كتب

فيلون الملحمى



فيلون الملحمى

فيلون
الملحم
ى

 

نصوص
يهودية فى العالم الهيلينى

نورد
هنا نقاطع من مؤلّفات يهوديّة ضاعت، فما بقي منها سوى آثار بسيطة ونحن نقرأها في
تضاعيف مؤلّفات آباء الكنيسة. هذه المقاطع وصلت في اللغة اليونانيّة، وحسب الفنون
الأدبيّة المعروفة آنذاك. هي ليست مغفلة، بل نحن نعرف أسماء أصحابها، وها نحن
نذكرهم، ونذكر المرجع الذي ورد فيه كلُّ مقطع من هذه المقاطع.

 

فيلون الملحميّ

دوّن
فيلون ما دوّن في القرن الثالث ق م، فبقي من تدوينه ستّة أجزاء قصيرة تشكّل 24
بيتاً من الشعر. هناك كلام عن ابراهيم وذبيحة اسحق (تك 22) وعمّا فعله الله
للآباء، ولا سيّما يوسف. في الأجزاء الثلاثة الأخيرة يدور الكلام على أورشليم.
ونحن نذكر كلَّ قسم برقم من الأرقام.

ورد
هذا النصّ في أوسابيوس، التهيئة الانجيلية، 9. وقد أخذه هذا الأخير عن اسكندر
بوليهستور الذي جمع مواده في القرن الأول ق.م.

كورنيليوس
اسكندر الذي لُقّب “بوليهستور” وُلد في ميليتس (تركيا) بين سنة 112 وسنة
102 ق م. جاء أسيراً إلى رومة. ثم حُرِّر سنة 82. وتابع عمله كمؤرّخ. وحفظت لنا
الوثائق 35 كتاباً من كتبه: رومة. البحر الأسود. بتينية. فريجية، كيليكية،
سورية… أما النصوص التي أخذناها فنقرأها في التهيئة الانجيليّة، الكتاب التاسع.

20
(1) وتحدّث فيلون أيضاً عن ابراهيم في الكتاب الأول من قصيدته “عن
أورشليم”.

آلاف
المرَّات سمعتُ في الشرائع القديمة،

كيف
أتممتَ شيئاً في مرّة من المرات.

كانوا
يحلّون في الماضي عضو الأبكار.

يا
ابراهيم الذي نال شهرةً كبيرة من عقدة الرباطات، فاشتهر،

فاضت
فيه أفكار سامية، هذا السحر الذي يُرضي الله.

فحين
تخلّى عن نسلٍ مُشرق من أبناء الأرض،

أوقف
(الله) الممدوحُ، بصوت عالٍ، المحرقة،

ومدّ
بركته في توالي الأجيال.

فنسلُ
هذا الجبّار عرف مجداً ساطعاً.

وأردف
بعد ذلك:

ساعة
هيّأ القدير لمشيئته

(ملاكاً)
يحمل سيفاً مسنوناً

وبجانبه
تقوّى زفيرُ النار،

جعل
في يديه كبشاً بقرون.

24
(1) توافق فيلون مع النصوص المقدّسة، فقال في الكتاب الرابع عشر من قصيدته
“عن أورشليم”:

العليُّ
العظيمُ وسيّدُ كل الأرض،

جعل
لهم مقام السعادة قبل الدخول إلى أرض الموعد،

منذ
(أيام) ابراهيم واسحق، ويعقوب الولود،

الذي
منه وُلد يوسفُ، مفسّرُ الأحلام،

الذي
وصل إلى الصولجان على عروش مصر،

لأنه
كشف أسرار المصير في خضمّ الزمن

(1)
حسب فيلون في قصيدته “عن أورشليم”، هناك نبعٌ ينضب في الشتاء ويمتلئ في
الصيف. في هذا يقول (الشاعر) في الكتاب الأول:

30
حين سبحتُ في الحوض العلويّ،

رأيت
شيئاً آخر، غريباً، عجيباً:

امتلأت
الأحواضُ المتّصلة بالمياه،

من
أجل استحمام الأمير،

أرض
الينبوع العميق الذي يتدفّق.

(3)
ويضيف بعد ذلك حول الامتلاء:

الموج
الساطع الذي يرتفع

فيمزج
بفرح الثلج والمطر

يعجُّ
تحت الأبراج الجبليّة.

وفي
البعيد، يَبرز السهلُ الجاف بغباره،

أمام
العيون المدهوشة،

قوّة
الينبوع العجيبة.

ثم
يصوّر ينبوع عظيمَ الكهنة والقناة:

على
منحدر قاسٍ

تفيض
القساطل، عبر الأرض، بالقنوات.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى