عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:19 PM ]


و لما كان الغد , استدعاه الملوك . فلما حضر أمامهم , طلب منه أحد الملوك ( مغنيطس ) قال له : " هوذا سبعين كرسيا موضوعين فى كل منها أخشاب مختلفة , منها ما هو من أشجار مثمرة , و منها ما هو من أشجار غير مثمرة . فإذا ما أزهرت و أثمرت كل بحسب نوعه بصلواتك , فأنا أؤمن بإلهك . عند ذلك , سجد القديس مارجرجس بوجهه إلى الأرض ودعا الرب زمانا طويلا و هو يتضرع . و لما أتم صلاته , كان خوف عظيم و اضطراب عند قيامته , إذ أتى روح الله على الكراسى فأورقت و أثمرت , كل بحسب نوعه . فقال مغنيطس الملك : " عظيم هو أبوللو إذ حتى فى الخشب اليابس أظهر قوته . " فأجاب القديس و قال : " الله الذى خلق السماء و الأرض , الذى كون ما لم يكن , شبهته بأبوللو الصنم الأطرش الأعمى . الله يهلكك أنت و هو بسرعة . " ثم عاد و أمر أن يأتوا بمنشار كبير , و ينشروا القديس فى وسطه حت انفصل الى نصفين ومن فرط هذا العذاب أسلم القديس روحه الطاهرة. لما رأى داديانوس أن القديس قد مات , أمر بأن يلقى بجسده فى مرجل ويوقد تحته بالنار القوية , وأن يضعوا فوقه رصاصاً و زفتا و نفطا و كبريتا , فارتفع لهيب النار خمسة عشرة ذراعاً , حتى هرب الذين كانوا يوقدون تحتة من شدة النار وظلوا يوقدون تحته حتى إنهرى لحمه و عظمه .. ثم أنزلوه من فوق النار و حفروا حفرة عميقة ( جابية ) وألقوا فيها بالمرجل و ما بداخله .. و دفنوة فى الأرض لئلا يأتى المسيحيون و يأخذوا من أعضائه و يبنوا كنيسة . و انصرف داديانوس مع ملوكه و هم يتنفسون الصعداء و كأنى بهم قد انتصروا انتصاراً نهائياً على القديس العظيم , و أنه لن تقوم له قائمة بعد الآن و ذهبوا إلى القصر , للاحتفال بما زعموه من نصر !! بعدما انصرف الجنود عن المكان حدثت زلزلة عظيمة , و أظلمت الشمس , و ظهرت نجوم السماء فى وقت الظهيرة. و فى تلك الساعة ظهر رب المجد من السماء مع الطغمات النورانية , و صفوف الملائكة , و امتلاً المكان من النور الساطع حتى شاهده كل من فى المدينة ... ثم أمر الرب أحدالملائكة أن يشق الأرض وأن يصعد بالمرجل فوق وجه الأرض ... و نادى الرب بفمه الطاهر قائلاً : " قم يا حبيبى جرجس , قم معافى بغير ألم و لا تعب كما قام لعازر بين الأموات ... " . و للوقت نهض القديس البار قائماً و هو صحيح معافى فى جسده ... فقبله الرب و ملأه من التأثير و القوة قائلاً له : ثم صعد الرب إلى السموات مع جميع ملائكته فى مجد عظيم .
