علم الانسان

الدور المسيحى فى ثقافة المجتمع



الدور المسيحى فى ثقافة المجتمع

الدور
المسيحى فى ثقافة المجتمع

1-قانون
المحبة حيث جاءت المسيحية برسالة الحب فى ربط العلاقات الانسانية

2-بدات
المسيحية يتغيير الانسان من الداخل يعمل الاسرار المقدسة بداية من سر المعمودية

3-اعطت
المسيحية للانسان دورا كبيرا وهو المشاركة للطبيعة الالهية. 2 بط 1: 4 واذ لنا هذه
المواعيد العظمى والثمينة فاننا نصبح شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذى
فى العالم رو 12 – 2 تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم.

مقالات ذات صلة

4-دور
الفضائل المسيحية كتراث ثقافى تربوى للانسان فى المجتمع.

غلا
5 – 16 المحبة والفرح والسلاك وطول الاناه والعطف والصلاح والايمان والوداعة
والتعفف كو13 (اصحاح المحبة).

5-المسيحية
حاربت المادية والتحكم والاستبداد والغت الفوارق بين الناس واعادة صباغة المجتمع
أع 2 – 44 وكان كل شئ عندهم مشتركا والاملاك والمقتنيات كانوا يبعونها بين المجتمع
كما يكون لكل واحد احتياج.

6-المسيحية
والوجود مع الله: 1-ان كان الله معنا فمن علينا رو 8 – 31

اذن
الله معنا 2-الله فينا: ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله تث 31 – 8

3-الله
امامنا: والرب سائر امامك – مز 125 – 2

4-الله
فوقنا: أرسل من العلى فاخذنى، نشلنى من مياه كثيرة مز 18 – 16

7-يتسم
شباب المجتمع اليوم بالزهو والانتفاخ والمطامع والاندفاع والتهور والتمرد والعصيان
والذاتيه والمادية والانحلال والادمان والالحاد والتوتر والقلق ولذ: يتجلى الدور
المسيح فى مواجهة تلك المشاكل فى:

-تنمية
روح الفضيله والتقوى -ممارسة الاعتراف ووسائط النعمة

-ممارسة
الطقوس والانشطه الكنيسية -معالجة المناهج الدينية باسلوب علمى روحى

-التركيز
على موضوعات العفة والطهارة

-التحلى
بروح الصبر والوداعه -مناقشة مشاكل العصر باستفاضه

-تقوية
الصله بالكنيسة -التسلح بكلام الله (الانجيل)

-كثرة
الندوات والمعسكرات الروحية -رسم ورة الرجوله للشباب

-التلامس
مع الله.

-المام
المعلمين الوخدام بالثقافه الروحية والعلمية والعملية

-الخدمة
هى عطاء بلا حدود وايمان غير محدود ومواجهة العوائق والسدود والنصر مع يسوع للوصول
الى الملكوت.

الخدمة
هى حياة التسليم وايمان قويم وعطاء وبذل وجهاد ومثابره فى الطريق المستقيم

 

تطويبات
حافظى الوصية:

-طوبى
للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار مز1

-طوبى
للحافظين الحق وللصانع البر كل حين مز 16

-طوبى
للرجل المقتى الرب المسرور جدا بوصاياه مز 112

-طوبى
لكل من يتقى الرب ويسلك فى طرقه مز 128

-طوبى
للذى يقرا وللذين يسمعون كلام النبوة

 ويحفظون
ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب

-طوبى
للذين يضعون وصاياه لكى يكون سلطاتهم على شجرة

الحياة
ويدخلون من الابواب الى المدينة رؤ 22

-طوباهم
الذين بلا عيب السالكين فى ناموس الرب مز 119

-طوباهم
الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه – مز 119

-انتم
تعلمون هذا فطوباكم ان فطوباكم ان فعلتموه يو 12

-ها
انا التى سريعا واجرتى معى طوبى لمن يحفظ نبوة هذا الكتاب رؤ 2

 

دوافع
السلوك الإنسانى

من
اهم ما يميز الكائنات الحية بوجه عام، بما فى ذلك الانسان – عن الكائنات غير الحية
والالات – أن سلوكها مدفوع من الداخل أى له محددات أو محركات داخلية، هى التى
موجهة لتحقيق أهداف معينة، وأن إستجاباتها لا تقتصر على مجرد ردود افعال للمنبهات
الخارجية.

وسوف
نتناول فى هذا الفصل الخاص بالدوافع ما يلى:

1-تعريفات
أساسية للدافع وخصائصه، وعدد من المصطلحات المرتبطة به

2-تصنيف
الدوافع الى: أ – فسيولوجية ب-ونفسية واجتماعية مع إعطاء أمثلة لكل منها.

3-ترتيب
الدوافع والحاجات لدى الانسان.

 

تعريفات
أساسية

أ-الدافع:
يمكن تعريف الدافع بإنه عبارة عن نوع من التوتر، ويدفع الكائن الحى الى القيام
ببعض الأنشطة، التى تؤدى الى إشباع حاجة أو تحقيق هدف معين، وتزيد هذه الحاجة
الداخلية – أو الدافع – من ترجيح صدور بعض الاستجابات عن الكائن الحى – أو الشخص –
فى موقف معين. كما أنها تتحكم فى اتجاه هذه الاستجابة وقوتها.

واختلاف
دوافع الكائن الحى من حيث النوع والدرجة هو الذى يجعل إستجابته لنفس المنبهات
الخارجية تختلف من موقف لآخر، مما يجعلها تختلف عن استجابات او ردود أفعال
الكائنات غير الحية. فالكلب الجائع يوجه كل سلوكه للبحث عن الطعان ويتناوله فور
العثور عليه. فاذا شبع، فإنه لا يتناول طعاما عثر عليه. فاستجابات الكائن الحى
تختلف نحونفس المنبة وفقا لحاجاته. كذلك فغن الاستجابة الواحدة قد تعبر – عند نفس
الشخص أو لدى أشخاص آخرين – عن دوافع مختلفة فمحاولة الطفل تناول الطعام بنفسه، قد
تشير الى حاجته الشديدة للطعام، كما قد تشير الى حاجته للاستقلال والاعتماد على
نفسه

ب-الحاجة:
تعنى إفتقاد الكائن الحى لشئ ما، ويترتب على هذا الافتقاد نوع من التوتر يدفع الى
محاولة ارضاء الحاجة المفتقدة. والحاجة قد تكون داخلية كالحاجة الى الهواء والماء
والطعام، أو اجتماعية كالانتماء والتفوق والانجاز المرتفع.

ويطلق
اسم الحافز على الحاجات ذات الأصل الفسيولوجى، التى تدفع الكائن الحى إلى تنشيط
سلوكه بهدف إشباع حاجاته العضوية، مثل الجوع العش “.

ج-الباعث:
الهدف الموجود فى البيئة الخارجية، والذى يسعى الكائن الحى للوصول اليه [ كالطعام
فى حالة الجوع، والماء فى حالة العطش، والنجاح والتفوق فىحالة دافع الانجاز
والمكافأة المالية فى حالة الدفاع لتحسين الاحول المعيشية..

يوضح
الشكل التالى العلاقة بين المفاهيم السابقة:

 

ومن
أهم خصائص الدوافع ما يأتى:

1-تعبئة
طاقة الكائن الحى، وتنشيطه وجعله فى حالة من اليقظة والتوتر والانتباه لما يرضى
دافعه، والإستعداد لاصدارسلوك ملائم، وقد يتمثل هذا السلوك فى البحث عن الطعام أو
بدء سباق أو بدء علاقة اجتماعية مع شخص اخر.. الخ

2-تنظيم
السلوك وتوجيهه الى هدفه الذى يشبع حاجاته.

3-تناسب
الطاقة المبذولة مع قوة الدافع، فالشخص الذى مر عليه 24ساعة دون تناول الطعام،
يبذل من الجهد لإرضاء دافع الجوع اكثر من شخص لم يمض أكثر من 6 ساعات على تناوله
لآخر وجبة

4-استمرارطاقة
الطائن الحى فى حالة تعبئة الى ان يتحقق الهدف المنشود الذى يرضى الدافع

5-القابلية
لتغيير المسار لتحقيق الهدف، فالكائن الحى وهو يبذل جهده لتحقيق هدف معين يرضى أحد
دوافعه الفسيولوجية كالجوع او الاجتماعية كالتفوق على الزملاء. قد يشعر أن الطريقة
التى يسلكها لا توصل الى الهدف المنشود، فيغير طريقته سعيا لتحقيق الهدم، قبل أن
يستسلم للشعور بالفشل والاحباط نتيجة عدم اشباع حاجته اطلاقا عدم اشباعها بطريقة
ملائمة.

6-الطابع
الدورى لإرضاء الحاجات الجسمية او الفسيولوجية [ كالجوع والعطش إذ انها تمر بدورة
كاملة، تبدأ بالحاجة الشديدة للاشباع وخفض التوتر. ثم الاشباع والشعور بالرضا
وتوقف السلوك المرتبط بارشاء الحاجة، ثم لا تلبث أن تظهر الحاجة للاشباع مد اخرى

اما
الحاجات التىترتبط بنمو الشخص وارتقائه معرفيا واجتماعيا، مثل الحاجة التحقيق
الذات فى مجال التعلم أو العلاقات الاجتماعية او النجاح فى مجال الحياة العملية،
فانها ليست دورية ولا تتوقف عند تحقيق المزيد منها.

7-يتعلم
الكائن الحى عددا كبيرا من العادات وانماط السلوك والمهارات التى ترتبط بارضاء دوافعه
وخفض مستوى توتره.

تصنيف
دوافع السلوك الانسان:

يمكن
نصنيف اهم دوافع السلوك الانسان الى فئتين كبيرتين:

1-دوافع
فسيولوجية:

ويشترك
فيها الانسان مع معظم الملكة الحيوانية وتنقسم الى:

أ-دوافع
فسيولوجية تقوم على أساس مبدأ توازن البيئة الداخلية للجسم، ومن شأن ارضائها
المحافظة على حياة الفرد [ مثل الجوع والعطش ]

ب-دوافع
فسيولوجية ذات طابع اجتماعى، لأن ارضائها يتطلب إشتراك كائن حى اخر وتساعد على
استمرار النوع [ مثل دافعا الجنس والامومة ]، وعدم ارضائها لا يؤدى الى هلاك الفرد

2-دوافع
نفسية اجتماعية: [ ليس لها أساس فسيولوجى ] وهى نوعان.

أ-فردية:
كالفضول، والسعى لتنمية الامكانات والقدرات الفردية

ب-اجتماعية:
مثل المنافسة والتفوق على الاقران، والسيطرة، والقيادة

وفيما
يلى بعض توضيح لاهم دوافع السلوك الانسان:

أولا:
الدوافع الفسيولوجية:

[أ]
الدوافع الفسيولوجية الخالصة: تقوم على أساس توازن البيئة الداخلية وتعتمد على
حاجات فسيولوجية اهمها:

[1]
الحاجة للهواء: وذلك لأن حاجة الجسم شديدة الى انتظام حصوله على الهواء النقى الذى
يحتوى على الاكسجين لنه يساعد على احتراق الطاقة وتوليد الحرارة اللازمة له كما أن
الخلايا تحتاج اليه ولا يستطيع المخ أن يعمل الا لفترة قصيرة جدا دون الحصول على
الأكسجين من خلال الهواء النقى.

[2]
الحاجة للاحتفاظ بتوازن داخلى لحرارة الجسم: يحتفظ جسم الأنسان، الذى يتمتع بصحة
جيدة، بدرجة حرارة لا تزيد أو تنقص عن درجة واحدة أو أثنين عن الدرجة الطبيعية
[37] حتى مع تغير درجة حرارة البيئة الخارجية. تعد درجة حرارة الدم مؤشرا لحرارة
الجسم.

ويقوم
مهاد المخ [ الهيبوثلاموس ] بمراقبة الدرجة المثالية لحرارة الجسم، واصدار
الارشادات الملائمة لاعادة التكيف. فعند زيادة درجة حرارة الدم تتسع شعيرات الدم
على سطح الجلد فيمر بها الدم، مما يساعد على تبريده، فضلا عن العرق الذى يلطف
الحرارة على سطح الجلد، أما فى حالة انخفاض درجة حرارة الدم فإن شعيرات الدم على
سطح الجلد تضيق بما يحتفظ بالحرارة المتبقية فى الدم للاعضاء الرئيسية الداخلية،
هذا فضلا عن انواع السلوك التوافقى المكتسب الذى يتمثل فى السعى الى ليس مزيد من
الملابس والاحتماءفى اماكن دافئة [ عند الشعور بالبرد ]، أو خلع بعض الملابس
واللجوء الى مكان بارد وشرب الماء البارد [ عند الشعور بالحر ]

[3]
الحاجة الى الماء، (دافع العطش): يرتبط دافع العطش بتنظيم الجسم لعملية الحصول على
الماء، وهو من الدوافع الحيوية التى تساعد على بقاء الإنسان. اذ ان الماء يعد
عنصرا أساسيا لتكوين اجسامنا، ويعد المكون الرئيسى لكل من الدم ومعظم انسجة الجسم،
كما أنه يستخدم لحمل الغذاء والآكسجين للانسجة وكذلك لحمل الفضلات

لكننا
تفقد الماء عن طريق العرق والتبول، وعلينا ان نشرب منه نسبة تتناسب مع ما فقدنا.
عند نقص كمية الماء فى خلايا الجسم، يكتشف مهاد المخ هذا من خلال مستقلات حسية،
ويعطى تعليمات للكلية أن تعيد بعض الماء الى مجرى الدم [ فى حالة النوم أو الصوم
]، وفى نفس الوقت يشعر الشخص بالعطش فيبحث عن الماء.

وبوجه
عام يؤدى نقص الكمية العامة للسائل فى الدم الى شعور الشخص بالعطش مما يدفعه
للحصول على الماء، لآعادة التوازن الداخلى.

[4]
الحاجة إلى الطعام (دافع الجوع): الجوع من الدوافع الفسيولوجية القوية التى تجعلنا
نبذل طاقتنا وفكرنا للحصول على الطعام. وقد حاول الباحثون الاجابة عن السؤال
التالى: ما الذى يدفعنا لتناول الطعام؟

هناك
اجابات غير دقيقة عن هذا السؤال مثل.

اننا
نأكل لحلول وقت الوجبة [ لأن عدد الوجبات – فى اليوم الواحد – يختلف من مجتمع
لاخر.

أو
أننا نأكل عندما نشعر بتقلصات فى المعدة [لأن الاشخاص الذين استؤصلت معدتهم بسبب
الاصابة بسرطان أو بقرحة كبيرة يستمرون فى تناول الطعام والشعور بالجوع ].

أو
أننا نأكل لان طعم الاكل لذيذ أو رائحته جذابة، او منظره جميل [ لأنه مع اختفاء
هذه المعلومات، يستمر شعور الأفراد الجائعين بالحاجة الى تناول الطعام ]

 لقد
توصل الباحثون الى ان لدينا مؤشرات داخلية لكميات الاغذية المخزونة بجسمنا وان
الدافع لتناول الطعام يزداد عندما ينخفض المخزون من هذه المواد الى مستوى معين، أى
ان دافع الجوع يمثل نظاما من توازن البيئة الداخلية للجسم، وهو نظام معقد، خلاصته
ان الشعور بالجوع يرتبط ارتباطا وثيقا بكل من عملية الايض [ أو التمثيل الغذائى ]
وعملية الهضم. اذ يلزم خلايا الجسم بعض انواع الغذاء لكى تؤدى وظائفها، هذه النواع
من الغذاء عبارة عن النتاج النهائى لعملية الهضم. وهى تتضمن كلا من الجلوكوز [ سكر
الدم ] والدهنيات والحامض الامينى، وكلها تعد متغيرات منظمة للشعور بالجوع.اذ ان
مهاد المخ يكتشف من خلال مستقبلات عصبية نقصان هذه المواد فى الجسم، مما يدفع الى
يدفع الى انواع من التوافق الفسيولوجى [ مثل افراز الكبد لكمية من الجلوكوز
المختزن، كما يدفع الكائن الحى للبحث عن الطعام ]

و
السؤال الان: ما الذى يجعل الانسان يشعر بالشبع؟

اذا
تصورنا اننا لا نتوقف عن الاكل، والا بعد امتلاء مخازن الغذاء وعودتها الى مستواها
المثالى، فمعنى هذا ان نواصل الاكل اربع ساعات، وهى المدة التى تستغرقها عملية هضم
الوجبة الغذائية، والا ان الله تعالى قد زودنا بمؤشرات للشبع عبارة عن مستقبالات
حسية تقع فى اول الجهاز الهضمى [ فى الفم والحق ] تعطى اشارات للمخ بان كمية
الغذاء المطلوبة فى طريقها اليه، وبالتالى يتوقف عن مواصلة الاكل. وقد تم التحقق
تجريبيا من هذا عن طريق عزل المرئ لدى احد الفئران، وجعله ينتهى الى الخارج وليس
الى المعدة
ó وعندئذ كان الفأر يأكل كمية اكبر من المعتاد ثم يتوقف عن الاكل [
مما يشير الى وجود مؤشرات حسية للشبع فى الفم والحق ]، الا انه كان يستانف الاكل
بعد قليل، مما يشير الى ان هذه المؤشرات الحسية ليس لها الا اثر قصير المدى.

