ألمانيا، حيث لاحظت مدى الاهتمام الذي توليه المتاحف الألمانية بالمكفوفين؛ بتوفير الشروح الصوتية والكتيبات المطبوعة بلغة برايل وتوفر المرشدين. وألهمها ذلك فكرة وضع برامج مماثلة للمكفوفين في مصر ليتمكنوا من التعرف على كنوز حضارة أجدادهم.
وبدأ البرنامج قبل خمس سنوات وينظم حاليا صفوفا أسبوعية للأطفال المكفوفين تحت إشراف أربعة مرشدين يستخدمون كتيبات بلغة برايل في الجولات التي ينظمونها بالمتحف.
وتم تدريب المرشدين المكفوفين ليس فقط على تقديم المعلومات التاريخية المهمة عن التحف والآثار، وإنما ايضا على إتاحة الفرصة بصفة خاصة لزوارهم المكفوفين للتعرف على المعروضات عن طريق اللمس ليشعروا بما لا يستطيعون رؤيته.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في العادة يحظر تماما لمس المعروضات الأثرية خشية تلفها.
ويرى عادل نجيب أن من السهل على المرشد الكفيف أن يتواصل مع شخص يتعرف على العالم من حوله بنفس طريقته، وذكرت نجوى عبد المقصود المرشدة المؤهلة أنها تشعر بأنها تؤدي عملا بالغ الأهمية.
ولايزال البرنامج الذي ينظمه المتحف المصري للمكفوفين يتطور، لكن هذا الجهد المتواضع يتيح منذ الآن الفرصة لمن لا يستطيعون رؤية عجائب مصر القديمة ليتعرفوا عليها بطريقة جديدة ومختلفة.
نقلا عن العربية