أما القديس فإنه لوقته أخذ يتجول فى شوارع المدينة ووجهه متلألى بنور يضى كشعاع الشمس , وكان ينادى أهل المدينة قائلاً : " هلموا انظرونى , إنى حى بقوة يسوع المسيح ربى .... أنا هو جرجس الذى قتلنى الملوك الكفرة و قبرونى تحت التراب , قد أقامنى إله السماء و الأرض يسوع الناصرى الذى صلبه اليهود و قالوا عنه إنه مات و هو حى لا يموت .. ها قد أقامنى حياً أمامكم " و إذا امرأة اسمها ( كلستيكا ) ظهرت من بين الجموع الذين جاءوا لمشاهدة القديس و تقدمت إليه بخضوع و هى باكية و قالت له : ياسيدى اصغ لقولى ... فقال لها القديس : ماذا بك يا امرأة ؟قالت له : خرج ابنى اليوم الى الحقل ليربط البقر فى المحراث و يحرث , و بينما هو يربطها عرض عارض لأحد الثيران و مات فى الحال . فأرجوك يا سيدى أن ترحمنى لإنى امرأة مسكينة . فقال القديس : لا تخافى ... أتؤمنين بالإله الحى الذى فى قدرته أن يقيم الموتى !! قالت له : أؤمن يا سيدى .. فقال لها : خذى هذه العصا و امض بها إلى الحقل و ضعيها على عنق الثور و قولى له : يقول لك عبد الله جرجس الملطى انهض و قم سليماً باسم يسوع الناصرى قم إيها الثور و قف ... فعلت المرأة ما أمرها بةه القديس فقام الثور معافى فبدأت المرأة تبشر بإله القديس وقدرته على عمل المعجزات .. لما سمع الجند وجموع غفيرة بما حدث أتوا إلى القديس ورأوه بعيونهم فصاحوا قائلين : إنه هو بعينه ثم صاحوا : إننا نؤمن بإله القديس ونعتمد باسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين .. لما بلغ الملوك أن جرجس قد قام من الأموات مرة ثانية , اضطربوا ووقع عليهم خوف عظيم وقالوا ألعله لم يكن هو ؟!أما الجند فقالوا : هوذا نحضره هاهنا لكى تعلموا يقيناً أنه هو جرجس !! فأحضروه إلى مجلس الحكم وأقاموه أمام الملوك .. وكانت الجموع تصرخ : " نحن مسيحيون " وكانوا يلعنون الملوك و آلهتهم ... فأمر الملوك بالقبض عليهم وقتلهم بحد السيف , و نالوا جميعا اكليل الشهادة و كان القديس يشجعهم و يقويهم .
ثم سأل الملوك القديس كيف كيف قمت من الأموات !!ا أجابهم القديس : سيدى يسوع المسيح هو الذى أقامنى , هو الذى قبلت كل الآلام والأتعاب على اسمه القدوس .فقال له الملوك : هوذا هنا قبر قريب منذ زمان بعيد و فيه عظام أموات بالية , فإذا ما أنت صليت و طلبت إلهك ليقيم لنا واحداً منهم نحن نؤمن بإلهك دون شك ...فأجاب القديس : لأجل هذه الجموع أنا أظهر مجد ربى و إلهى لأنى واثق بما قاله سيدى فى إنجيله المقدس : "من يؤمن بى فالأعمال التى أنا أعملها يعملها هو أيضا و يعمل أعظم منها" ( يو 14 : 12) و طلب منهم أن يفتحوا القبر و يخرجوا العظام فأمر الملك الجنود ففتحوا القبر و أخرجوا ما فيه من التراب و العظام التى كانت قد بليت من طول الزمن , و أيضا الأكفان التى تهرأت , ووضعوا الكل أمام مارجرجس . عند ذلك جثا مارجرجس على ركبتيه و صلى إلى الله و تضرع من أجل هذه العظام . فللوقت كانت زلازل عظيمة و بروق و رعود . و حل روح الله على تلك العظام و ذلك التراب العتيق , و ظهر منه خمسة رجال و تسع نساء و صبى . فوقع خوف عظيم على سائر الحاضرين و اضطربوا ودعا الملوك الذين حضروا واحداً من هؤلاء و سألوه فى حياتك من من الآلهة كنت تعبد ؟!قال لهم : كنت أعبد صنم رجس يدعى أبولون الذى كان الشيطان يتقمصه , و لكن بعد زمان نزول السيد المسيح الإله إلى الجحيم وصليبه المضىء يسير أمامه فأضاء الجحيم كله , و أخذ معه المسبيين , و أما الذين بقوا فى العذاب منهم أولئك الذين لم يؤمنوا بالرب وكانوا يعبدون الأوثان رغم تحذير الأنبياء الذين أرسلهم إليهم .. و أنا واحد من هؤلاء التعساء أتعذب على خطاياى , و على عبادتى لهذا الوثن أبولون .. لهذا فأنا لا أجد راحة هناك .. , فأجابه داديانوس أن عقله قد اختل , و تاه قلبه من طول السنين , ثم طلب من جميع الذين قاموا من الموت أن يسجدوا لأبللون فرفضوا .
ثم أصدروا أوامرهم بأن يضرب القديس بقضبان خضراء من خشب السنط مملوءة أشواكاً , وعصى غليظة قاسية , حتى سال دمه , وأن يحبسوه عند أرملة فقيرة مسكينة .. فأجلسوه عندها ووكلوا لحراسته مجموعة من الجنود . ثم طلب القديس من الأرملة خبزا ليأكل لآن له الآن ستة أيام لم أذق فيها طعاماً للأكل ... فأجابته المرأة و قالت له : لا يوجد عندى خبز يا سيدى .. فقال القديس : لمن تتعبدين من الآلهة ؟!قالت له الأرملة : إنى أتعبد لأبولون فقال لها : لهذا بالحقيقة أنت امرأة فقيرة وليس لك خبز لأن إلهك أفقر منك .. قالت فى نفسها أقوم و أمضى و أطلب من الناس خبزاً و أقدمه له و أقتات أنا و ابنى أيضاً . قالت هذا وقامت فى الحال و جالت فى الشوارع تسأل خبزاً لتقدمه للقديس لأنها ظنت أنه سيموت جوعاً ... أما القديس فبعدما خرجت الأرملة استند على عمود خشب قائم تحت سقف البيت من الوسط فإذ بقوة إلهية , يزهر لوقته ويصير شجرة عظيمة غطت البيت كله وصارت فروعها مظللة عليه , ونزل رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بمائدة سماوية و قدمها للقديس , فأكل منها و أعطى المرأة المسكينة التى كانت قد عادت لتوها دون أن تحصل على شىء وبارك لها فيه فامتلأ بيتها من الخيرات ... عندما رأت المرأة هذه المعجزات , سجدت تحت قدمى القديس قائلة فى نفسها : " لعل هذا هو إله الجليليين , دخل بيتى بالجسد لكى يرحمنى و يعيننى و يخلصنى لأننى أرملة فقيرة . " فأمسك القديس بيدها , و قال لها : " انهضى " أنا لست إله النصارى و لكننى أعبده ." يا سيدى لقد مات زوجى وترك لى ولداً عمره الآن تسع سنوات أخفيته عن أعين الأقارب و الجيران لأنه أعمى أخرس وأصم ومفلوج.. فأرجوك يا سيدى أن تشفيه لى من أمراضه لكى يعولنى لأنى فقيرة و معدمة . عند ذاك قال لها القديس " احضرى الصبى إلى ها هنا " فلما أحضرته , و ضعه القديس فى حجره و صلى عليه فوقعت من عينيه قشور , عند ذلك أبصر الصبى . فقالت المرأة : " أطلب منك يا سيدى أن تجعله يسمع و يتكلم و يمشى " فأجاب القديس : " هذا يكفيه الآن . و لكن سوف أحتاج إليه ليخدمنى فى شىء , و حينئذ سوف يسمعنى و يمشى و يجيبنى بالكلام . "
ولما سمع الملوك ما حدث فى بيت الأرملة , استشاطوا غضباً , وأمر داديانوس بإحضار القديس و ضربه بالسياط حتى يتقطع لحمه و يتناثر , ثم أمر أيضاً بأن يضعوا مشاعل نار فى جنبيه , حتى اسلم الروح لم يكتف الإمبراطور بهذا بل أمر أن يجمع تراب جسده و يذروه فى الهواء على جبل عال , ففعلوا هكذا حتى ارتفع فى الجو ولم يبق منه شىء من شدة الرياح .. فيما كان الجنود عائدين بعد أن فعلوا كل ما أمروا به ,إذ برعود و بروق تحدث بغتة وزلزال كيبر يهز الأرض , حتى أن ذلك الجبل اضطرب وإذ بالسيد المسيح له المجد اتياً على سحابة , فأمر الرب الأربعة رياح أن تجمع له جسد جرجس بأكمله , ثم ناداه بمجد لاهوته و سلطان جلاله قائلاً : " قم يا حبيبى جرجس لأنى أنا أمرتك بهذا ... " , و للحال قام القديس " مثل العريس الخارج من خدره يتهلل , مثل الجبار المسرع فى طريقه " وسجد للرب يسوع المسيح , فقبله الرب و أعطاه السلام و صعد إلى السموات بمجد عظيم .