ومع
وجود اساس فسيولوجى للشعور بالجوع والشبع فان الانسان يتعلم، ومن خلال التنشئة
الاجتماعية، الاقبال على انواع معينة من الطعام، والامتناع عن انواع اخرى من
الطعام او الشراب وعدد الوجبات، واسلوب اعدادها،و اسلوب الاكل، والاماكن والانشطة
المرتبطة ببدء الطعام او التوقف عنه، وقد يمتنع عن طعام محبوب، صياما أو كرامة،
وقد يؤثر الاخرين بما لدية من طعام رغم حاجته اليه. اى ان القيم الاجتماعية
والدينية تشكل طرق ارضاء دوافع الجوع والعطش عند الانسان.

[ب]
الدوافع الفسيولوجية ذات الطابع الاجتماعى [ الجنس والامومة ]

يشترك
الانسان مع معظم الحيوانات فى الاسس البيولوجية لكل من دافعى الجنس والامومة. وعلى
العكس من دوافع البقاء على حياة الذات البيولوجية [ مثل دافع العطش والجوع.. الخ
التى تعتمد على تحقيق توازن فى البيئة الداخلية للجسم. فان دافعى الجنس والامومة،
يتطلبان الاشتراك مع كائن اخر، ويترتب على ارضائهما بقاء النوع،وليس بقاء الفرد،
كمالا يترتب على عدم ارضائهما هلاك الفرد.

[1]
الدافع الجنسى: مع ان الانسان يتضج جنسيا عند البلوغ، الا أن الهوية الجنسية تتحدد
منذ لحظة الحمل [*]، وهنا ينبغى ان نميز بين اكتمال نضج الخصال الجنسية الاولية،
التى تساعد على التوالد، وبين نمو بعض هذه الخصال والدوافع عبر سنوات العمر
المتتابعة

كما
ينبغى أن نميز بين المحددات البيولوجية والمحددات الاجتماعية للسلوك الجنسى،
فالسلوك الجنسى يعتمد فى ارتقائه ونضجه على أسس بيولوجية تتمثل أساسا فى الهرمونات
الجنسية، الا أن هذا السلوك يتشكل عند الانسان وفقا لخيرات الحياة، ووفقا للمعايير
والقيم الدينية والاجتماعية والثقافية المحيطة بالفرد.

الدافع
الجنسى والقيم الاخلاقية والاجتماعية والدينية

اذا
كان الدافع الجنسى لدى معظم الحيوانات، فإن الأمر يختلف بالنسبة للانسان أرقى
مخلوقات الله فى الارض لأن استجابته الجنسية تتشكل مع [ توفر النضج الجنسى ] وفقا
للمعايير الدينية الاخلاقة والاجتماعية.

 

فرغم
ان الحافز الجنسى عند الانسان فطرى، ويقوم على أسس بيولوجية، تساعد على حفظ النوع،
ألا أن المجتمعات تقوم بتشكيلة وفقا لقيمها ومعاييرها تثقافتنا المصرية والعربية
والاسلامية تنظر الى الجنس على انه فطرة الله، تتم ممارسته بعد النضج فى ظل نظام
اجتماعى هو الزواج. وفى اطار نفسى اجتماعى يتفق مع القيم الدينية والاجتماعية
لتعمير الكون وتكوين الاسرة ورعاية الابناء. وهى ثقافة [ معتدلة ] لا تميل الى
التعقير، ولا الى الاباحية، وانما تميل الى توظيف الجنس فى اطار القيم الاجتماعية
بالدينية.

[2]
دافع الامومة

تعد
العناية بالابناء فى كثير من الانواع الحيوانية، من أقوى الجوافع التى تحدد سلوك
الام [ أى أقوى من الجوع والعطش والجنس ]. وتتحمل الام من اجل الوصول لابنائها.
الاما اكبر بكثير مما تتحمله لاشباع الدوافع الاخرى.

 يعتمد
هذا الدافع على أسس بيولوجية، وتلعب الهرمونات دورا وئيسيا فى سلوك الام نحو
صغارها فى معظم الحيوانية. فالفارة الناضجة العذراء واذا حقنت بدم فأرة ولدت حديثا
يظهر عليها سلوك الام نحو رعاية الصغار، بعد أقل من يوم بعد الحقن. ويقل تأثير
الهرمونات فى الإنسان، حيث يتأثر سلوك الام بالخبرة والسياق الاجتماعى المحيط،
ويرتبط سلوك الام فى كثير من المجتمعات البشرية بعدد من القيم تدعمها.

 يعنى
ذلك أن دوافع الامومة – مثل الدافع الجنسى – له أسس بيولوجية، ألا أنه يتشكل فى
المجتمع الانسانى وفقا للقيم الثقافية والاجتماعية والدينية، وووفقا للخيرات
السابقة التى تتعرض لها الام، ولنماذج سلوك الامومة التى يمكنها أن تحاكيها، والتى
بفترض منها فى ثقافة معينة أن تقوم بها فى اطار من ظروفها الشخصية والاجتماعية،
ودرجة توافقها الشخصى

و
الاسرى الذى ينعكس فى سلوكها اما بمزيد من الحب والاهتمام بأبنائها أو الاهمال
وسوء المعاملة لهم.

 ونظرا
لان سلوك الام مع الابناء منذ الايام الاولى وخلال سنوات العمر المتتابعة بشكل
شخصية هؤلاء الابناء ويساعدهم على التوافق النفسى والاجتماعى، فقد اولت المجتمعات
الحديثة موضوع رعاية الام للابناء عناية خاصة.

ثانيا:
الدوافع النفسية والاجتماعية:

ليس
لهذه الفئة من الدوافع أساس بيولوجى واضح، لكنها تستجيب لحاجات نفسية واجتماعية
لدى الافراد، ويمكن تصنيف هذه الدوافع الى فئتين هما:

[أ]
الدوافع الفردية وأهمها:

1-دافع
الفضول او حب الاستطلاع: لدى الإنسان منذ طفولته – بل ولدى معظم الكائنات الحية –
دافع للفضول والبحث والاستكشاف، مما يدفعه الى استكشاف البيئة المحيطة به، بانواع
من النشاط لا ترتبط بالحصول على مكافأة أو بأرضاء دافع اخر [ كالحصول على
الطعام..]

و
كد تبين ان الطفل الوليد يلتفت اكثر للضوء ” الجديد ” وللشئ المتحرك
وللتنبيهات المعقدة، وتزداد على متابعة مصادر التنبية الحديدة مع زيادة عمره.
ويحاول الطفل – فى فترة الرضاعة – تلمس الاشياء ومسكها وتتاولها وهزها وضربها،
لاستكشاف خصائصها.

وكد
تشجع اساليب التنشئة الاجتماعية فى الاسرة والمدرسة هذا الدافع لدى الاطفال لتنمية
مهارتهم على الاستكشاف. مما يؤدى الى نمو قداراتهم العقلية، وخاصة قدرات الاستكشاف
التى ترتبط بتنمية قدرات التفكير الابداعى [ انظر باب العمليا المعرفية ].و على
لعكس قد تؤدى التنشئة الاجتماعية الى كف دوافع الفضول والاستكشاف، ومن خلال
المعاقبة عليها كلما ظهرت، مما يقلل من فرص نمو القدرات الابداعية.

2-دافع
تنمية الكفاءة الشخصية او تحقيق أعلى مستوى من الاستقلال والاعتماد على النفس:

تؤدى
أساليب التنشئة الاجتماعية للطفل – غالبا – الى تنمية دافع تحقيق أعلى مستوى من
الكفاءة الشخصية والاعتماد على النفس. وذلك من خلال تنمية المهارات والوظائف
الادراكها والحركية والاجتماعية كذلك مكافاة سلوك الاستقلال والاعتماد على النفس
فى موافق الأكل والشرب واللبس والنظافة واستكشاف البيئة الخارجية.

ب-الدوافع
الاجتماعية واهمها:

1-دافع
الانجاز: ويتمثل هذا الدافع فى سعى الفرد الدائب لبلوغ اعلى مستوى من الانجاز فى
انماط نشاطه العقلى والاجتماعى، مما يحقق له تفوقا على اقرانه. وتساعد التنشئة
الاجتماعية فى الاسرة على تنمية هذا الدافع من خلال التشجيع على انواع السلوك الذى
يتسم بالمخاطرة والاستقلال والتميز، ومحاولة التفوق على الزملاء والقيام بانواع من
السلوك تتسم بالمباداة والمخاطرة وقيادة الاخرين.

