عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
تعــــــــــــــارف خاص وشخصي للغاية

كُتب : [ 08-13-2007 - 05:39 PM ]


" هَنَذا واقف على الباب وأقرع ، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي " ( رؤ3: 20)

لا يمكن أن نعرف ربنا يسوع المسيح كشخص حي من كثرة المعارف التي في الكتب ، وأن كان لها أهمية لأنها تولد لنا الشوق لمعرفته ، لأن القراءة عن الشخص شيئاً ومقابلته هو شخصياً وأن نتعامل معه ونتحدث إليه ويكلمنا شيئاً آخر مختلف تمام الاختلاف بالتمام !!!

في حياتنا الشخصية في هذا العالم لو أردنا أن نتعرف على شخص ما وأن نصادقه وتنشأ بيننا وبينه علاقة ، لا بد من أن تتم أولاً بالسماع عنه من خلال آخرين ولكن لا تكفينا هذه المعرفة بل تولد لنا شوقاً خاصاً بلقاؤه شخصياً ليتم التعارف ، لذلك بالمثل أيضاً حينما نعرف شخص الكلمة المتجسد معرفة شخصية ، فيها لقاء وحديث ، يستحيل معرفته إلا بلقاؤه هوَّ شخصياً :

يسوع الكلمة المتجسد ، عرفنا أنه هوَّ المحبة ، ولكي تتحول المعرفة لواقع ملموس في حياتنا يلزمنا أن نأخذه ، وهو الحق ويلزم أن نختبره ونتذوقه في عمق اتساعه ، وهو الحياة ويجب أن نحياه .

الرب متواضع وأخلى نفسه آخذاً صورة عبد إذ في ملئ الزمان أتانا في نفس ذات الجسد متحداً بنا ، أي هو يسبقنا إلى المقابلة ، ويسبقنا للتعارف ، هو يُريدنا قبل أن نريده ، ويطلب حبنا كما أحبنا وأعطانا ذاته ، بل أعطانا جسده مأكل حق ودمه مشرب حق لنحيا به ونتحرك ونوجد عن جد وآصاله ...

وفي الواقع يوجد كثيرون التقوا بالرب يسوع ولم يعرفوه ، وبعضهم عثروا فيه ، لأنه لا يعرفه غير المتواضعون ... وعلى قدر تواضعنا يُستعلن لنا الرب ...

ولنا أن نختم بكلمات القديس أثناسيوس الرسولي تحت عنوان أعطشوا أليه :
[ ليكن فينا حرصٍ شديد أن نجمع أنفسنا معاً ، لأننا تشتتنا ، وقد ضعنا وتبددنا في الأزمنة السالفة ، وهوذا الآن قد وُجِدنا ! ... كنا مبتعدين خارجاً ، وقد صرنا الآن قريبين ، كنا متغربين والآن نحن له ...
إن عطشنا إليه فهو يُريحنا " إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب " ( يو7 : 37 ) . العطش هو الحب الذي عاش به القديسون في كل زمان ، ولم يكفُّوا عنه قط ، عطشهم كان ذبيحتهم الدائمة التي كانوا يقربونها للرب بلا انقطاع ، ما كفُّوا عن عطشهم أبداً ، وما هدؤوا عن إلحاحهم في طلب الشرب .
إنه يوافقنا للغاية ، في هذه الأيام ، أن ننهض مع القديسين ونتصل بالرب بكل النفس ، في طهارة جسد ، باعتراف ، بإيمان صادق ؛ حتى إذا شربنا وامتلأنا بالماء الإلهي النابع منه ، نؤهل لشركة الجلوس مع القديسين على مائدة السماء ، ونشترك معاً في صوتٍ واحد ٍ للفرح هناك ]

آن لنا الآن أن نقترب من الله ونتمسك ونُصرّ على لقاؤه ولا نتركه أبداً إلى أن يكشف ذاته لنا ونعرفه عن قرب ولقاء خاص ، ونذهب إليه باشتياقات قلوبنا ونأخذ جسده ودمه لنا قوة ومركز معرفته عن قرب طالبين وجهه ، متخذين كلمته قوة لنقاوة قلوبنا ولا ننظر لخطايانا بل بروح الرجاء نتقدم متكلين على غنى رحمته ولنا ثقة فيه أن يهبنا أن نعرفه بالصدق والحق والاتحاد بشخصه الحلو ...

فليعطنا الله غنى اتساع معرفته ولقاؤه الدائم باستمرار بلا توقف
النعمة معكم جميعاً آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links