aymonded
10-21-2010, 06:20 PM
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[1] ما معنى كلمة مسيح
1 – ما معنى كلمة " مسيح " ؟
ليس لفظ [ المسيح ] قوة تعريف ولا يوضح جوهر شيء ما ، كما أن كلمة [ رجل ] أو [ حصان ] ... أسماء لا توضح شيئاً عن جوهر حامليها بل تُشير إليهم فقط . واسم [ المسيح ] يعلن عن شيء سوف نفحصه .
في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت ، وكانت المسحة علامة لهم على المملكة . والأنبياء أيضاً مُسحوا روحياً بالروح القدس ولذلك دُعوا [ مسحاء ] ، لأن داود النبي المبارك ينشد مُعبراً عن الله نفسه فيقول : [ لا تمسوا مُسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ] (مزمور 105: 15) ، وحبقوق النبي يقول أيضاً : [ خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسحائك ] (حب 3: 15) . لكن بالنسبة للمسيح مُخلص الكل ، فقد مُسح ، ليس بصورة رمزية مثل الذي مُسحوا بالزيت ، ولم يُمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي ، ولا مُسح مثل الذين أختارهم الله لتنفيذ تدبيره ، أي مثل قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشاً ليستولى على أرض البابليين حسبما حركه الله ضابط الكل ولذلك قيل عنه : [ هكذا يقول الرب لقورش مسيحي الذي أنا أمسك بيده اليُمنى ] (أشعياء 45: 1) . ولا يجب أن ننسى أن الرجل ( قورش ) كان وثنياً ، إلا أنه دُعيَّ [ مسيحاً ] كما لو كان الأمر السمائي قد مسحه ملكاً ، لأنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بلاد البابليين .أن ما نُريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة [ مسيح ] هو ما سيأتي :
بسبب تعدي آدم [ ملكت الخطيئة على الكل ] ( رومية 5: 14 ) . وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر , ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس . لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً ، وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه خال من الخطيئة ، حتى فيه وحده تتوَّج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية . وتغتني بالروح القدس ، وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة . لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا .
ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن : [ أنت أحببت البر وأبغضت الإثم لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة ] ( مزمور 45: 7 ) .
فكأن الابن قد مُسح كإنسان بمديح عدم الخطيئة . وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد مُجدت فيه وصارت فيه مستحقه للحصول على الروح القدس الذي لن يُفارقها ، كما حدث في البدء بل صارت مسرته (الروح القدس) أن يسكن فينا . لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حل بسرعة على المسيح واستقرّ عليه ( يوحنا 1: 32) .
فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا ، وفي صورة العبد ، ومُسح كإنسان حسب الجسد ، ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به .
_____يتبع_____
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[1] ما معنى كلمة مسيح
1 – ما معنى كلمة " مسيح " ؟
ليس لفظ [ المسيح ] قوة تعريف ولا يوضح جوهر شيء ما ، كما أن كلمة [ رجل ] أو [ حصان ] ... أسماء لا توضح شيئاً عن جوهر حامليها بل تُشير إليهم فقط . واسم [ المسيح ] يعلن عن شيء سوف نفحصه .
في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت ، وكانت المسحة علامة لهم على المملكة . والأنبياء أيضاً مُسحوا روحياً بالروح القدس ولذلك دُعوا [ مسحاء ] ، لأن داود النبي المبارك ينشد مُعبراً عن الله نفسه فيقول : [ لا تمسوا مُسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ] (مزمور 105: 15) ، وحبقوق النبي يقول أيضاً : [ خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسحائك ] (حب 3: 15) . لكن بالنسبة للمسيح مُخلص الكل ، فقد مُسح ، ليس بصورة رمزية مثل الذي مُسحوا بالزيت ، ولم يُمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي ، ولا مُسح مثل الذين أختارهم الله لتنفيذ تدبيره ، أي مثل قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشاً ليستولى على أرض البابليين حسبما حركه الله ضابط الكل ولذلك قيل عنه : [ هكذا يقول الرب لقورش مسيحي الذي أنا أمسك بيده اليُمنى ] (أشعياء 45: 1) . ولا يجب أن ننسى أن الرجل ( قورش ) كان وثنياً ، إلا أنه دُعيَّ [ مسيحاً ] كما لو كان الأمر السمائي قد مسحه ملكاً ، لأنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بلاد البابليين .أن ما نُريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة [ مسيح ] هو ما سيأتي :
بسبب تعدي آدم [ ملكت الخطيئة على الكل ] ( رومية 5: 14 ) . وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر , ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس . لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً ، وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه خال من الخطيئة ، حتى فيه وحده تتوَّج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية . وتغتني بالروح القدس ، وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة . لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا .
ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن : [ أنت أحببت البر وأبغضت الإثم لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة ] ( مزمور 45: 7 ) .
فكأن الابن قد مُسح كإنسان بمديح عدم الخطيئة . وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد مُجدت فيه وصارت فيه مستحقه للحصول على الروح القدس الذي لن يُفارقها ، كما حدث في البدء بل صارت مسرته (الروح القدس) أن يسكن فينا . لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حل بسرعة على المسيح واستقرّ عليه ( يوحنا 1: 32) .
فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا ، وفي صورة العبد ، ومُسح كإنسان حسب الجسد ، ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به .
_____يتبع_____