أما القديس فبادر مسرعاً نحو الجنود و هو يهتف " اصبروا قليلاً حتى أسير معكم .. " فلما التفت الجند و نظروه صاحوا بصوت عظيم : تباركت أنت أيها القديس العظيم و يسوع المسيح إلهك " ذهب القديس و معه الجنود مجلس الملوك و صاحوا قائلين : وقد افتضحتم أيها الملوك الكفرة , هوذا جرجس الذى احرقتموه وذريتموه فى الرياح قد أقامه يسوع المسيح , و لأجل هذا نؤمن جميعنا به . أما الملوك فأمروا أن يودع القديس فى السجن , أن يحضروا أحد الأعوان الذين أمنوا بين يديه , ثم أمر أن يعلق أحدهم منكس الرأس أما الباقى يطرحوا للسباع بعد نزع رؤوسهم بحد السيف .
فى كل مرة كان القديس ينتصر بقوه يسوع المسيح على هؤلاء الملوك , كانوا يزدادون حنقاً عليه , و يجلسون فيما بينهم لتدبير عذاب جديد له , وفى هذه المرة أمر الملوك بإحضار مارجرجس سراً وفى خفية بحيث لا يراه أحد فيزدرى بأوثانهم ... لما حضر قالوا له : ياجرجس : قد علمنا اليوم أنك ساحر عظيم ماهر و ليس من يشبهك فى العالم والآن خذ لك منا عشر وزنات ذهب و انصرف سراً من هذه المدينة فتستريح أنت من العذاب و الشدائد . أجابهم القديس : أيها الملوك الأوغاد : لقد تركت برغبتى وحدى كل أموالى التى ورثتها عن أبى فضلاً عن أقاربى و أختى . كل ذلك تركته من أجل سيدى يسوع المسيح , و قبلت كل هذه الشدائد و الاضطهادات من أجل اسمه القدوس و أللآن تساوموننى بعشرة قناطير ذهب لأترك إله السماء و الأرض و أجحده و أذهب إلى عمق الجحيم مثلكم ؟! إن مصيركم أنتم النار الأبدية و الدود الذى لا يموت .. فاذهبوا مع آلهتكم و شيلطينكم إلى هذا المصير المؤلم الذى أعد لكم و لأمثالكم .. إزداد الملوك حينئذ حنفاً عليه فأمروا أن يأتوا بأمواس حديد , و مقارض لكيما ليسخلوا بها رأسه , ثم أتوا بمراودمن حديد محماة بالنار وغرسوها فى عينية حتى توهجت حدقتاه , ثم أمروا أن يخرج لسانه من فمه و يقطعوه , ثم و ضعوا رجلية على كتلة من الخشب و كسروها بفئوس من حديد . و بعد ذلك كله , وإذ لم يبق فيه إلا قليل من الأنفاس .. أودعوه السجن و تركوه بين الحياة و الموت ...
وفى نصف الليل ظهر رب المجد مع ملائكته الأطهار فى السجن و مسح بيده الطاهرة سائر جسد القديس فشفاه و أقامه صحيحاً ثم قال له الرب : " اثبت و تقو يا حبيبى جرجس , أنا معك أيها الشجاع المؤيد بقوتى , هوذا قد قرب اليوم الذى تعاين فيه المجد , و تلبس الأكاليل السبعة المعدة لك التى لا تضمحل إلى الأبد " .

و لما قال رب المجد هذا الكلام ملأه من القوة و صعد إلى السموات بمجد عظيم ..
فى الصباح أرسل داديانوس الجنود إلى السجن ليعلموه بما جرى للقديس , وإذ وجدوه صحيحاً معافى كأنه لم يعذب قط , أطرقوا برؤوسهم ساجدين بين يديه قائلين : نحن نتضرع إليك يا سيدنا جرجس لكى تجعلنا عبيد لإلهك . فبدأ القديس يحدثهم عن يسوع المسيح , وحضروا بصحبته إلى الملوك مقرين بأيمانهم بيسوع المسيح .


رد مع إقتباس