وقد
اوضحت الدراسات النفسية أن الاطفال الذين يتسمون بارتفاع دافع الانجاز هم ممن تقوم
امهاتهم بمكافأتهم مكافأة وجدانية عميقة كلما قاموا بسلوك يتسم بالانجاز منذ فترة
مبكرة من عمرهم. وعلى العكس من ذلك فإن أمهات الاطفال الأقل دافعية للإنجار يكن
أقل دعما لهذا السلوك. ويرى بعض الباحثين ان أهم ما يميز المجتمع المتقدم، هو
سيادة دافعية الانجاز لدى أبنائه، على عكس المجتمعات المتأخرة، التى ينشأ أبناؤها
على التواكل وعدم المخاطرة وعدم الانجاز، وعدم تحمل المسئولية.

2-دافع
الانتماء: من الدوافع الاجتماعية الهامة التى تعين الفرد على التعاون مع الاخرين
دافع الانتماء أو الشعور بالتقارب والتجارب، والحاجة الى التفاعل الايجابى مع
الاخرين فى الجماعة التى ينتمى اليها الشخص

ويصدر
هذا الدافع عن حاجة الفرد للانتماء الى جماعة [ كالأسرة والاصدقاء ] تكون للفرد
فيها علاقات حميمة بأشخاص اخرين. وتعد هذه العلاقات من أهم علامات الحياة
الاجتماعية السوية للفرد، خاصة وانها تشبع حاجته للتفاعل مع الأخرين، وتساعده على
خفض توتره وحل مشكلاته الانفعالية والاجتماعية.

-ترتيب
اولويات الحاجات والدوافع:

السؤال
الان هو كيف يتم ترتيب الاولويات بالنسبة للدوافع؟ أمكن لعلماء النفس ترتيب
الدوافع الفسيولوجية التى توجه سلوك الحيوان، حسب قوتها، على أساس مقدار ما يتحمله
الحيوان من الام [ مثل: صدمة كهربائية أو درجة حرارة تصدر من سلك يمر عليه وصولا
لإشباع الدافع ] حيث تبين أن الدوافع الفسيولوجية يمكن وترتيبها لدى الحيوان من
الاقوى فالاقل قوة كالتالى:

1-الامومة
3- الجوع

2-العطش
4- الجنس

اما
النسبة للإنسان فإن هذا الترتيب لأولوة موضوعات إرضاء الفرد لدوافعه، يتدخل فيه كل
من:

أ-الدوافع
الاجتماعية التى تعلمها مثل: دافع الاستقلال – فى مقابل – التبعية، والطموح
والمخاطرة – فى مقابل – التواكل، والشجاعة – فى مقابل – الجبن.

ب-السمات
الشخصية مثل: درجة الثقة بالنفس، والاتزان الوجدانى، والانطوائية، ودرجة تحمل تأجيل
الحاجات، والذكاء العام والقدرات الابداعية.. الخ.

ج-القيم
الاجتماعية والثقافية والدينية التى يتمثلها الفرد.

د-الخبرات
الشخصية فى الأسرة والمدرسة ومع الاصدقاء.

ه-الظروف
الاجتماعية المباشرة [ فى الاسرة أو المدرسة.. ] والظروف الاجتماعية العامة

على
مستوى المجتمع.

كل
هذه المتغيرات تسهم فى وجود فروق فى تريب الاولويات لموضوع اشباع لحاجات واصغاء
قيمة اكبر على بعضها [ أنظر فترة القيم الفردية والاجتماعية ]. وفى مقابل اتجاه كل
شخص فى ترتيب اختياراته – حاول بعض الباحثين التوصل الى ترتيب عام للحاجات
الانسانية يميز بين الحاجات وفقا لتدرجها، من الاكثر الحاجة [ يالتالى يحتاج الى
الاشباع فى البداية الى الاقل الحاجة مما يمكن تاجيله الى حين اشباع الحاجات
الملحة.

ومن
اهم محاولات ترتيب حاجات الانسان وفقا لدرجة الحاحها – من الاهم فالاقل ومن
الاساسى الى ما يترتب عليه – محاولة عالم النفس ” ماسلو ” تصنيف حاجات

الإنسان
إلى ثلاث فئات [ شخصية، واجتماعية، وعقلية ] تتدرج خلال خمسة مستويات

و
تتمثل هذه الحاجات فى كل من:

1-الحاجات
الفسيولوجية: وهى التى تكفل بقاء الفرد، ومثل الحاجة الى كل من: الهواء والماء
والغذاء والدفء والراحة..، ولهذه الحاجات الأولوية فى أشباع، وتغلل توجه السلوك
إلى أن يتم اشباعها، ولا يتوقع ممن فقد ارضاءها، أن يسعى لإرضاء المستويات الأعلى
من الحاجات.

