عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Sm96 تشوية الرهبنة ووضعها الصحيح (1) مقدمة

كُتب : [ 06-27-2009 - 07:50 PM ]


مصر هي مهد الرهبنة في العالم ، وعن مصر أخذت جميع دول العالم الرهبنة كنظام شعبي وكنسي في آنٍ واحد . وقد بدأت على يد القديس الأنبا أنطونيوس الكبير سنة 305 م ، أما القديس باخوميوس فقد أسس أول دير له في طبانسين عام 318 م . ولأن رهبنة القديس الأنبا أنطونيوس الكبير كانت مصرية في منهجها أكثر من رهبنة القديس باخوم أب الشركة ، لذلك ظلت حية لهذا اليوم ، بعكس الرهبنة الباخومية التي لم تستمر كما هي في نفس ذات المنهج أكثر من قرن واحد .

وللرهبنة أثر قوي وممتد في عصورها الأولى المبكرة على الفكر المسيحي وعلى المسيحية في الغرب بنوع أخص ، وهي التي أعطت للمسيحية في الغرب طبيعتها كمؤسسة قوية حتى اليوم . وقد حاولت الديموقراطيات الشعبية كسر هذا التمركز في وضعه الرهباني ولم تستطع ، لذلك أصبح تاريخ الرهبنة جزءاً هاماً لا ينفصل عن تاريخ المسيحية في العالم كله حتى يومنا هذا .
أما بالنسبة للكنيسة القبطية فتاريخ الرهبنة يُعتبر الخلفية الحية المحركة لكل أحداث الكنيسة وامتدادها وتطورها منذ القرن الربع وحتى اليوم ...

والبرية - في المفهوم الآبائي القبطي - هي فردوس النفس ، وقد اعتبر آباء الرهبنة أن حياة الراهب في البرية أفضل من حياة آدم في الفردوس قبل الخطية ...

واليوم قد شغلت شئون الرهبنة والرهبان أذهان الكثيرين بالرغم من خصوصيتها ، إذ أنها خاصة بالرهبان والمجمع الرهباني داخل أسوار الأديرة ، إلا أن أخبارها - للأسف - قفزت إلى صفحات الجرائد والأعلام وكثير من المنتديات عن طريق الأنترنت وغيرها من الأحاديث المنقوصة والغير لائقة بل والمسيئة والمشوَّهة لحقيقة الرهبنة كما عرفتها الكنيسة القبطية في سمو دعوتها ، وقد ثار حولها جدل كبير وأفكار بعيدة تماماً عن حقيقة نشئتها أو حتى استمراريتها بهدف تشويه الصورة أو المبالغة المفرطة فيها ، دون الولوج لعمقها الإلهي وجهادها الصحيح ...

ومن أجل تصحيح بعض المفاهيم المشوهة والمنقوصة سوف نعرض في سلسلة مطولة الحقائق الأساسية عن الرهبنة في وضعها الآبائي الأصيل وحسب قوانين الرهبنة في أصولها الآبائية ومن خلال المجامع المقدسة ، مع وضع كتابات الاباء التوجيهية للرهبان والراهبات ، وشروط قبول الراهب وواجبه الرهباني ...

وهبنا الله أن نقدر سوياً على أن ندخل هذا الفردوس بكل احترام وإجلال لنقطف منه كنوزه الإلهية الرائعة والغنية جداً بصلوات جميع الآباء القديسين مؤسسي الحياة الرهبانية بإلهام الروح القدس الرب المحيي ؛ بركتهم وصلواتهم فلتكن معنا جميعاً ، والمجد لله دائماً إلى الآبد آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links