رد: من هو المسيح الدجال؟
كُتب : [ 04-14-2008
- 10:32 PM
]
سلام لنفسك يا محبوبة ربنا يسوع والقديسين
أولاً كلمة أو مصطلح مسيح دجال لم تُذكر في الكتاب المقدس كله على الإطلاق، وأساس الموضوع هو في القرن السابع على ما أذكر ، وأول من كتب في الموضوع القديس يوحنا الدمشقي، ولا تأخذ منه الكنيسة هذه الأقوال ولا تعتبره من الآباء المدققين في التفاسير بل له تفاسير بعيده جداً عن روح الإنجيل وتعتبر تأملات شخصية وخاصة للغاية، ومن ركز على موضوع الساعة والمسيح الدجال على ما أظن أنهم الطائفة الرسولية والإخوة البلاموس وبعدوا تمام البعد عن الحقيقة وفكر الكتاب المقدس ...
أما آباء الكنيسة المعتبرين أمثال القديس أثناسيوس الرسولي والأنبا أنطونيوس الكبير والقديس مقاريوس الكبير والقديس كيرلس الكبير كشُراح ومدققين في الكتاب المقدس لم يذكروا على الإطلاق هذا الكلام أو مصطلح مسيح دجال مطلقاً !!!
واللفظ لا يوجد له أي وجود في الكتاب المقدس حتى حينما ذكر الرب يسوع علامات الساعة لم يذكر كلمة مسيح دجال !!!
ولكن ربما فسروا واستخرجوا هذه المقولة من هذا النص :
+ " لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة و يعطون آيات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (مت 24 : 24)
+ " لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات وعجائب لكي يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (مر 13 : 22)
ومسحاء وأنبياء كذبة لا يقصد بها مسيح دجال، بل أنبياء كثيرين يدَّعون النبوة، أو أناس يجعلوا الناس أن تصدق أنهم من الله بإظهار فكر أو منطق يخدع الناس، أو معجزات تبهرهم فتبعدهم عن طريق التقوى والحياة الحقيقية في المسيح، والكنيسة رأت هذه النوعيات على مر العصور أمثال سابليوس، ونسطور، ومقدونيوس وآريوس، وظنوا أنهم مسحاء الله وقديسيه وساروا وراء بدعتهم وآرائهم التي هي ضد الكتاب المقدس، وايضاً ظهر أُناس كثيرين صنعوا معجزات وأضلوا ناس كثيرة عن طريق الحق المُعلن في الكتاب المقدس وكلمة الله عموماً ...
ولازال في هذا الزمان من لهم شكل وصورة التقوى ويضلوا ورائهم أناس كثيرة يجعلون التعليم الصحيح حسب فكر الكنيسة الجامع وقوانين المجامع المقدسة والفكر الإلهي الأصيل بالروح القدس ...
أما لو دققنا في الموضوع سنجد أن القديس يوحنا الرسول ذكر الآتي وهذا هو الكلام الدقيق والصحيح :
+ " أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة و كما سمعتم أن ضد المسيح يأتي قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة " (1يو 2 : 18)
+ من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن " (1يو 2 : 22)
+ " و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله و هذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي و الآن هو في العالم " (1يو 4 : 3)
+ " لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد هذا هو المضل والضد للمسيح " (2يو 1 : 7)
ومشكلة الأيام الأخيرة أكبر مشكلة وهي من العلامات الأكيدة التي نطق بها القديس بولس الرسول قائلاً :
+ و لكن الروح يقول صريحا انه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين.
+ في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم.
+ مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.
+ لان كل خليقة الله جيدة ولا يرفض شيء إذا أُخِذَ مع الشكر.
+ لأنه يُقدس بكلمة الله والصلاة.
+ إن فكرت الإخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربياً بكلام الإيمان والتعليم الحسن الذي تتبعته.
+ و أما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروض نفسك للتقوى.
+ لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا (1تي 1- 7 + 16 )
وممكن مراجعة رسالة القديس بولس للقديس تيموثاوس الأولى والثانية للتعرف على الأزمنة الأخيرة وما يحدث فيها من ضلال وفساد في التعليم والركض وراء معلمين كذبه لهم صورة التقوى وينكرون قوتها ، لا يتبعون تعاليم الكنيسة المقدسة حسب الحق، وربما يكون معظمهم في الكنيسة ولنهم لا يحملون روحها ولا يعطون التعليم الحي للخبرة والحياة مع الله، لأن معظم المتكلمون وكتاب اليوم يركزون على الفلسفة العقلية ومباحثات الكلام بدون الولوج لخبرة الاتحاد بالله ولا الشركة الحية مع الكنيسة في المسيح كخبرة وحياة مُعاشة وليست مجرد كلمات وعظ !!!
أرجو أن أكون وضحت في عجالة سرية بتدقيق المقصود في الكتاب المقدس وليس ما يتناقله الناس ومرسخ في ذهنهم وهو بعيد تمام البعد عن الحقيقة وقصد الكتاب المقدس وشرح الرسل ...
النعمة معك كل حين
|