 

2-الحاجة
إلى الأمن: وتتمثل فى حاجة الشخص لأن يحمى نفسه أويؤمن نفسه فى المستقبل، فالشخص
يخزن الطعام فى الثلاجة اليوم ضمانا لعدم الجوع غدا أو بعد اسبوع كما تتمثل هذه
الحاجة فى توفير النقود، ضمانا لتوفير الأكل والشرب فى وقت لاحق.

أى
أن هذه الحاجة تتمثل فى ضمان اشباع الحاجات الفسيولوجية فى المستقبل، وهى من حيث
درجة الإلحاح: تأتى بعد الارضاء المباشر للحاجات الفسيولوجية [ وكل منها يمثل نوعا
من الحاجة الشخصية ].

3-الحاجة
للحب والانتماء: وتتمثل فى الحاجة لإقامة علاقة شخصية حميمة مع شخص آخر. والحب هنا
ليس حبا بالمعنى الرومانتيكى، وانما بمعنى إجتماعى. لأن الشخص لدية حاجة أساسية
لأن يحب اخرين ويحبه اخرون، بصفاته التى ينموعليها. كما هو، وليس من أجل ما يمكنه
عمله للخرين. المهم انه لا توجد شروط لهذا الحب. وهذه الحاجة للحب والانتماء.. لدى
” ماسلو ” تأتى – فى ترتيب الأولويات والالحاح – بعد الحاجة إلى الأمن.

4-الحاجة
لتقدير الذات: لدى كل فرد حاجة لان يقدم ما لديه من مهارات وموهبة وصفات ايجابية
يفخر بها لكى يقدرها اخرون لدية [ سواء فى ذلك التلميذ أو الموظف أو ابن.. ] مما
يجعله يشعر بالقيمة والاقتدار، ويؤدى عدم اشباع هذه الحاجة الى الشعور بالدونية
والاتقار النفسى. وهى تأتى فى الترتيب بعد الحاجة للحب والانتماء [ وكل منهما يمثل
حاجة إجتماعية

5-تحقيق
الذات [وفهم الامكانات الشخصية ]: وتتمثل فى رغبة الشخص فى تنمية نفسه، وتحقيق
اكبر قدر من امكاناته. وتختلف الحاجة لتحقيق الذات عن الحاجة لتقدير الذات فى ان
اهداف التحسن والتنمية [ فى تحقيق الذات ] مندمجة داخليا، أى أن الشخص يستجيب
لنفسه وليس للأخرين.

ويعتمد
تحقيق الذات على رغبة الشخص فى فهم امكاناته الذاتية وحدودها، ومعرفته لما يمكن ان
يفعله لكى يقوم به بكفاءة واتقان، وهذه الرغبة تمثل قمة مدرج الحاجات [ فى راى
” ماسلو ” ]

و
من أهم خصائص هذا التدريجالهرمى للحاجات:

1-انهفى
الظروف العادية، تبذل – غالبا – الطاقة لإرضاء المستوى الول، قبل أن يبدأ الشخص فى
ارضاء المستوى الثانى، وهذا المستوى الثانى يتم ارضاؤه قبل الثالث وهكذا.

2-ينبغى
التمييز بين نوعين من الحاجات:

أ-حاجات
اكمال النقص، التى يتوقف السعى لإشباعها فور ارضائها [ كالاكل والشرب ].

ب-حاجات
النمو ارتقاء مثل الحاجة لتحقيق الذات، اذا ارضاء كل الحاجات الأخرى ز وهذه
الحاجات لا يتوقف السعى لإشباعها [ مثل طلب العلم وتحقيق مريد من النجاح فى
العمل.. الخ ]

و
تتسم هذه النظرية ببساطتها ووضوحها وجاذبيتها، لأنها ترتب حاجات الإنسان من الأكثر
الحاحا ووجوبا للإشباع، الى تلك التى تليها، وأن كانت أرقى. كما أنها أكثر تمييزا
للإنسان من غيره من الكائنات الحية، الا أنها لا تستطيع أن تجيب عن مبررات تفضيل
الأفراد، الذى قد لا يتفق مع ترتيب الحاجات إلى الأقل الحاحا ]، لأن هذا يرتبط
بأساليب التعلم فى سياق اجتماعى، والتغيرات التى تشكل الفروق الفردية والاستجابات
والقيم الفردية، مما سنعرض له فى فقرة القيم الفردية وكيف تتشكل وتترتب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى